أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطية شناوة - بين التيار والإطار














المزيد.....

بين التيار والإطار


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 7132 - 2022 / 1 / 10 - 02:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من حيث الجوهر، لا فرق بين الفريقين الشيعيين الذين يتصارعان حاليا على الحكم في العراق، التيار الصدري، الذي لا يريد تفويت فرصة الإنفراد في الحكم باسم الشيعة، والإطار التنسيقي الذي تمانع أحزابه المليشياوية، في التخلي عن ما أعتادت الحصول عليه من الكعكة الحكومية، وتأنف من لعب دور المعارضة. بعد أن رفضت مكوناتها الإقرار بالهزيمة التي تكبدتها في الأنتخابات، وسعت الى لملمة صفوفها المتناثرة في الكيان الفضفاض الذي أسمته إطارا.

التيار أصله مليشيا جيش المهدي التي تحولت لاحقا إلى سرايا السلام، ثم القبعات الزرق، والإطار أصله فيلق بدر الأيراني الذي تحول الى منظمة بدر، وتعزز بمليشيات الكتائب والعصائب والنجباء وما لا يعرف من الأسماء، الأسماء التي تطلقها الجماعات المليشياوية على نفسها.

لا فوارق من حيث الجوهر بين الفريقين الشيعيين المتخاصمين، لكن الصيغة التي تقاسما فيها الحكم خلال السنوات التي أعقبت الغزو الأمريكي للعراق، بالإضافة طبعا الى الصياغات الدستورية التي أسهم كلا الفريقين مع الأمريكان في وصعها، تلك الصياغات التوافقية التي شكلت أساسا لخكم ما بعد الغزو، كانت منجما خصبا لأنتاج الفساد، وحماية اللصوص من المساءلة، والمحاسبة عن الكوارث التي لحقت بالبلاد وطنا وشعبا. إذ كان من المستحيل في ظلها تحديد المسؤول شخصا أو حزبا مهما كانت وظيفته، عن الأوضاع التي أفضت في مراحل تأزمها الكبرى إلى تمكين تنظيم داعش الإرهابي من السيطرة على ثلت مناطق البلاد، وكلفت عملية تطويق خطره ثم تحرير المناطق التي دنسها، كلفت عشرات الآف الأرواح ودمار مادي مهول، ومعاناة ملايين من النزوح، وأحيت نظام العبودية، حيث تعرض عراقيون الى السبي وتحول الأطفال والنساء منهم إلى سلع تباع وتشترى.

ورغم مرور ثمان سنوات على تلك الكارثة لم يحاسب أيا من المسؤولين الحقيقيين عنها، رغم ما تكشف من فساد، في المؤسستين العسكرية والأمنية، بلغ حد اختلاق جيوش وهمية لا وجود لها على أرض الواقع، وحسب رئيس الوزراء الأسبق حيدر المالكي، فأن جردا أوليا لتلك الجيوش كشف عن ما لا يقل عن خمسين ألف عسكري وهمي لا وجود لهم، تصرف ((لهم)) رواتب ومخصصات تذهب الى جيوش مختلقيهم.

و لأن جميع شركاء الحكم، شركاء في الجريمة كان كل طرف منهم يحمي فاسديه، مهددا بفضح فاسدي ألأطراف الأخرى أن هم قرروا السماح بمساءلته. ((أحم أزلامي أحمي أزلامك، تعرض لأزلامي أتعرض لأزلامك)). ومثلت هذه الصيغة مرتعا خصبا لأحزاب المليشيات، ولهذا فهي تقاتل للدفاع عنها والسعي إلى الاستمرار فيها.

في المقابل يجد التيار الصدري ــ الذي يحوز شعبية لا يمكن إنكارها ــ إن تلك الصيغة تحرمة من ما يعتبره مواقع ومزايا يستحقها، وتمنح المليشيات المنافسة وأحزابها المنضوية في الإطار التنسيقي ما لا تستحق. ويجد أن من حقه تحجيم تلك الأحزاب المليشياوية في الأطار الذي تستحق، وحرمانها من موقع المشارك ندا لند في الحكم ومزاياه.

