أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد إبراهيم محروس - الديك الأحمر














المزيد.....

الديك الأحمر


محمد إبراهيم محروس

الحوار المتمدن-العدد: 7153 - 2022 / 2 / 5 - 08:36
المحور: الادب والفن
    


فكت مريم ضفيرتها تركت شعرها ينسال في نعومة هادئة على كتفيها.. داعبت فروة رأسها بيدها. تحس بالصداع منذ الصباح..
الألم يزداد وكأن هناك حملا ثقيلا فوق رأسها.. تأوهت.. خرجت تأوهاتها ضعيفة خافتة.. فهي لا تريد أن تزعج أمها العجوز.. لقد تركت فراخها في الحوش يحرسهم الديك الأحمر الوحيد..
غادرت مكانها أمام المرآة واتجهت حافية القدمين إلى الحمام.. فتحت الماء وتركت لجسدها حرية الحركة في أن يتفلفص من تحت الماء البارد الذي ينساب على جسدها في قسوة وكأنه يعذبها.. الصداع يشتد وجسدها يرتجف تحت لسعات الماء البارد.. تملصت من تحت الماء وسحبت فوطة لفت بها جسدها.. خرجت من الحمام منتعشة بعض الشيء وصياح الديك في الحوش يأتي عاليا مزعجا.. لم يأت حازم بعد.. انتظرته طويلا انتظرته منذ شهور.. تتململ في فراشها كل ليلة.. تكتم شهوة الحرمان، تضع الفوطة بين أسنانها تكز عليها.. تخرس صرخاتها المتأوهة.. تتعب من كثرة الألم فتنام.. الصداع بدأ ينتابها بشدة هذه الأيام.. التفكير يؤرقها يتركها نهبا للقلق.. أهل القرية يتكلمون.. جسدها البض وشبابها وجمالها النادر بينهم كل هذا يدعوهم دائما للتكلم.. من الذي يروي الشجرة الآن، الإشاعات تتضخم وتتزايد والألسنة تلدغ في حقد.. لقد اتهموا زوجها في البداية بالجنون.. عندما أطلق لحيته سموه الشيخ.. ثم عندما حلقها أطلقوا عليه الشيخ المجنون.. معظم شباب القرية يحسدونه على حبها له.. يرفضون بشدة أن يكون كل هذا الجمال له وحده.
بلغوا عنه أنه يحرض أهل القرية على التمرد في وجه العمدة.. لفقت القضية جيدا، رموه في السجن.. حرموه من حضنها الدافئ.. الشجرة تشتاق للأثمار.. جسدها يلتهب من الحرمان.. الصداع هذه المرة مؤلم بشدة بجنون.. تركت فراشها تسللت على أطراف أصابعها.. تركت باب الساحة مفتوحا ذهبت إلى الوسعاية.. جمعت حولها كتاكيتها الصغار.. الديك الأحمر ينظر إليها شذرا وهي تجمع الدجاج لتطرحهم في العشة.. زاد صياح الديك.. زاد ضغط أعصابها والفراخ تنقر قدمها.. تبعد أطراف أصابعها عن المناقير الحادة..
تنظر في حقد إلى الدجاج.. وصياح الديك يرن في أذنيها ويزيدها غضبا.. تتناول سكينة من فوق العشة تمسك الديك بعد عدة محاولات فاشلة.. تلف يديها حوله بعنف.. ثم تجز عنقه في حدة وتتركه يرفرف تحت قدميها بينما يزداد نقر الفراخ لأصابعها.. والدماء تلوث ثيابها ويديها.. والصداع يتلاشى ببطء.



#محمد_إبراهيم_محروس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلم للصعود
- نظرة أخيرة
- أحلام مشروعة (2) - رواية -
- أحلام مشروعة (1) - رواية -
- نهدان
- أنفاس صباحية
- قبلة باردة
- يقتله الشك
- لن أكمل القصيدة
- لون واحد ..
- اعتزال بائع الروبا بيكيا ..
- أيام خريفية ..
- رجل لا تعرفه الشوارع !!
- شات
- شوارع سالم ..
- قرار بالمواجهة ..
- عنوان سياسي..
- جبل الحكايات
- نظرة امتنان
- روح الدنيا


المزيد.....




- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة
- جمعية التشكيليين العراقيين تستعد لاقامة معرض للنحت العراقي ا ...
- من الدلتا إلى العالمية.. أحمد نوار يحكي بقلب فنان وروح مناضل ...
- الأدب، أداة سياسية وعنصرية في -اسرائيل-
- إصدار كتاب جديد – إيطاليا، أغسطس 2025
- قصة احتكارات وتسويق.. كيف ابتُكر خاتم الخطوبة الماسي وبِيع ح ...
- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...
- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...
- آلة السانتور الموسيقية الكشميرية تتحدى خطر الاندثار


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد إبراهيم محروس - الديك الأحمر