أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فيصل طه - شكيب جهشان.. ان تسترجع شيئا مما هوى














المزيد.....

شكيب جهشان.. ان تسترجع شيئا مما هوى


فيصل طه

الحوار المتمدن-العدد: 7163 - 2022 / 2 / 15 - 23:21
المحور: القضية الفلسطينية
    


استرجع ما كتبت عن المربي .. الكاتب المبدع شكيب جهشان
ان تسترجع بعض شيء مما هوى

تزوره في بيته ... فرحًا تراه، يراقص حنينه طربًا لأيام غوال، إعتصر دمعة دفؤها مكنون محبة وحنين ... بريقها مرآة صافية لغبار الطريق .. وأي طريق.
قبلة عرفان طبعها على جبين مَن كرَّموه حبًا في اليوبيل الذهبي للمدرسة الثانوية البلدية الناصرة.. وعلى البيت التربوي الذي انتظم به طالبًا، ومنه أقتبس " أتينا اليها فحَنَّت علينا بكل ما في الأمومة من حنو، لم تميز في حنوها ولا في عطائها، فأرضعتنا التفاني والتآخي والصدق"، ما أحوجنا لهذا العرفان وما أحوجه لهذا الوفاء.
انه الحنو المتبادل، أتى الناصرة وخلجات الرهبة تتقهقر سريعًا أمام لحظة الحب لهذا البلد، بلده الحارس الأمين على الرفق والفكرة والأمل والتي أصبحت النبراس والطريق هكذا كتب في صحيفة " الاتحاد".
ربما تتساءل أذهان البعض منا عن مكنون انسياب سبل الحب هذا الى شخص هذا الرجل .. الشاعر الكاتب والمربي شكيب جهشان ، ليس بالضرورة أن يُكسب الشعر والكتابة ومهنة التدريس صاحبها حب الناس حتى وان عظمت مهاراتهم الذهنية والابداعية في باحة تخصصاتهم ، فبهذا هم عرضة لمدارس النقد لتقييم انتاجهم ولتصنيف مراتبهم ، فصدق هذه الشخصية ومصداقيتها في تجربة الحياة هي منبع المحبة منه وله.
أن تكون انسانًا صادقًا كما شكيب يعني ان تسكن قلوب الناس وتتوارث ذكراك الطيبة مخيلات الآتين بسهولة ورقة لا تتوسطها عوائق تستطيع أن تتحسس صدقه في شعره وكتاباته في مهنة التدريس، في تربيته للصاعدين، في معاملته للآخرين.. في العطاء المتفاني، ومن قلمه أخط كلماته عن معلميه الراحلين والمتبقين " ذاك الرعيل الذي لم تكن جراحه قد التأمت بعد، ورغم تلك الجراح وربما بسببها أعطى حتى شكا العطاء وتفانى.. حتى تململ التفاني ، لم يكونوا مغلمين بقدر ما كانوا مناضلين وأصدقاء"، يصفهم بما ينضح به هو نفسه.
دعونا نغوص في فؤاده الرحب حيث تستقر أيامه الغوالي تزداد معرفة لكُنه انسانية شخصيته ومواقفها، فالشباب عنده "توثب وإباء" والشيوخ " تاريخ متجذر في أعماق القرون ، أما النساء "فأجنحة خفاقة واياد تتقن تجفيف العرق عن حياة المتعبين"، وصدق أهل القرية كان أشهى وأعذب من موائدهم الشهية وكلهم رفيق أنيس وخاصة الشيوخ "فهم سنديانة لا تبخل بفيئها وكتاب لا يمن بعطاء".
هذه صورة أهلنا ، صورة وجه شكيب.. على شاكلة أهله أليس كذلك؟
وأبدع صدقًا حين شرَّع أن المحبة هي المفتاح السحري لهذه المهنة التي وصفها بالمقدسة والتي حاول مضطرًا غير مقتنع الابتعاد عنها في مرحلة ما فأفاق عن الكابوس وعاد الى بيته وكان الرابح الأول.
" إذا أحببت طلابك أحبوك" نعم هذا هو المفتاح السحري وليس غيره، هذا الذي أثقلته المحبة سخاءً وعطاء، ولم تعييه بحملها.
يشرِّع أن المحبة هي الأساس ، هي المحرِّك للصفح والتسامح والسمو ، هي شعلة المرح.. هي زيت التعليم ، هي ماحية التعصب والتشنج، هي الدرس الأول والدرس الأخير.
هذا التلاحم بين القول والفعل هو سر محبة شكيب ، سر شكيب قدوة المربين، أرقى من كل الشهادات والدرجات والألقاب ، هي فيه ، ويطلبها فينا.. صافية ، نقية ، صادقة وبسيطة.. اكتنزها وانطلق فلن تموت بل تشبعنا حياة وانسانية وتفرغ القلب من نوازع الأحقاد وتنقي الذهن من قلق الضمير ، هي المحبة ولكن ليست الساذجة.. بل الصائبة في عطائها ودورها.. وويل لمن يأتي للحياة ويذهب هباء، هكذا دون دور يقوم به، ويقول شكيب مثيرًا للاعتزاز والفرح أن يكون لك دور وراء رجال الذين ملأوا الساحات صمودًا أو معهم في مسيرة الصمود ، وكان له دور بقوله عليك أن تضيء شمعة في هذا النفق المظلم الطويل وقد أضاء.
وأعود الى تشريعاته ورسالته التربوية " إن المعلم يجب أن يلقي همومه خارج الصف قبل أن يبدأ درسه" وأن لكل طالب شخصيته المتميزة وطباعه الخاصة" .
إن لكل طالب جانبًا ايجابيًا معينًا مهما تراكمت فيه العيوب وكثرت فيه المساوئ.
أليس هذا مذهبًا تربويًا تدعمه كل الأبحاث القديمة منها والحديثة، انها صياغة لمنابع شخصية تناغمت مع مكنونات المهنة التي أضافها بقليل من المرح أو كثيره، فأحيانًا كان يغالي به والطلاب كانوا غالبًا ما يتحملون. فكان جمال طالب يستدعي المزاح " عضلات وجهه المتراقصة في ضحكته تلك تبعث فيك فرحًا لا يوصف" وأنت تحبه وتستلطفه رغم ضخامة جسمه وطوله المفرط. كان كتلة من الدماثة واللطف والطيبة، ومرة أثار جمال في شكيب حساسية المزاح وأرسل اليه نكتة فيها شيء من القسوة واللذع .. وهنا ولأول مرة لا يضحك جمال على النكتة وبأسرع من لمح البصر يرد على شكيب بنكتة أقسى وأمر.. وغلى الدم في عروق المعلم ثم بدأ يخبو واعتلت صورة جمال الطيبة في ذهنه وهمس له همسة عتاب فبكى جمال ومنع الخجل اطراف اصابع المربي ان تمسح الدموع فهل من يعتبر؟؟
فالانسان فيه يخاطبنا حذوه نحذوا ؟ وننشد" أذكر" علَّنا نسترجع منها بعض القيم، أو بعض شيء مما هوى
؟ فيصل طه
صفورية - الناصرة

