أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فرح تركي - قصة بعنوان -نيزك يقترب-















المزيد.....

قصة بعنوان -نيزك يقترب-


فرح تركي
كاتبة

(Farah Turki)


الحوار المتمدن-العدد: 7166 - 2022 / 2 / 18 - 09:08
المحور: الادب والفن
    


نيزك يقترب

المدينة بغداد الساعة العاشرة مساء.. نحن في شهر تشرين الأول والأول منه.. لكننا لسنا بأفضل حال اليوم تاريخ مشئوم فقبل سنتان اندلعت ثورة وراح الكثير من الضحايا ولم نجد أي تغير.. كثيراً ما شاع بين الناس لو أن هناك مصيبة تحدث لنا موت جماعي البعض كان يتمنى لو تنطلق قنبلة نووية تجاة أي مكان في العالم ولكنها سهوا تسقط على العراق البلد لا شيء فيه الا الموت يصلح أن ينتهي و شعبه نهاية درامية ولكن الأنباء التي شاعت بدأت وكأنها ستحقق وهنا أنقلب الناس إلى فئتين الجمهور الأول سعيد لأنه لن يشعر بالموت، والآخر لا يريد أن يموت فهو لم يحض بحياة تسمى حياة
ناديت.. أمجد وهو كان يستمع إلى التلفاز بتملل كبير وكتله من دخان السكائر فوق رأسه ألتفت إلي : وقال ما بك يا سمر أجبته الليلة هي الأخيرة لنا على الأرض وكأنه فهم قصدي ، نعم لكن لماذا ننام لنبق سهارى للصباح ، من يفكر بالنوم ولدينا ٢٤ ساعة لنحيا وسوف ننام نوم ابدي هززت رأسي موافقة ولكنه مد يده وأحاطني بذراعه وربت على ظهري وكتفي، عزيزتي تصبح الحياة متضاربة عند خبر كهذا نحن نندم على الكثير عندما يداهمنا الأجل،، هل كنت سعيداً معي؟
سألته هز رأسه بإيجاب وكأنه يتحسر بصمت على نهاية حياتنا وهنا خطرت إلي فكرة أمجد دعنا نخرج، لا أريد أن أموت في البيت، ضحك : هل تتذكرين تلك الأحاديث التي كنتِ تنقليها إلي عندما تعودين من عملك
_ : نعم هههه اذكر أجبته بخجل وأردف سمر : الموت اجل فوق التمني، كم مرة تحسرت على وفاة والديك وتمنيت الموت أتذكرين كم مرة اقترحت أن تقام حرب عالمية لتقع قنبلة نووية ونموت جميعاً أجبته بتحد : لم أتمنى ذلك، كان ذلك رأي زميلاتي في العمل مهلاً هل سنتجادل في أخر يوم للبشرية على الأرض لنذهب إلى المكان المفترض أن يسقط فيه، لقد أعطوا الاحدثيات هل ستأخذ أمك معنا!؟؟ هنا أطلق ضحكة : الم يفرغ خبر نهاية العالم قلبك من العداء تجاهها هي من بدأت، انطفأت ضحكته وأستمر.. كفى سنرحل جميعاً قريباً وعلينا أن نسامح الآخرون ما الذي تودين فعله قبل فناءنا عن هذا الكوكب؟؟ اتسعت عيناي ببهجة غريبة لا تلاءم الموقف وهل ستنفذه لي أرجو أن يكون منطقيا ومتاح ، لا تخبرني برغبتك في شراء أيفون جديد قبل أن ينتهي العالم فلا مبرر من شرائه سيحترق معنا ربما وددت أن انصهر وبقربي الآيفون جدي أمرا أخر مجد أنت تخشى أنفاق المال، قبل ساعات من موتنا وتخشى أن تضيع الوقت في النوم، لم يجب علي بل نهض للحمام وعاد وهو حليق الوجه وعطر معجون الأسنان يفوح منه ونظر إلي نظرة غريبة فما كان منه إلا وفتح الخزانة واخرج بدلته الرسمية التي ارتداها في حفل زفافنا، فهمت ما ينوي فعله وكذلك فعلت تحممت وتعطرت ولبست فستان زفافي الذي لم يجر كما أردت ولبست حذاء مختلف أكثر راحة وأغلقنا شقتنا ونزلنا إلى الشارع عند أول قدم وضعتها على الرصيف أخرجت جوالي من حقيبتي الصغيرة حددت أغنية أحبها هادئة وخلابة لأسمعها مع مجد في ليليتنا الأخيرة عزما على السير من الاعظمية ومرورا بكورنيشها وغيرة إلى أين توصلنا إقدامنا مجد؟ نعم، وماذا لو لم نموت وبقي الكوكب نحمد الله، هل أخذت جميع الأموال التي بحوزتنا لنصرفها؟ اجل ولكن، قد يضحك علينا الناس، قد يصورونا في التلفاز اقبل أن أبدو أحمق ليوم واحد وهو موعد انتهاء الحياة بفعل نيزك يقترب للأرض ولا أموت مختبئ في بيتي كالجرذ الخائف مجد الشارع هادئ جدا ربما هو الهدوء الذي يسبق العاصفة... الناس هنا وهناك ، أترين هنا ثلة، وأخرى هناك أنهم غرقى في الحيرة ، تعالي لنشتر شيء بارد لشربه فأني ضمان وقفت أمام إحدى المرايا في السوبر ماركت، بعض نظرات الناس، ربما بغرابة أحداهن اقتربت مني وقدمت التهنئة قالت خير قرار اتخذتما أنت وخطيبك أن تتزوجا قبل أن يأت النيزك ابتسمت ولم اخبرها بأننا متزوجان من سنة ونصف ، أتاني مجد بكولا باردة وأخرى له وتطأبت ذراعه ورحنا نتجول في شوارع بغداد كالعاشقين... لم نلقي بالا لذعر الناس. ولا التجائهم إلى الله.. ولا لكرمهم المفاجئ ولا حتى عدم اكتراثهم بما يفعل الآخرون.. أول مرة في بغداد الناس لا تقابل ما تفعل بنقد أو فضول ضحكت مع أمجد، رقصنا تلك الرقصة التي تمنيتها في حفل زفافنا ولم احصل عليها.. همس لي بأعذب الكلمات كانت أسعد اللحظات عندي فقد أحسست بعمق حبه وقيمتي عنده سمر.. سمر انظري الفجر يا إلهي لقد بدأ هذا اليوم الأخير ماذا نفعل الآن، هل انتِ متعبة؟
قليلاً ولكني جائعة؟
تعالي لنذهب إلى أرقى فندق ونطلب وجبة الإفطار ونمضي وقتنا هناك.. فكرة جميلة ، هل سنجد سيارة أجرة؟
لا أتوقع ولكن لنجرب فالشارع مقفر إلا من مجنونين هنا سمر ومجد بعد نصف ساعة، وقفت أمامها سيارة أجرة لم يتفاوض مجد على الأجرة بل حدد وجهته للسائق وجلس قرب سمر في المقعد الخلفي وهو يهمس لها وتضحك ، إلى أن قطع سائق السيارة همسهما وقال، أول مرة في حياتي أجد عريس يزف بسيارة أجرة
ضحك مجد واجابه لأنها المرة الأولى التي يتم فيها إعلان أن هناك نيزك يقترب من بغداد والنهاية هنا صمت الرجل العجوز وقال الأمر لله ولكن مجد سأله عن سبب خروجه للعمل في اليوم الأخير تعثر الرجل في ضحكة وكلمة وقال خرجت كيلا أموت في فراشي من الخوف.. سأبقى أقود سيارتي في بغداد إلى أن يوقفني النيزك هل تطلبه اجل اطلبه لألتحق بزوجتي وأطفالي الذين أخذهم مني انفجار الكرادة قبل سنوات وعشت بغصة وحسرة.. هذا اليوم هو الأجمل لأنه يجلب إلي أمل اللقاء توقف السائق الذي رفض اخذ الأجرة منهما ودون أن يقل شيء اختفي في لحظات ما قال لنا مبارك، قلت هذا وإنا افغر فاهي بتعجب قال مجد تعالي سنموت من الجوع والتعب قبل النيزك، تسهل دخولنا إلى الفندق وطلبنا وجبة دسمة من " الكاهي و القيمر" وغفونا دون أن نعي بعالمنا الفاني
....
الساعة الثالثة عصراً
فتحت عيني لأجد مجد وهو واقف أمام المرآة يجفف يديه ، ونحن في غرفتنا في شقتنا الصغيرة
صباح الخير حبيبتي سمر ،أقترب مني وضع يده فوق جبيني ، تنفس بعمق وقال الحمد لله لقد خفت حرارتك
فتح باب غرفتنا دخلت والدتي وهي تحمل صينيه فيها صحن شوربة وقالت عليك أن تأكلي لتتحسني ، ولكن ماذا عن ذاك النيزك ؟
سالت وإنا انظر للساعة ، نظرت والدتي لمجد بقلق ، يبدو أن حرارتها للان مرتفعة ، أجابها ربما كانت تُحلم ؟
نهضت من مكاني واتجهت نحو خزانتي لأجد فستان زفافي في مكانه ولا تظهر عليه أي آثار جولتنا لتلك الليلة
، تأففت كل ذلك من رقص كان خوفا من الموت
وهم باقتراب نيزك وتحرري من الحياة ، كلنا دفعة واحدة



