أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد زكرد - إشكالية اليسار الإسلامي















المزيد.....

إشكالية اليسار الإسلامي


احمد زكرد

الحوار المتمدن-العدد: 7097 - 2021 / 12 / 5 - 02:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كلمة اليسار من الناحية السياسية يعتبر وصفا لهوية من يسعون لأجل التغيير الشامل أو الذين يرفضون الاستسلام لجمود الواقع، وقد نشأ مصطلح اليسار عند بداية الحياة السياسية البرلمانية في أوروبا، حيث كان يقصد به تمييز النواب المعارضون والثوريون الذين كانوا يجلسون على يسار منصة رئيس البرلمان، بينما كان النواب الموالون و المؤيدون يجلسون على يمين المنصة.
فالأصل التاريخي لهذا التعبير يعود إلى وصف الكتلة السياسية التي جلست على يسار مقعد رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية تعبيرا عن موقفها المعارض للملكية قبيل الثورة الفرنسية. وأصبح تقليداً غالبا أن يجلس ممثلي المعارضة في مقاعد اليسار من قاعات البرلمانات.
اليسار الإسلامي أو الإسلاميون التقدميون هو تيار فكري ذو مرجعية إسلامية. ظهر بمصر ومن أبرز منظريه المفكر )حسن حنفي)، وفي تونس ظهر كتيار على هامش الحركة الإسلامية منذ نهاية السبعينات. ومن أبرز قيادات هذا التيار الجامعي أحميدة النيفر الصحفي صلاح الدين الجورشي ، و السياسي محمد القوماني.

و اليسار الإسلامي هو حركة تاريخية جماهيرية ثقافية حضارية اجتماعية و سياسية ... فهو تيار إسلامي عقلاني قد أخذ على عاتقه فكرة تجديد الإسلام وطرح كل الشوائب التي علقت به الفقهية والعقائدية والأصولية وغيرها، وذهب رواد هذا التيار إلى حدّ القول بجواز تعطيل الثوابت عندما تكون هناك ضرورة إلى ذلك، بالإضافة إلى أن اليسار الإسلامي هو أقرب إلى ما يسمى داخل الحركات الإسلامية عموما بالاتجاه التربوي؛ أي القائلين بأسبقية تربية أفراد المجتمع الإسلامي على تجنيدهم وتجييشهم سياسيا، لهذا السبب ولخصوصيّة المسألة الثقافية في العالم العربي كان طرح الإسلاميين التقدميين ( اليسار الإسلامي ) بعيدا عن السياسة على خلاف التيارات الاخوانية –السلفية...

