أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فرح تركي - قراءة في نص أمي أمراة شيعية















المزيد.....

قراءة في نص أمي أمراة شيعية


فرح تركي
كاتبة

(Farah Turki)


الحوار المتمدن-العدد: 7062 - 2021 / 10 / 30 - 16:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قراءة في نص أمي امرأة شيعية
لكاتبة دعاء موسى


















تميزت الكاتبة مدرسة اللغة العربية وطالبة الماجستير دعاء موسى.. بصفة التمرد في نصوصها.. وهذه صفة صادقة ومهمة ان يكتسبها كل من يمتلك ملكة الكتابة والتعبير عن الرأي...
واختارت الموسى.. كلمة ثائرة لتواجه ثوران الدم والآراء بصفة عامة نحو عنوان النص الا وهو " أمي امرأة شيعية"
أمي.. كلمة تدل على الأمومة.. الأم التي أنجبت الابن أو الابنة للحياة.. وتصلح أن تكون أشارة رمزية للبلد الذي نعيش فيه أو المدينة..
كما ننعت دوماً بان العراق ابا وبغداد أمنا..
أمرآة... تأكيد على التأنيث.. على الكينونة.. على الالتفات .. حول مدارك الحنان والإحاطة...
شيعية..
شيعي كلمة تشير إلى المذهب الشيعي مصطلح الشيعة إلى الشيعة الاثنا عشرية لأنها الفرقة الأكثر عددًا. يرى الشيعة أن عليًا بن أبي طالب هو وأحدَ عشر إمامًا من ولده هم أئمةٌ مُفترضو الطاعةِ بالنص السماوي، وأنّهم المرجعُ الرئيس للمسلمين بعد وفاة النبي

ولكن هل اختيار الكاتبة الموسى لهذا العنوان تحاول التطاول عليهم...
هذا ما قد يبادر لذهن اي قارى مستعجل يأخذ الكلمة بجرم التقليدية.. ويتفقد في ملامحها العمق..
فأذن اختيار العنوان "امي امرأة شيعية"
رسالة مشفرة من الكاتبة تطالبنا بالثورة على صمتنا المطبق في كل شيء... تطالبنا أن نثور عليها لأنها أتت على ذكر الشيعة.. في نص يحمل الأم ملامة ألإهمال العاطفي وهو دور قد لا تتقننه جميع الامهات...
قد يكون في النص عمق يشير بأن الأم تحمل ولائأ عميقا وعفويا..
ولاء يجعلها تتكل على مذهبها في كل شيء وتدعو بإيمانها الكامل بأن ذلك التوجه هو ما يصلح كل شيء...
لكن الأم مدرسة.. والتربية تختلف عن الرعاية..
وهذا ما ظهر في هذه الأسطر...
(مرارًا حاولتُ أن أضع يدي بيدك
أن أقول لك : أن ما ينزف ليس دم الحسين بل دمي)
تعتبر شهادة الحسين قضية عالمية على مد الدهور ولكن النص يحمل طلباً من ابنة أن تشعر امها بفيض من جراحات كتمتها لأنها لا تجد لها ملجأ..
الجرح الصغير في قلب أي إنسان يكبر ويتضخم حينما يتجاهله ذووه..
وهذه صورة شعرية لطلب أن تكون الام مرشدة روحية أكثر من كونها ام تهيئ الطعام والملبس وبقية الأمور الأخرى..
فللضنا روح لا تطيب.. الا بالتفاته من ام حكيمة.. تحب الضنا وتعلنه ذلك امه.. ولا تكتفي بوشوشه دعاء خفي..
بل اعلان مجنون كعاشقٍ وَلِهْ.

وهذا ما وجدته صريحا في الاسطر التي تطلب الموسى وبكل صراحة ووضوح

أردت أن تقرئي
نغوص في أحلامنا، أفكارنا
اعرف إنك تغفين الآن
إلا أنني منذ شهور لم أنم
وددت أن أقول لك :
أن ذلك الس يد الشيعي حطم قلبي
آماه، كم تمنيت أن أبكي بين يديك
أن أشكو لك، أن نتشارك فيلما سينمائيا
أن تجيبي على أسئلتي
ولماذا كل ليلة حرارة جسدي ترتفع ومشاكلي الأنثوية
بان للفتاة حاجات أهمها الفضفضة والمشاركة... والحيادية في التفكير.. ويأتيني قول للامام علي عليه السلام
حين يوصي
لاتربوا ابنائكم كما رباكم ابائكم فقد ولدا في زمن يختلف عن زمنكم..
الفيلم السينمائي.. والكتاب هما من ملامح زمن مختلف عن زمن الام.. تتمنى الابنة ان تخوضها مع أمها بدل ان تترجى الإنصات من احد...
وكما.. تواجدت الاشارة والحاجات العاطفية التي لا تخلو من عقباتها اي أنثى تتستكشف ملامحها في أول زهرات العمر..
قد تكون كلمة السيد الشيعي حطم قلبي... مدوية ويعتقد أنها البعض تطاولاً واساءة..
ولكن الا يكون تحطيم القلوب هو بالتراجع والتخاذل.. والأنثى بطبعها سريعة التعلق وهذا التراجع باي صوره هو صورة لتحطم القلب..
وليس ما يخطر من حضور الكلمة لفظياً

