أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فرح تركي - قراءة في نص.. -بأنتظار المحو والإضافة والتعديل للأديب ولاء الصواف














المزيد.....

قراءة في نص.. -بأنتظار المحو والإضافة والتعديل للأديب ولاء الصواف


فرح تركي
كاتبة

(Farah Turki)


الحوار المتمدن-العدد: 7102 - 2021 / 12 / 10 - 21:19
المحور: الادب والفن
    


يشير العنوان إلى الأثر الذي يتركه الانتظار وهو حالة من التوقف عن فعل أي شيء
وهنا أعلن الصواف ان الانتظار متوقف للمحو والاضافة وهو كخيط تركه لنا لنعلق في سنارة التشويق ونلتقفها دون وجل...

وفي بداية النص أعلان عن انتهاء لعلبه صمغ وتحمل رقم عشرة.. وهي مادة كما متعارف عليها ان تعيد لصق الأشياء.. ولكن الصواف وجد لها أستعمال آخر الا وهو لصق الكف بالذراع وبعدها دون تمهيد اشارة الى أشكالية في موضع العينين بانهما لا تثبتان في مكانهما في وقت واحد..
وكأنه يرسل تلميحاً فخماً بتساقط أجزاء من الوجه وهو تساقط ليس فعليا بقدر ما هو حالة تخالج الارواح المعذبة.. هي رسالة أسى.. ولكنها بزجاجة عطر فأخرة.. تتدعي بان الصمغ نفذ
الرمزية في النص.. تنص على لا نصدق بان كف الصراف لا تثبت على الذراع بل هو شيء آخر..
أنه يعبر عن حال اللأجدوى التي قد تمر على اي إنسان ويفتقر إلى التعبير عنه
ولكن.. لحظة كم من المرات كان الكف مرتخية.. وكم مرة كانت عين تثبت وعين تسقط..
ثم يستطرد الصواف في وصف تلك الحال من التساقط الخفي لملامحنا.. في أشارة لصوان الاذن الذي لا يتصلح.. في هذه الكلمات بات من المعروف لنا بعد تشبيهه لصوان الاذن بمقبض ابريق شاي.. أنها جماد.. لا تملك من الأهمية اكثر من كونها قبضة نار قد تلسع اليد.. وتهمل بعد برود الشاي وتهمل.. ليواصل.. بالنزول في الملامح للفم ومسميا اياه فمي المسكين.. ورد في النص تشكيلة من الأفعال التي

يواصل الصواف في ترنيمة رباعية تجاه فمه المسكين
في تفعيله مستقرة الا وهي أغلقه... أعنفه...
أشتمه.. ألطمه
لكنه أدهشنا... بختمه لها بأن ذاك الفم يبقى مبتسماً..
الحدة التي قوبل بها.. يبقى يرسل البسمة.. وأشارة الحب التي فاقت الخيال في رسم التصوير وهي القبلة التي سقطت على نخلة الجيران...
هنا أكسبها الصواف ازلية محققة مع وصفها بحمرة المغيب..
رسائل حب.. وكأنها تنقاد للبقاء رغم القسوة والجفاف الذي كسا حياتنا...
النص يجسد هشاشة مشاعرنا.. في المواجهات وبذات الوقت صلابتها في التجدد لتومض من جديد كلما شنقت بمشانق التعنيف او الصد
وفي تشريحته هذه للجسد التي نقلت فيض من التشتت الذي قد يمر به اي انسان يقفز الصواف من الفم إلى الأقدام.. ويعلن عن احداثياتها خلال يوم بطوله..
من هروبها إلى عودتها بمحصول وفير..
تلك الوفرة ليست مادية او بهجة معنوية بل هي غبار وكدمات واناشيد..

أستعراض لمحو الترف.. وبسالة الروح التي تُنشد رغم الاسئ...
يترجم الأسى.. بأبجدية الحروف كاشفاً الشفقة
.. ويعرض لنا تساقط الرواة بعد ان ينفض تراب الروايات...
مجاز كما ينفض المرء يديه من تراب الدفن.. ويخبرنا بالنتيجة التي أوصلته لهذا الا وهي انه لم يعد يؤمن بالسرديات الكبرى وانه تخلى عن تاريخة المجيد

تجسيدا لما ال اليه حالنا... اصبحنا نرفض كل شيء.. نتمرد عليه.. نلعن الحياة التي لا تليق بنا... ونحن أبناء الملوك

