أوكرانيا ومخاطر الغزو الروسي المزعوم

عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي

الحوار المتمدن-العدد: 7148 - 2022 / 1 / 29 - 18:58
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    

الضجيج المستمر في أمريكا وأوربا عن غزو روسي وشيك لأوكرانيا، ليس في حقيقته، سوى حملة أبتزاز لتقزيم روسيا، على صعيدين، الأول آني، يتعلق بأطلاق يد السلطات الأوكرانية في ضرب منطقة دونباس ـ شرقي أو كرانيا ـ ذات الأغلبية الروسية، وتكبيل يد موسكو، وشلها عن مساعدة روس أوكرانيا المتطلعين الى الأستقلال عن كييف.

الصعيد الآخر إستراتيجي، هدفه تقزيم روسيا بالكامل، وجعلها هي وترسانتها النووية، القادرة على تدمير العالم برمته، مجرد كيان هزيل، لا حول له ولا قوة، وتصفية مصادر قوتها الأقتصادية، المتمثلة بصناعة السلاح، وأنتاج النفط والغاز. وتدمير مشاريع ربط بلدان أوربا الغربية بشبكة النفط والغز الروسية، وأيقاف تحول العديد من البلدان الى الأعتماد على منظومات الدفاع الجوي الروسية مثل S 400 التي اشترتها تركيا، وبرزت مؤشرات على رغبة بلدان خليجية في إقتنائها.

كما أن تقزيم روسيا، سيضعف الصين، ويرغمها على التخلي عن مطالبها باستعادة تايوان الى الحظيرة الصينية، ويزعزع سيطرتها على هونغ كونغ، ويلجم قدرتها التنافسية الأقتصادية والصناعية، بما يمد الهيمنة الأمريكية من أوربا الى عموم أسيا والمحيطين الهندي والهادي. وهذا بدوره سـ (( يؤدب )) تركيا وينهي تطلعها الى بناء مجال حيوي جيوسياسي ـ أقتصادي يشمل مناطق واسعة من آسيا الوسطى.

وستتكفل الذراع الأمريكية في الشرق الأوسط ـ إسرائيل ـ باحكام النفوذ والسيطرة الأمريكية في الخليح العربي وأفريقيا. أمر يمكن واشنطن من التفرغ لاعادة مسك زمام الأمور في محيطها القريب أمريكا الجنوبية. وأنهاء بؤر التمرد، في بلدان مثل فينزويلا وتشيلي وغيرها. ليطمئن البيت الأبيض ألى أن المكتب البيضاوي هو من يسيّر الأمور في العالم، وليس نادي الثرثرة في نيويورك المسمى بـ (( الأمم المتحدة )) والمنطمات التابعة لها، والتي أنسحبت واشنطن من بعضها، وترفض أساسا الأعتراف ببعضها الآخر، مثل محاكم العدل والجنايات الدولية.

#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات