أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد زكرد - أيقاظ الدب الروسي من سباته ، بداية تحقيق حلم العودة














المزيد.....

أيقاظ الدب الروسي من سباته ، بداية تحقيق حلم العودة


احمد زكرد

الحوار المتمدن-العدد: 7173 - 2022 / 2 / 25 - 23:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد مرور اكثر من ثلاثة عقود على أهم الاحداث التي غيرت العالم وكانت منعطفا في حاسما في تاريخ البشرية ، تمخضت عنه الكثير من النتائج التي أثرت في العالم. هذا الحدث هو انهيار الاتحاد السوفياتي في بداية التسعينات من القرن الماضي، مما فسح المجال أمام الولايات المتحدة الامريكية لتهيمن اقتصاديا و سياسيا و عسكريا وايديولوجيا على العالم ... فأصبحت هي صاحبة القرار تحرك العالم و تصنع الحروب والازمات هنا وهناك تدمر دول وحضارات، لا لشيء فقط لتبرهن على قوتها و تحارب اعداءها و تحقق ماربها، أما ما تقدمه من مبررات ومن ادعاءات ؛ محاربة الإرهاب و الدفاع عن حقوق الانسان وعن الدول النامية ومساندتها ... لكن كل ذلك ديماغوجية تقدمها للعالم.
لا أريد أن أخوض في غمار تفاصيل ما فعلته وما تفعله على سبيل المثال في كوريا و الشيشان و أفغانستان والعراق و فيتنام و سوريا .... والان في اوكرانيا ، ربما اختصرت معظم الاحداث في حرب عالمية باردة من نوع اخر بين حلف الناتو بزعامة الولايات المتحدة الامريكية و الدب الروسي، اللذان يخوضان حروب كثيرة في العالم من خلف الستار اي حروب بالوكالة . فمن يعتقد ان سقوط الاشتراكية معناه نهاية الحرب الباردة ونهاية العداوة بين امريكا وروسيا فهذا امر لا مبرر له ، لان الذي انتهى هو الصراع بكليته وبالتالي لم يعد الحديث عن التوازن الدولي أمرا مسوغا ولا مقبولا لأن مثل هذا التوازن يفترض مسبقا وجود فرقين نوازن بينهما. والذي حدث هو استسلام المنهزم الى المنتصر ( جدلية العبد و السيد ) ولو ان هذا الاستسلام الايديولوجي و الاقتصادي و السياسي كان جزئي .
فالاتحاد السوفياتي او قل أوربا الشرقية و كل الدول الشيوعية تنكرت للاشتراكية واتجهت الى الاقتصاد الحر والانخراط شيئا فشيئا في اساليب الانتاج الرأسمالي . لكن السؤال الذي نطرحه اليوم هل فعلا سقط الاتحاد السوفياتي ؟ أم هو فقط أصبح غير قادر على الخروج من السيطرة و الهيمنة الامريكية ؟ والّدليل على ذلك تم تقسم الاتحاد السوفياتي، و حل حلف وارسو في حين ظل حلف الشمال الاطلسي قائما ما يسمى اليوم بحلف الناتو الذي تمثله امريكا و دول اوروبا الغربية ( الاتحاد الأوروبي).
ونحن في عملية التقصي التاريخية هاته لا بد من الاشارة إلى أن الدول التي كان يساعدها الاتحاد السوفياتي بعد انهياره انهارت هي الاخرى اقتصاديا .... باستثناء التنين الصيني الذي استطاع تدبير الازمة و اضحى قوة عظمى تضاهي روسيا وامريكا، في حين الدول الاخرى وجدت نفسها في حيرة من أمرها وبدأت ترتمي في احضان أمريكا وتتنكر لماضيها.
الولايات المتحدة الامريكية لم تتوقف عند هزيمة الاتحاد السوفياتي بل شنت حرب شعواء على كل الدول التي قد تنافسها او لم تتقدم الولاء لها ، مثلا تدخلها في حرب الخليج ، حيث تجسد بصورة واضحة اثار انسحاب الاتحاد السوفياتي، وسيطرة قوة واحدة وهي امريكا والدول الغربية فأصبحت امريكا تدمر كل دولة تتجاوز الخطوط الحمراء التي وضعتها ؛ اي كل دولة تلوح فيها بوادر التقدم والتطور التقني عالي المستوى والاهمية ، لاسيما في ما يساهم في امتلاك عناصر القوة، كما فعلت في العراق بتدميرها و اعدام صدام حسين ، ثم ما فعلته في احداث الربيع العربي في ليبيا مع القذافي و سوريا كذلك ... بدعوى ان هذه القوة خطر على المنطقة وعلى السلام العالمي و ان ضرورة الاستقرار و السلام تتطلب القضاء على هذه القوة وتجريدها من عناصر قوتها ..
لكن يجب ان نشير الى نقطة مهمة جدا هي ان الولايات المتحدة الامريكية تعلم جيدا الاتحاد السوفياتي لم يسقط في ادهان الروس ، منذ بداية هذا القرن وهي تحاول خنق الحصار على روسيا ، وخصوصا عندما اصبحت الصين و اليابان قوتين تضاهي امريكا فاليابان لن تنسى (هورشيما وناكازكي ) و صين كذلك لن تتنكر لأصولها الشيوعية ، لذاك بدأت امريكا تستميل دول اروبا الشرقية الى صفها (الى حلف ناتو) حيث انضمت تشيكيا والمجر (هنغاريا) وبولندا في عام 1999، وتلتها بلغاريا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا ورومانيا وسلوفاكيا وسلوفينيا في 2004.
لكن الزعيم الروسي بوتن انزعج لهذا الامر و اعتبر ه نقض لوعد الولايات المتحدة، الذي قدمه وزير خارجيتها آنذاك، جيمس بيكر، لميخائيل غورباتشوف (آخر رئيس للاتحاد السوفيتي)، خلال زيارته موسكو بشهر فبراير عام 1990، لمناقشة إعادة توحيد ألمانيا بعد سقوط جدار برلين. الذي مفاده بأنه "لن يكون هناك تمدد لقوات الناتو بوصة واحدة إلى الشرق" .
وبعد انضمام بعض الدول في أوروبا الشرقية للناتو، "عزز بوتين ضغائنه، وحرص بلا شك على تعزيز المشاعر المعادية للغرب في الداخل، وعلى توسيع قاعدة نفوذه، وهو يعارض بشدة انضمام جورجيا وأوكرانيا إلى التحالف. وهذا هو السبب الذي جعل روسيا تشن هجوم على اوكرانيا وهي في الحقيقة تشنه على امريكا ومسانديها .
هذا يضعنا امام الكثير من التساؤلات التي تطرح نفسها علينا : هل سنكون امام نظام عالمي جديد بزعامة الدب الروسي؟ ام أن لأمريكا و حلفاءها لهم كلمة اخرى؟
غير ان الشروط الموضوعية تنتصر لكفة روسيا ، فالولايات المتحدة الامريكية لم تتعافى بعد من التداعيات الاقتصادية التي خلفتها كورونا ، في حين روسيا و الصين لم يتضررا كثيرا من الازمة؛ بل الصين ظلت هي المزود للعالم بما فيها امريكا والاتحاد الأوروبي . لذا يبدو ان الدب الروسي الي جانب التنين الصيني سيقدمان قراءة جديدة لخارطة العالم بنظام جديد وسياسة جديدة .