ويمكن تعريف اليسار الإسلامي بوجه عام بأنه ذلك الاتجاه الثوري الذي يرى أن العدالة الاجتماعية والمساواة وتكافؤ الفرص لا يمكن تحقيقها سوى بواسطة سياسات اقتصادية واجتماعية مركزية ،يكون للدولة الدور الرئيسي فيها، و تستهدف تقليص التفاوت الكبير بين الفقراء والأغنياء، والوصول إلى استقلال فعلى للإرادة الوطنية، مع الحفاظ في ذات الوقت على الهوية و الثوابت والمقدسات الإسلامية، ودعم ومساندة الأخلاق العامة، ومعاداة قيم العري والرذيلة والانفلات والعنف...
تأسيس اليسار الإسلامي في العالم العربي الاسلامي
ظهر اليسار الإسلامي في مصر عن طريق المفكر حسن حنفي ، وفي تونس إبان صعود حركة الاتجاه الإسلامي في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات ومن أبرز رواده أحميدة النيفر والصحفيين صلاح الدين الجورشي وزياد كريشان والسياسي محمد القوماني. و من منظري اليسار الاسلامي بالمغرب عبد لله العروي ومحمد عابد الجابري ..
أصحاب هذا الطرح يُطلقون على أنفسهم الإسلاميين التقدميين أو الإصلاحيين الجدد ويرفضون تصنيفهم في خانة التيارات اليسارية (الشيوعية والاشتراكية)، فبحسب مقارباتهم الفكرية هم يتوسطون المدرستين التقليديتين، الإسلاميين واليساريين.
تاريخيًا، نشأ اليسار الإسلامي أو الإصلاحيون الجدد في الفترة التي أعقبت تحرر الدول العربية من الاستعمار الأجنبي وفي ذروة الاستقطاب بين عدة مدارس فكرية أحدها إحيائي الذي يقوده دعاة التدين على الطريقة السلفية كالوهابية في السعودية والمهدية في السودان، وتهدف إلى العودة للأصول وعدم اتصاله بأي أفكار من خارج المنظومة الإسلامية، والآخر تجديدي يستلهم من الغرب يُنادي بالإصلاح والتطوير قاده زمرة من المفكرين من أمثال جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده وحسن البنا، وهم المنظرون الذين استلهمت منهم تيارات الإسلام السياسي كالإخوان المسلمين.
أما المدرسة الثالثة، فهي حداثية وافدة من النموذج الغربي تقوم على استلهام التجربة الأوروبية ويقودها ثلة من الأدباء والمفكرين المتأثرين بفلسفة التنوير من أمثال طه حسين وسلامة موسى وشبلي شميل وفرح أنطون.
أما الطرح الفكري لهذا التيار، فيقوم بحسب حسن حنفي، على مبدأ النقد والمراجعة الذاتية للحركة الإسلامية أي أنها حركة تصحيحية تدعو لإحياء الجوانب الثورية في الدين وتأويل كل حدث على أنه ثورة وصيرورة للفعل الإنساني وفق أدوات تحليلية وقراءات حديثة متماهية مع الواقع والمتغيرات الاجتماعية والتحولات السياسية.
فمشروع اليسار الإسلامي القائم على الرجوع إلى التراث بعقل تجديدي يُحاكي هموم الإنسان فكرًا وواقعًا وثقافةً وعملًا من أجل تعصير العالم العربي وإخراجه من بوتقة التخلف والرجعية، ويستند في طرحه على الحضارة والإرث الإسلامي ومقومات النهضة الغربية بأبعادها الاجتماعية والسياسية والأخلاقية والثقافية والفكرية والفلسفية.
تأسيس اليسار الإسلامي عند الغرب نموذج فرنسا
على عكس اليسار الإسلامي الذي نشأ في ظل حراك فكري لنخبة عربية سعت إلى وضع مشروع نهضة حديثة على أساس المرجعية الدينية والحضارية، فقد نشأ مفهوم اليسار الإسلامي في الغرب وتحديدًا بفرنسا عام 2002، من عالم الاجتماع المؤيد للاحتلال الصهيوني بيير آندريه تاغييف لتشويه مصداقية دعم اليسار للمقاومة الفلسطينية حماس، فالمصطلح استخدم لنزع الشرعية عن مقاومة المجتمعات التي تتحدى أنظمة الاحتلال.
ففرنسا تعمل عبر أدواتها الدعائية والدينية المتطرفة على الزج بكل ما هو إسلامي إلى زاوية النقد والتهجم، وتستهدف كل صوت يُنادي إنتاج معرفة حرة متحررة من قيود السلطة، وتقف حاجزًا أمام الالتقاء الفكري بين الإسلاميين كنخب والتيار اليساري الليبرالي المنفتح، في مقابل ذلك تواصل فرنسا اعتماد مقاربتها الفاشية التي تجمع بين أصحاب المشروع التحديثي التقدمي الإسلامي والمتطرفين.
من هذا الجانب، يؤكد صلاح الدين الجورشي، أن فرنسا روجت لمصطلح اليسار الإسلامي الذي يختلف جوهريًا مع التيار الذي عرفه العالم العربي ، من أجل تجاوز الانتقادات التي طالت الدولة المتمثلة في سياسات الرئيس إيمانويل ماكرون المعادية للجالية الإسلامية التي تقوم على أساس الربط غير الواقعي بين الإسلام وانتشار التطرف في قلب أوروبا. فهم يطلقون صفة اليسار الإسلامي على أي مثقف مستقل يرفض الإسلاموفوبيا ، أو يعارض توجهات اليمين العنصري ، ويساند الحقوق الطبيعية للأقليات الإسلامية المقهورة ، وفى الوقت نفسه يطالب بالعدالة الاجتماعية والمساواة وتكافؤ الفرص للجميع .