هذه هي حقيقة الصراع الجاري الأن في قاعات ((البرلمان)) العتيد، والذي أفاد الإطار أنه سينقله الى باحات القضاء، رغم تجربته الفاشلة في الأستعانة بالقضاء في موضوع الأعتراض على نتائج الأنتخابات، بعد فشل استعراضاته بعضلات الحشد الشعبي.
ومع أنعدام أية فوارق جوهرية بين الفريقين: التيار والأطار، فأن مجرد أختلافهما، وأحتمال وصول الخلاف إلى مديات أبعد، يمثل تطورا إيجابيا، وقد أشرنا فيما سبق إلى ما خبرناه من نتائج وحدتهما أو توافقهما المحاصصاتي. قيل قديما: أذا أختلف اللصوص انكشفت الجريمة، واختلاف التيار والإطار فرصة للكشف عن ما لا يحصى من جرائم.

الجانب المقلق في الموضوع هو أحتمال لجوء مليشيات الإطار الى السلاح للحيلولة دون تغيير قواعد لعبة الحكم التي دامت 19 عاما. ولا أحد يعلم عواقب الصدام المسلح بين جبهتي المليشيات، جبهة التيار التي ربما تتطلع إلى الأستفادة من دعم القوات النظامية العراقية، استنادا الى التعزز المنتظر لمواقعها في السلطة، وجبهة المليشيات الولائية المدعومة بجبهة الولي الفيقيه، إن لم بمتلك هذا الأخير الحكمة الكافية للحيلولة دون تسعير صراه مسلح شيعي ـ شيعي.



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمريكا ومستقبل الديمقراطية في العالم
- من سرخس الى سرخس
- دور العامل الطبقي في تشوه الفكر القومي العربي
- لماذا يتعين علينا أن نكره لغتنا؟
- هل من جدوى لدعوات تجديد الخطاب الديني؟
- كاسترو ..حقائق غائبة!
- القرآنيون والإصلاح الديني
- العراق .. نتائج مدمرة لحياة سياسية مشوهة
- عوذة .. عوذة .. عوذة (*)
- أحزاب المليشيات: نحكمكم أو نحكمكم!!!
- حول الحق في مناقشة العقائد والمقدسات
- هل سيطيح نزق البداوة بجورج قرداحي؟
- قداسة زائفة
- نحنا وذياب الغابات ربينا
- حين يصنف كل انتقاد لإسرائيل كمعاداة للسامية
- نحن والإيديولوجيا
- ماذا بعد الأنتخابات؟
- هل أساء ماكرون للإسلام حقا؟
- بغداد .. نظرة تأريخية
- مقاطعة الأنتخابات نشاط سياسي متقدم


المزيد.....




- أولًا بأول.. أبرز تطورات التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران ...
- حصريًا لـCNN.. هل تتوقع انضمام أمريكا للقضاء على -النووي الإ ...
- إسرائيل.. حصيلة جديدة للقتلى بعد هجمات إيران ليل الأحد
- -صباح الخير يا تل أبيب-!.. الإعلام الإيراني يهلل لمشاهد الدم ...
- الولايات المتحدة ترسل عشرات طائرات نقل الوقود عبر المحيط الأ ...
- كتائب حزب الله في العراق تهدد أمريكا إذا تدخلت في المواجهة ب ...
- بسبب الضربات الإيرانية... ارتفاع قياسي في طلبات الدعم النفسي ...
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 12 طائرة مسيرة أوكرانية فوق مقاطعت ...
- السفير الأمريكي في إسرائيل: أضرار طفيفة لحقت بمكتب السفارة ف ...
- هل تجاوز نتنياهو - عقيدة بيغن- في هجومه على إيران؟


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطية شناوة - بين التيار والإطار