#فرح_تركي (هاشتاغ)       Farah_Turki#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكاميرا هي حبيبتي حوار مع المصور والمصمم محمد الباشا
- الوتر الواقعي والخيالي في قصص الأديب هيثم محسن الجاسم المجمو ...
- قصيدة نثرية بعنوان عين واحدة
- المصباح السحري
- نص نثري بعنوان صافرة
- قصة بعنوان -جرذ يقضم الياسمين-
- نحلم ان نمتلك وطنا أمنا
- حوار _ طبيية عراقية جمعت بين مهنة الطب وموهبة الكتابة ولها م ...
- نص نثري بعنوان هذه السنة سأكون ماكرة
- منكِ ينبعث الياسمين
- -عقد من الحب وألفي ضفيرة مقصوصة- حوار مع الكاتبة والناقدة مر ...
- قصيدة نثرية بعنوان تعاويذ التلاقي
- قراءة في نص خيالات من ورق للكاتب أسعد عبدالله
- تكهنات
- قصص قصيرة جدآ... عنوان أولها أستحقاق
- قراءة انطباعية في رواية غداً سأرحل للروائي عبد الزهرة عمارة
- الكتاب الذي بيع منه أكثر من 30 مليون نسخة السر لمؤلفته رواند ...
- قصيدة نثرية بعنوان - أخشى-
- قراءة في نص.. سجين خصلات شعرها للكاتب أيهاب الخفاجي
- قراءة في نص.. -بأنتظار المحو والإضافة والتعديل للأديب ولاء ا ...


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فرح تركي - قصة بعنوان -نيزك يقترب-