المواقف المؤيدة لليسار الاسلامي
من أهم المفكرين الذين طرحوا شعار اليسار الإسلامي المفكر المصري حسن حنفي الذي أعلن أن اليسار الإسلامي (ليس حزبًا سياسيًّا، ولا يمثل معارضة حزبية، ولا يتوجَّه ضد أحد، لأنه يرى السياسة في ثقافة الأمة ونهضتها. فالمعارك أساسًا في الثقافة وداخل وعيها [أي الأمة] الحضاري. ولا يهدف اليسار الإسلامي إلى استنفار أحد أو الاستعداء على أحد، بل يرمي إلى يقظة الأمة، واستئناف نهضتها الحديثة، وطرح البدائل أمام الناس، والاحتكام إلى جماهير الأمة، وتجاوُز الحلول الجزئية والنظرات الفردية إلى تصور كلِّي وشامل لوضع الأمة في التاريخ. (افتتاحية مجله اليسار الإسلامي، العدد الأول، 1981).
كما عرف اليسار الاسلامى بأنه ( عبارة عن حركة تاريخية جماهيرية ثقافية حضارية اجتماعية سياسية … وثقافتنا ترتكز على ثلاثة أصول أولا التراث القديم ثانيا التراث الغربي ثالثا القرآن الكريم ) ( حسن حنفي، اليمين واليسار في الفكر الديني، مكتبه مدبولى، القاهره )

وقد طرح حسن حنفي هذا الشعار تأثرا بلاهوت التحرير في أمريكا اللاتينية.

أما علي شريعتي ( مفكر إيراني )حاول التوفيق بين علاقة الانتماء الديني (الإسلام) والمذهبي(التشيع) للأمة الإيرانية ،والمقولات اليسارية عامه والماركسية خاصة ، والتي سادت في الخمسينات والستينات من القرن الماضي ، من خلال:
أولا: إعادة تفسير هذه المقولات بشكل مختلف، وعلى سبيل المثال فإن مقولته في الدين الأفيوني هي صياغة أخرى لمقولة كارل ماركس (الدين أفيون الشعوب) ، والتي يعيد قراءتها بشكل يختلف عن كارل ماركس الذي يعنى بها نفي الدين ، في حين أراد شريعتي بها تثوير( الثورة ) الدين؛ تثوير الدين من خلال الحفاظ على مفاهيم الدين والمذهب، مع إعادة تفسيرها بشكل آخر يختلف عما هو متعارف في مباحث العقائد الإسلامية وعلم الكلام والحكمة، وعلى ضوء الاجتماع السياسي ،ومبتعدا عن أبعادها الغيبية / الميتافيزيقية، فعلى سبيل المثال يقول شريعتي إن كل نص قرآني به لفظة ‘الله’ يقصد بها ‘الشعب’ فالله مع الشعب دائما وضد ثالوث الاستبداد والاستغلال والكهانة. وهكذا كان طرح شريعتي متسقا مع “لاهوت التحرير” المسيحي في أمريكا اللاتينية كذلك.

الإسلاميون التقدميون في تونس من بينهم :( صلاح الدين الجورشي ومحمّد القوماني وعبد العزيز التميمي ...) هو تيار إسلامي عقلاني الاتجاه، أشتغل في أوساط الجماعة الإسلامية في تونس منذ بداية السبعينيات من القرن الماضي في المساجد والجامعات والمعاهد التربوية ...
وكان هذا التيار يركّز على العقل أكثر من تركيزه على النص ( النقل)، وكان الجورشي وهو من رموز هذا التيّار يطالب بثورة ثقافية لأنّها تمثّل عنصرا جوهريا في إعادة بناء وعي المجتمع و أن تتمّ بعد ذلك عملية إعادة هيكلة المجتمع .
وقد أتجّه الإسلاميون التقدميون نحو ثورتهم الثقافية من خلال فهم جديد للدين، وفي نظر أحد أقطاب هذا التيار أحميدة النيفر فانّ المسألة السياسية مسألة هامة ولكنّها لم تعد لها الأولويّة أصبحت مشكلة إعادة قراءة الفكر الديني هي التي تحتّل المركز الأول. ويحددّ الإسلاميون التقدميون منهجهم في التجديد الثقافي والإسلامي باعتماد العقل وسيلة في فهم النصوص المقدسّة من كتاب وسنّة دون الوقوع في الحرفيّة أو النصيّة، ويعتمدون على الاجتهاد كمنهج نحو تحقيق التجديد المنشود.

