فرح تركي
أديبة، قاصة، فري لانسر، ناقدة ادبية
(Farah Turki)
الحوار المتمدن-العدد: 7092 - 2021 / 11 / 30 - 21:21
المحور:
الادب والفن
ما الذي قبل القيامة؟
هل هناك حساب؟ كانت تسأل ونظرة عيونها لاتُفسر
أتكأت وهي تبكي على الجدار الذي يحمل صورة أبنها الشهيد، تهمس له وهي تقول كل مافي خاطرها.. تشكو الإشتياق ومر الحياة بعده. تخنقها الحسرة لأن دمه هدر دون نتيجة، عندما كانت شابة كانت ترى ان الثوار يصنعون التاريخ يعودون إلى بيوتهم بعد ان يقلبوا انظمة الحكم، الا وحيدها خرج ولم يعد الا روحاً لا يفارقها، لكنه لم يقد دبابة ولم يحمل سلاح.. كانت يده عارية الا من العلم...
كم سكبت من الدموع لعلها تطفيء جذوة قلبها المتلهف لعودته ولكن لم يعد احد من الموت هكذا أخبرتها جارتها، الأموات لا يعودون، لكن من قال ان ولدها مات،الموت مصير من يُنسى ومن يغيب أسمه من الألسنة والتموج بين خيالات الأحبة كطيف في زوايا تفاصيلهم
هو فقط أراد كرامة الحياة ولكنهم اردوه قتيلاً
وكأن ذلك طريقاً للموت..
وكأن الحساب بعيد عنهم فيقتلون دون تردد ويوجعون قلوب الأمهات
كانت تجلس قبالة الباب وتتركُه مفتوحا.. وكأنها تنتظر زائراً عزيزاً
لكم تعطرت وتأملت كلما رأت مناما يأتيها باسما يناديها سأعود يا امي...
لكن في الأيام الأخيرة رقصت كثيراً.. زغردت.. وزعت الحلوى للكثيرين
لا لم يأت هو، بل وصلها خبر بالحكم من المحكمة على الجناة الذين قتلوه دون ذنب
وجدت نفسها ترقص في الحي كطفلة لا تُقاوم فرحة العيد..
#فرح_تركي (هاشتاغ)
Farah_Turki#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