أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عبدالله عطية شناوة - 25 يناير 2011 باختصار














المزيد.....

25 يناير 2011 باختصار


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 7145 - 2022 / 1 / 25 - 21:54
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


خالد محمد سعيد، شاب مصري، أقتادته الشرطة في أحد أيام تموز ـ يونيه من أحدى مقاهي الأنترنيت في الأسكندرية. وشاهد رواد المقهى، تعرض الشاب ذو الثمانية وعشرين عاما للضرب، لرفضة الخضوع لعملية تفتيش ،أصرت عناصر للشرطة، التي كان أفرادها يرتدون أزياء مدنية على إخضاعه لها. وبعد أيام أفيد عن وفاة خالد سعيد، ولفقت السلطات تقريرا يفيد بان سبب الوفاة، أبتلاع الضحية لفافة بلاستيكية، أنحرفت الى المجرى التنفسي، وذكر التقرير أن الأنحراف قد يكون ناجما عن ضربات موجهة للرأس.

مقتل الشاب تحت التعذيب، على يد الشرطة، وتمويه السلطات على الحادث، أثار ردود فعل غاضبة بين أوساط حقوقية ناقمة على تغول أجهزة السلطة، وأنتهاكها الفظ للقوانين ولحقوق الأنسان، فاطلق ناشطوها حراكا احتجاجيا، تحت شعار (( كلنا خالد سعيد )). تبنته حركة شبابية تأسست ربيع عام 2008 باسم (( حركة 6 أبريل )) وأنضمت اليه تدريجيا مزيد ومزيد من الجماعات والأفراد الذين يتطلعون الى تحجيم عنف أجهزة نظام الرئيس حسني مبارك، الذي كان متفسخا ومعزولا عن القوى الفاعلة في المجتمع، على أختلاف توجهاتها، وكان وجوده يستند الى دعم المؤسسة العسكرية، التي تحكم البلاد بواسطته، والى فلول من الأنتهازيين، وطغمة من القطط السمان التي أغتنت على حساب فاقة المجتمع المصري، وتعمق أزماته الأجتماعية والسياسية.

واقترن تفاعل الأزمة، مع تجديد لرئاسة حسني مبارك للبلاد، في عملية انتخابات فاضحة التزوير، أدت بدورها إلى أنطلاق حملة أحتجاج، تحت عنوان (( كفاية ))، أمر شجع شخصيات بارزة في المجتمع، مثل الرئيس السابق لمنطمة الطاقة الدولية محمود البرادعي، على طرح مشروع أصلاح سياسي لحل أزمة الديمقراطية في البلاد. وشكل كيانا سياسيا باسم (( الجمعية الوطنية للتغيير )).

حركتا 6 أبريل وكفاية وجمعية البرادعي للتغيير، التي ساهم ناشطون في كل منها في رفع راية ((كلنا خالد سعيد)) كسرت الحاجز النفسي لدى الناشطين السياسيين من محتلف التوجهات، وجاء الحراك الثوري في تونس، وتخلخل نظام رئيسها زين العابدين بن علي، ليقنع المتطلعين الى الحرية والعدالة الأجتماعية ومحاربة الفقر، أن التغيير ممكن، فهتف الشبيبة في ميدان التحرير وغيره من الميادين (( تونس مش أحسن من مصر ))، أي أن المصريون قادرون أيضا على التغيير.

وأقنع فشل القمع الذي أعتمدته سلطات مبارك في إخماد الحراك قوى منظمة تنظيما حديديا، وذات قاعدة شعبية لا يمكن إنكارها، ((جماعة الأخوان المسلمين )) بالمشاركة في الحراك، الذي نأت بنفسها عنه لفترة طويلة، بعد أن لاح لها أمكانية اسغلاله للإستيلاء على السلطة وتنفيذ مشروعها لأسلمة أكبر بلد عربي ديموغرافيا. وبانضمام الأخوان الى الحراك، تخلى (( جمهور الكنبة )) أي تلك الكتلة الهائلة الصامتة من السكان، والبعيدة في العادة عن أي دور سياسي، تخلى ذلك الجمههور عن سلبيته، بأشكال مختلفة، بعضه أنضم للأخوان باعتبارهم المرشح الأقوى للحكم، وبعضه الآخر أعتمد سبيل (( أسير مع الجميع وخطوتي وحدي )). وكل يمني نفسه بمغنم ما، شرعي أو غير شرعي.

بلوغ الحراك هذا المستوى من الشمول أقنع قيادة المؤسسة العسكرية، باستحالة الحفاظ على الوضع كما كان عليه، وكان لابد لها أن تفعل خطة بديلة لاحتوائه، ولم يكن لأية خطة أن تحقق النجاح دون تنحية مبارك، والتفاهم مع الأخوان المسلمين، واستدراجهم لأستلام السلطة، واستغلال ما ينجم عن ممارساتهم من نقمة بين الأوساط الأخرى، لاستعادة السلطة ثانية الى قيادة المؤسسة العسكرية. وحققت هذه الخطة النجاح بدعم أقليمي ودولي وباستخدام مفرط للعنف، كرد على عنف الأخوان، والجماعات الأرهابية المتفرعة عنهم.

هذا باختصار مخل بالتأكيد، مجرى حراك شعبي، عقدت عليه أمال عظيمة، من جهات متوافقة ومتخالفة ومتناقضة، كما سببت مآلاته خيبات جسيمة للقسم الأعظم من المشاركين فيه، وربما خيانة لشهدائه وضحاياه.



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الملوك على دين شعوبهم
- المشترك بين التجربتين الناصرية والقاسمية
- بين التيار والإطار
- أمريكا ومستقبل الديمقراطية في العالم
- من سرخس الى سرخس
- دور العامل الطبقي في تشوه الفكر القومي العربي
- لماذا يتعين علينا أن نكره لغتنا؟
- هل من جدوى لدعوات تجديد الخطاب الديني؟
- كاسترو ..حقائق غائبة!
- القرآنيون والإصلاح الديني
- العراق .. نتائج مدمرة لحياة سياسية مشوهة
- عوذة .. عوذة .. عوذة (*)
- أحزاب المليشيات: نحكمكم أو نحكمكم!!!
- حول الحق في مناقشة العقائد والمقدسات
- هل سيطيح نزق البداوة بجورج قرداحي؟
- قداسة زائفة
- نحنا وذياب الغابات ربينا
- حين يصنف كل انتقاد لإسرائيل كمعاداة للسامية
- نحن والإيديولوجيا
- ماذا بعد الأنتخابات؟


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عبدالله عطية شناوة - 25 يناير 2011 باختصار