المواقف المعادية لليسار الإسلامي
تعرض تيار اليسار الإسلامي للنقد من جهات عده، حيث اعترض عليه عدد من الكتاب باعتباره محاولة فاشلة التوفيق – او التلفيق – بين الماركسية والإسلام أهمهم الدكتور مصطفى محمود في كتابه( أكذوبة اليسار الإسلامي) عام 1978م ، ثم محسن ألميلي في كتابه( ظاهرة اليسار الإسلامي ) ( مطبعة تونس-قرطاج – أكتوبر ،1983)،و عبد السلام البسيوني في كتابه ( اليسار الإسلامي خنجر في ظهر الإسلام ) …
وقد ساهم في تأكيد هذا النقد ، ان بعض الكتاب الذين رفعوا شعار اليسار الإسلامي انطلقوا فكريا من محاولة التوفيق بين الماركسية والإسلام أو تطبيق المنهج الماركسي في مجال الدراسات الإسلامية، كما عند خليل عبد الكريم في كتابه (الأسس الفكرية لليسار الإسلامي) وغيره من الكتب، وهي محاولة نجد مثيل لها عند عدد من الكتاب الماركسيين كحسين مروة في كتابه( النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية).

كما قام الكاتب المصري نصر حامد أبو زيد بنقد خطاب اليسار الإسلامي عند حسن حنفي حيث يرى ابتداء أن إرهاصات حركة (اليسار الإسلامي) ترجع إلى كتابات سيد قطب في أوائل الخمسينات، خاصة في “معركة الإسلام والرأسمالية” و “العدالة الاجتماعية في الإسلام”، كما نجدها في “اشتراكية الإسلام” لمصطفى السباعي، أحد أقطاب الإخوان المسلمين في سورية. كما يرى ان هذه الإرهاصات تمثل امتداداً طبيعياً للتأويل العقلاني للإسلام الذي طرحه كل من الأفغاني ومحمد عبده استجابة للتحدي الحضاري الذي طرحه الآخر (الغربي) من جهة، واستناداً إلى التراث العقلاني للمعتزلة وابن رشد من جهة أخرى. لكنه يرى أن هذا التيار العقلاني لم يدم طويلاً، وظل على هامش الثقافة العربية الحديثة والمعاصرة بوجه عام وعلى هامش الفكر الديني بوجه خاص…ويجمل أبو زيد خصائص خطاب اليسار الإسلامي، التي تقبع في أساس إخفاقه أو محدودية مشروعه التنويري، في ثلاث هي:
أولا: سعيه إلى التوفيق بين أطراف لم ترصد جوانب الخلاف أو الاتفاق بينها بدقة ( علم الكلام المعتزلي وعلم الكلام الأشعري).
ثانيا: يجمد الحاضر في إسار الماضي، ويجعله خاضعاً له ولمعطياته خضوعاً شبه تام.
ثالثا: يتجاهل السياق التاريخي / الاجتماعي للتراث (علم الكلام)، ويعامل معه بوصفه بناء شعورياً مثالياً مفارقاً لزمانه ومكانه، رغم نشأته منهما.
بيد أن أبو زيد الذي يرصد تناقضات الخطاب اليساري أو نقائضه لتوكيد طابع التوفيق والتلوين، ينوه بالجهد الواضح في تأويل العقائد، ولا سيما عقيدة الألوهية وقضية الوحي وجعل الواقع وسطاً بين العقل والنقل ومرجعاً لهما، ويأخذ على هذا الخطاب تردده وعدم قدرته على حل الإشكالية التي صنعها هو نفسه لدى الحديث عن الماضي المنتصر من جهة وتأسيس العقائد على مفهوم (الاغتراب) من جهة أخرى. ..(د. نصر حامد أبو زيد، نقد الخطاب الديني، سينا للنشر، القاهرة، 1992).