وجدت في نص الكاتبة كلمة _دعائك _
من المفترض أن تكُون، دعاؤك،
أجدها تعمد من شابة ذكية تحمل رؤى الحروف والكلمات على أملاق البصر.. لا رمزاً مكتوب في أسطر وكانها تقول هذا نصي..
وهذه اخطائي فهاجموني.. لتشعل فتيل الحرف أتقاداً.. وتنشط عقولاً أعتادت السير وراء التيار دون أن تخالف رأيا

وظهر هذا اوضح في هذه الأسطر

أن أقول لك أن صديقي الملحد كان حنونًا
لم يكن يصلي يا أُمي
لم يكن كافرًا
كان مؤمنًا بي، مؤمنًا بأني سأصل
كان إلهًا طائرًا ، يرى ما لا نراه

تعتبر كلمة ملحد.. هي صفة تُعطى لمن ينكر وحدانية الله.. وأجد أن الكاتبة الموسى كانت مجتهد بأن تثير هذا الجدال حول المعتقدات.. وربما تعمد المبالغة بين من سيكون السند المتدين والمنزه بنظر الجميع وبين الإنسان الذي وصفته بالملحد.. وبنفس الوقت تذكر بانه لم يكن كافر.. فهذا تباين وتناقض في الوصف فاما ان تختاره ان تهبه صفه ملحد كاملة.. دون تقاطيع أو تخفيف للحدة.. أو تتركه لان اللفظة هي جمرة... وهي تعريه للانسان من دينه الذي يجرم مجتمع بحالة بان الدين هويه الإنسان..
الموسى... فجرت ثورة بهذا النص.. بين مراعاة الطقوس الدينية وهي تطالب بأن تكون ناصعة بعيدة عن الرياء...
وبين الألتفاتة الانسانية... التي فقدت من كثيرين في محاولات هزيلة لتمثيل الانسانية.. وكأنهم يعرون أديانهم من الانسانية والرحمة والود وصلة الرحم.. هم يقطعون اساس الدين ولا يأخذون الا لفظه
محاولة منها ان توقظ الحس الانساني.. تبرئ المعتقد من وشوشات هزيلة.. قد لا تحمل الصدق.. تصرخ.. وتصرخ بدم الحسين. عليه السلام .. بأسم علي عليه السلام.. لتقول الدين المعتقد المذهب أبلغ مما تظنون..
بقلب طفلة.. بأنامل فتاة تتمسك بعباءة أمها.. تختلس النظر وهي ورائها تختفي بخجل.. من الحرام والعيب و(اللا ما يجوز)
تصرخ بالامهات.. بأن ينقذن عوائلهن.. ويتلمسن القرب من قلوب ابنائهن...
وعقلوهم وجوارحهم.. لا مكانيا بل روحياً..
النص الذي حمل عنوان
أمي امرأة شيعية..
هي صرخة عنوانها ثلاث كلمات.. فبما تردون..
أنا الأولى من سيرد..
نعم يا دعاء... سأكون ام وانسانه وساكون قريبة.. روحا وعقلاً...

تلميح..
أن اي فكرة تطرح هي ليست بالضروره القصد منها الانتقاص أو حرمان أي انسان من الحرية والمعتقد أو إبداء الانزعاج من طقوسه ومعالمها بقدر ما هي دعوة لنضع النقاط فوق الحروف ونضع الأيادي يد بيد

لكيلا تسود التفرقة بيننا ونكن طعماً سهلاً

فرح تركي العامري

دعاء موسى



النص الكامل......
أُمي امرأة شيعية

مرارًا حاولتُ أن أضع يدي بيدك
أن أقول لك : أن ما ينزف ليس دم الحسين بل دمي
أردت أن تقرئي
نغوص في أحلامنا، أفكارنا
اعرف إنك تغفين الآن
إلا أنني منذ شهور لم أنم
وددت أن أقول لك :
أن ذلك السيد الشيعي حطم قلبي
آماه، كم تمنيت أن أبكي بين يديك
أن أشكو لك، أن نتشارك فيلما سينمائيا
أن تجيبي على أسئلتي
ولماذا كل ليلة حرارة جسدي ترتفع ومشاكلي الأنثوية
أن أقول لك أن صديقي الملحد كان حنونًا
لم يكن يصلي يا أُمي
لم يكن كافرًا
كان مؤمنًا بي، مؤمنًا بأني سأصل
كان إلهًا طائرًا ، يرى ما لا نراه
كان دعائك أمام ضريح علي، أن يهديني
لم ينجح أبدا
كان عليك أن تحضنيني بدل الدعاء
كان عليك أن تصرخي لا من أجل الصلاة
بل من أجل الموت يا أمي
فإني أموت وموتي متتكرر وسعيد
...
دعاء موسى



#فرح_تركي (هاشتاغ)       Farah_Turki#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة التشافي
- مسرحية الراديو.. من الأعمال العالمية تنبض بتردد بابلي حوار م ...
- الخريف متهم بريء
- عطركِ
- دولاب القدر
- عذراً... عقلي لا يفهم الحروب


المزيد.....




- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فرح تركي - قراءة في نص أمي أمراة شيعية