النص صرخة جماعية مختزلة في مداد الصواف أخرجها من جعبته بعد انتهاء اللعبة

بعد الغرق... ورمز بالمسلات التي وهبنا الحياة للامم ولكنها سلبتنا كل شيء

وجهه الغريق ينام.. وهو يحف به ارتال من الخيبات وحاله حديث الطراز.. هامد ساكن.. كان عليه ان يذكر تلك الحالات فهو يعرف ان العولمة والحداثة جعلتنا نندقق في التفاصيل ونرغب في المواصفات العالية رغم فقر حظوظنا

ويصل الصواف إلى ما قبل الختام وهو يشير إلى حقيقة بلاغية في الكلام بان العرب لا يبدأون بساكن..

وضع الدهشة علامة
في أبجدية التنكيل كعلامة سكون على آخر الفعل نم
يا ولد

بأن الختام...
كما ولد صغير مر عليه يوم صعب واكتفوا أهله بان يطلبوا منه ان ينام

ولكن ما بعد النوم صباح

وقد نواجه امرين اولهما تكرار الاسئ
او نهار جديد

عيش بخيل في بلد غني.. وابنه شريد



النص

بانتظار المحو والإضافة والتعديل
:
العلبة العاشرة من الصمغ نفدت وأنا أُحاول أن ألصق كفي بذراعي .. ما أن أضع عيناً في مكانها حتى تنزلق الأخرى وتسقط في حجري .. صِوان أُذني حاولتُ جاهداً اصلاحه فيعود ثانية كمقبض إبريق الشاي .. فمي المسكين .. أغلقه .. أعنّفه .. أشتمه .. ألطمه .. فيعود مبتسماً ويغني .. اقترفَ حماقة ورمى السماء بقُبلة .. أخطأ التصويب فسقطتْ على نخلة الجيران .. علقتْ بين سعفها وتدلتْ كحمرة المغيب .. أقدامي تهرب صباحاً وتعود آخر الليل بمحصول وفير من غبار وكدمات وأناشيد .. أنا مثير للشفقة .. ما أن نفضت عن يدي تراب الروايات حتى تساقط الرواة من أول غيمة .. حصل هذا .. لأني لم أعد أومن بالسرديات الكبرى لاسيما روابي النهود والشفاه المكتنزة .. تخليت عن تأريخي المجيد.. بسمرته العسلية.. وشواربه المفتولة المتخمة برائحة التبغ ودم العنب .. انتهت اللعبة وأخرجتُ ما في جعبتي .. وجهي الغريق لعبة البحر.. ينام بهدوء الآن على مسلات سومر.. تحفُّ به أرتال خيبات من طراز حديث .. هامد .. ساكن .. ولأن العرب لا تبدأ بساكن في أبجدية التنكيل .. حشروني كعلامة سكون على آخر فعل الأمر نَمْ .. يا ولد ..
ولاء الصواف



#فرح_تركي (هاشتاغ)       Farah_Turki#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة نثرية.. لستُ من الجميلات
- إدمان القراءة ينتشل العقل من الألم النفسي إلى الصفاء والنضج
- مصائر تائهة
- بدايات بلا نهايات حوار مع الأديب والقاص أستاذ هيثم محسن الجا ...
- نص نثري بعنوان الموقع
- قصة قصيرة بعنوان ما الذي قبل يوم القيامة
- قراءة في المجموعة القصصية الدمية الروسية ل هنرييت عبودي
- - الموهبة وحدها لا تكفي - حوار مع الفنان يوسف النجار
- بيانو أزرق
- ياسمين عبد قارئة نهمة تحتل أعلى المراتب في برنامج أصبوحة -18 ...
- قراءة انطباعية في رواية السقشخي
- وشوشة الشجر
- قصيدة بعنوان ماذا لو كنت
- قراءة في كتاب طريق الحكمة، طريق السلام كيف يفكر الدالاي لاما ...
- كائن منسي
- العمل الأدبي يستنزف من الكاتب أحاسيس ومشاعر حوار مع القاص وا ...
- قصة قصيرة بعنوان بائع الشاي
- (من يدعي الحرية ، هو من بتر أجنحتي) حوار مع الكاتبة ملاك الم ...
- أغنية الثروة
- قراءة انطباعية في رواية -دارين - البراءة والطابع الواقعي في ...


المزيد.....




- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فرح تركي - قراءة في نص.. -بأنتظار المحو والإضافة والتعديل للأديب ولاء الصواف