أما د. عصمت سيف الدولة فيرى ان مصطلح اليسار من المصطلحات الدارجة والفاسدة معا ( لأن اليسار واليمين لا بد أن ينسبا إلى اتجاه ثابت، فهذا على يساره وذلك على يمينه كما كانت مواقع المعارضة تنسب إلى منصة رئاسة المجالس، إلا أنه لم يكن ثمة ضرر في استعمالها على دلالتها الدارجة . فالاشتراكيون يسار تقدمي و الرأسماليون يمين رجعي. ولكن العبث اللفظي لم يلبث ان أصبح غطاء للعبث السياسي عندما انقطعت صلة اليسار بالتقدمية. وقد انقطعت تلك الصلة في موضوعين .
الموضوع الأول عندما أصبح اليسار بالنسبة لمشكلة محددة هو اليسار بالنسبة للواقع الاجتماعي ككل. فاليسار الفرنسي مثلاً ظل يساراً حتى وهو يشن علينا في المغرب والجزائر حرباً استعمارية… وفي عدد خاص من مجلة ” الأزمنة الحديثة ” جمع سارتر كلاماً كثيراً ممن قيل أنهم يمثلون اليسار العربي واليسار الإسرائيلي فأصبح بعض الإسرائيليين يساراً على الأرض التي اغتصبوها وشردوا أهلها .
الموضوع الثاني: عندما أصبح اليسار لا يحدد موقف القوى من الواقع و لكن الموضوعي يحدد مواقفها فيما بينها. فتعدد اليسار وتعدد اليمين وأصبح لكل يسار يمين ويسار، ولكل يمين يسار ويمين… الخ) . و يؤاخذ الدكتور عصمت سيف الدولة على التيار الاشتراكي الإسلامي أنه لم يكن فعلا (اجتهاد في الفكر الإسلامي او الاشتراكي) بل رد فعل( دفعا للفكر الماركسي) يقول (ودخلت ساحة الحوار حول الاشتراكية جماعه من المثقفين في الدين ، تحاول إرجاع المقولات في الفكر الاشتراكي إلى منطلقات دينيه، فإنشات بدخولها تيار يحمل شعار اشتراكية الإسلام والاشتراكية الاسلامية، وهو تيار لم يولد أصلا، بمعنى أنه لم يكن اجتهادا في الفكر الإسلامي، ينميه ويضيف إليه ليواجه مشكلات الحياة في هذا العصر، بل كان دفعا للفكر الماركسي ودفاعا ضد منطلقات المادية، وتحددت طبيعته منذ مولده، فهو ليس اجتهادا مبدعا في النظام الاشتراكي، بل هو حوار معاد في الفلسفة الميتافيزيقية…(نظريه الثورة العربية، ج 2، ص156).
كما يرفض د. عصمت مصطلح الإسلام المستنير ، وإن كان لا يرفض وصف المذاهب الإسلامية المستنيرة؛ لأنه لا يوجد إسلام مستنير وآخر مظلم ...
فخلاصة موقفهم من الإسلام - يقول عصمت -: أن تحل أفكارهم محله في حياة الأمة العربية. ولو أنصفوا أنفسهم لتحدثوا عن الاستنارة والإظلام في المذاهب والآراء واجتنبوا الإسناد إلى الإسلام. وأن يكونوا مسلمين على مذهب يرونه مستنيراً فعليهم أن يقدموه مذهبا على مسؤوليتهم في الصواب والخطأ ، ولا يقدموه على أنه الإسلام المستنير بما يترك مجالا للظن بأن ثمة إسلاما غير مستنير )
(عن العروبة والإسلام، بيروت، مركز دراسات الوحدة العربية، 1986)



#احمد_زكرد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا الحاجة إلى الفلسفة ؟
- ثورة الوعي ، أساس التغيير الحقيقي
- إتيقا الحوار و التسامح الديني كمدخل لتأسيس المشترك الكوني بي ...
- لمحة بانورامية حول الفلسفة المعاصرة
- إشكالية الوعي عبر تاريخ الفلسفة
- إشكالية الوضع البشري بين الخضوع للضرورة والانفتاح على الحرية ...
- تأمل حول إشكالية الحب
- إشكالية العنف بين المشروعية و اللامشروعية
- هذا هو الإنسان في زمن كورونا المستجد
- التطور التقني وتداعياته البيئية في ظل غياب الشرط الأخلاقي: ف ...
- التطور التاريخي للنسوية : قراءة نقدية للهيمنة الذكورية
- الفلسفة كبديل لإسعاد الإنسان من وجهة نظر ألان باديو
- إشكالية أصالة الفلسفة الإسلامية
- إشكالية تعريف الفلسفة
- إشكالية الاعتراف و التفهم و التكامل في فلسفة الغير
- تأثيل المقدس 5 : المرأة بين مطرقة الدين و سندان العلمانية ( ...
- تأثيل المقدس 4: السعي للدين،سعي للسلطة
- أخلقة الفعل السياسي ( الجزء الثالث ): الفعل السياسي بين الدي ...
- أخلقة الفعل السياسي ( الجزء الثاني ): كانط ونقد العقل السياس ...
- أخلقة الفعل السياسي ( الجزء الاول ): من الإغريق إلى فلاسفة ا ...


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد زكرد - إشكالية اليسار الإسلامي