נשלח מהiPhone שלי



#فيصل_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد وفاع المربي: يقص روايته بنعومة نسائم الوطن وبخشونة جروح ...
- محمود وسهيلة سليمان (ابو ساهر، وام ساهر ) ديمومة عطاء وطني، ...
- تكريم الحاج العامل الكادح محمد أحمد سعيد بركة العائد حتما إل ...
- تكريم الشخصيات الوطنية فتحية صلاح شحادة عوايسي وعلي الحاج صا ...
- تكريم الشخصية الوطنية عبد الرحمن سليمان ( ألو ايهاب) ، العائ ...
- سبعون عاما من العطاء والوفاء، مدرسة الجليل الثانوية البلدية ...
- تكريم الشخصية الوطنية الصفوري - أبو عرب- أمين محمد علي
- ذكريات في تقاطع الألوان
- عادل ابو الهيجا.. مذكرات شخصية.. ذاكرة جماعية
- نضالنا ليس عبثيا
- يوم داروين العالمي
- طفولة تمتطي طفولتها .. تلاحق الكهولة
- طفولة تمطتي طفولتها، تلاحق الكهولة
- خاطرة معلم في فترة الكورونا
- عيون تبصر ضياءها الآتي
- ريتا شاعرة تعيش اشعارها
- من ادبيات مخيمات العمل التطوعي في الناصرة
- قليل من الوداع، كثير من اللقاء والوفاء
- سفر الأحلام الواعدة بالعودة
- في حضرة الغياب، نم هادئاً يا محمود


المزيد.....




- بالأسماء.. أبرز 12 جامعة أمريكية تشهد مظاهرات مؤيدة للفلسطين ...
- ارتدت عن المدرج بقوة.. فيديو يُظهر محاولة طيار فاشلة في الهب ...
- لضمان عدم تكرارها مرة أخرى..محكمة توجه لائحة اتهامات ضد ناخب ...
- جرد حساب: ما نجاعة العقوبات ضد إيران وروسيا؟
- مسؤول صيني يرد على تهديدات واشنطن المستمرة بالعقوبات
- الولايات المتحدة.. حريق ضخم إثر انحراف قطار محمل بالبنزين وا ...
- هيئة كبار العلماء السعودية: لا يجوز الحج في هذه الحالة.. ويأ ...
- هوغربيتس يحذر من زلزال قوي خلال 48 ساعة.. ويكشف عن مكانه
- Polestar تعلن عن أول هواتفها الذكية
- اكتشاف تأثير صحي مزدوج لتلوث الهواء على البالغين في منتصف ال ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فيصل طه - شكيب جهشان.. ان تسترجع شيئا مما هوى