#احمد_زكرد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشكالية اليسار الإسلامي
- لماذا الحاجة إلى الفلسفة ؟
- ثورة الوعي ، أساس التغيير الحقيقي
- إتيقا الحوار و التسامح الديني كمدخل لتأسيس المشترك الكوني بي ...
- لمحة بانورامية حول الفلسفة المعاصرة
- إشكالية الوعي عبر تاريخ الفلسفة
- إشكالية الوضع البشري بين الخضوع للضرورة والانفتاح على الحرية ...
- تأمل حول إشكالية الحب
- إشكالية العنف بين المشروعية و اللامشروعية
- هذا هو الإنسان في زمن كورونا المستجد
- التطور التقني وتداعياته البيئية في ظل غياب الشرط الأخلاقي: ف ...
- التطور التاريخي للنسوية : قراءة نقدية للهيمنة الذكورية
- الفلسفة كبديل لإسعاد الإنسان من وجهة نظر ألان باديو
- إشكالية أصالة الفلسفة الإسلامية
- إشكالية تعريف الفلسفة
- إشكالية الاعتراف و التفهم و التكامل في فلسفة الغير
- تأثيل المقدس 5 : المرأة بين مطرقة الدين و سندان العلمانية ( ...
- تأثيل المقدس 4: السعي للدين،سعي للسلطة
- أخلقة الفعل السياسي ( الجزء الثالث ): الفعل السياسي بين الدي ...
- أخلقة الفعل السياسي ( الجزء الثاني ): كانط ونقد العقل السياس ...


المزيد.....




- سعيد يأمر باتخاذ إجراءات فورية إثر واقعة حجب العلم التونسي
- بايدن يخطئ مجددا و-يعين- كيم جونغ أون رئيساً لكوريا الجنوبية ...
- شاهد.. تايوان تطلق صواريخ أمريكية خلال التدريب على المقاتلات ...
- عشرات الجرحى جراء اصطدام قطارين في بوينس آيرس
- في أقل من 24 ساعة..-حزب الله- ينفذ 7 عمليات ضد إسرائيل مستخد ...
- مرجعيات دينية تتحرك قضائيا ضد كوميدية لبنانية بعد نشر مقطع ف ...
- شاهد.. سرايا القدس تستهدف الآليات الإسرائيلية المتوغلة شرق ر ...
- شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي لبلدة بشرق خان يونس
- واشنطن: -من المعقول- أن إسرائيل استخدمت أسلحة أميركية بطرق - ...
- الإمارات تستنكر تصريحات نتانياهو بشأن -مشاركتها- في إدارة مد ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد زكرد - أيقاظ الدب الروسي من سباته ، بداية تحقيق حلم العودة