أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - الاستشارة الإلكترونية؟














المزيد.....

الاستشارة الإلكترونية؟


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 7143 - 2022 / 1 / 23 - 19:17
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    



يحق لنا اليوم، أن نحلم بتطوير طرائق التفاعل بين السياسي، والمواطنين/ت وأن يُنظر إليهم على أساس أنّهم شركاء في السلطة وأصحاب قول مسموع ورأي يُحترم.

ويحقّ لنا أيضا التساؤل، عن وجاهة إطلاق الاستشارة الإلكترونية في هذا السياق المخصوص الذي تمرّ به البلاد، ومدى توفر إمكانية النفاذ إليها بيسر بالنسبة إلى جميع التونسيين والتونسيات فضلا عن نقد الأسئلة الموجّهة التي تضمّنتها والتساؤل عن مدى نجاعتها في العملية الديمقراطية.
لاشكّ عندنا أنّ إطلاق الاستشارة الإلكترونية يأتي في ظرف انقسم فيه التونسيون أوّلا: إلى مناصرين لـ25 جويلية في مقابل المعارضين لما حدث، وثانيا إلى مرحّبين بإزاحة الإسلاميين عن السلطة والداعمين لسياسات «قيس سعيد» في مقابل المرتاحين فقط إلى قرار عزل الإسلاميين والمنتقدين لإدارة «قيس سعيد» لما بعد 25 جويلية، وثالثا إلى شرائح فضلّت المعاينة والمتابعة وعدم حسم موقفها، ورابعا المجموعات التي «كفرت» بالسياسة والسياسيين وعادت إلى وضع الاستكانة ترقب توفّر فرصة لمغادرة بلاد خذلها أهلها وحوّلوها إلى «خراب». ويضاف إلى كلّ هؤلاء فئات تعيش على هامش الحدث لأنّها مشغولة باليومي، وخاصّة توفير لقمة العيش.

من منطلق هذا التوصيف يمكن القول: «إنّنا غادرنا حالة الاستقطاب الثنائي الحاد الذي عرفه التونسيون في العشرية الأخيرة، وتأقلموا معه وتحمّلوا تبعاته ليغدو الانقسام الملمح الرئيس لهذا المرحلة»، وهو أمر سينعكس حتما على مستوى التفاعل مع هذه المبادرة وتقبّل ما ستفضي إليه من نتائج.
وإذا علمنا أنّ العلوم السياسية صارت تولي أهميّة إلى مشاعر الناخبين أو المشاركين في الشأن السياسي وتنظر إلى البنية النفسية السائدة على أنّها محرار مهمّ في تقييم العمل السياسي ووضع السياسات ثبت لدينا أنّ المناخ العام المتسم بالضبابية والذي تسود فيه حالة من الإحباط والشعور بالغضب واليأس وخيبة الأمل وانسداد الأفق والمبالغة في إصدار الأحكام وردود الأفعال سيؤثّر حتما في طرائق التفاعل مع الأوامر والقرارات والمبادرات. ولا نحسب أنّ من فقد ثقته في القيادة السياسية ولم يجد «المخلّص» والحلول البديلة سيتحمّس للإجابة عن أسئلة تدعوه إلى تمثّل تونس الغد ومدينة الغد ووسائل الإصلاح....وعلى هذا الأساس تحيل أغلب الأسئلة المطروحة على الفجوة بين التصوّرات والواقع المعيش.

ولعلّ أهمّ ما تحيل إليه الاستشارة هو نظرة «الحقرة» إلى الفئات التي لم تبرح موقع الهامش. فالاستشارة تتوجّه إلى المواطن/ة المتعلّم وحامل بطاقة التعريف، ولا تكترث بواقع تضاعفت فيه أرقام المنقطعين عن الدراسة وارتفع فيه معدّل الأميّة بما في ذلك الأميّة الرقمية، كما أنّها لا تبالي بواقع كشف عن مجموعات غير مسجّلة (بلا هويات).

وبالإضافة إلى هذا التمثّل يبدو المواطن في نظر من صمّموا هذه الاستشارة، ذا ثقافة ومعرفة دقيقة تسمح له بأن يفهم دلالات المصطلحات والمفاهيم وغيرها «جودة الحياة» و«التنمية المستدامة» و«النظام البرلماني»... والحال أنّ ثقافة استهلاك التفاهة صارت في الصدارة. يُضاف إلى ذلك تمثّل التونسي على أنّه عقلاني متّزن مدرك لخفايا الأمور وقادر على التعبير عن رأيه بكلّ صراحة، والحال أنّ الواقع كشف عن أزمات معقدة على مستوى السلوك، والتصورات، و...

يُنتظر من هذه الاستشارة أن تكون مفيدة بالنسبة إلى واضع السياسات ولكن نذهب إلى أنّ العكس هو الذي حدث إذ تبدو الاستشارة وفق الملاحظات الأولى،عاكسة لصورة المجتمع التونسي الذي يمر بتحولات كبيرة ، وكاشفة في ذات الوقت، لتمثل أصحاب السلطة للمواطنين/ت إذ نجد نسقا تراتبيّا يُفرز فيه التونسيون/ت على أساس الجندر ، والجهة ، والسنّ، وصاحب/ة بطاقة التعريف، وصاحب الوسائل التواصلية الحديثة ومن لا يملك قوت يومه...معبّرة عن واقع تمييزي لا زالت فيه النساء غير حاضرات بالقدر المطلوب، وغير فاعلات في الشأن السياسي ونسبتهن التمثيلية ضعيفة ولازال فيه سكان المركز حاضرين على خلاف سكان المدن الأخرى، والمناطق النائية.

وإذا اتّسم الوضع بالضبابية وهيمنة أزمة شكّ بنيوية وحالة إحباط وغضب فإنّنا نقدّر أنّ تفاعل فئة من التونسيين مع هذه الاستشارة سيتراوح بين الجدّ والهزل، الانفعالية والتعقل، وغيرها من الثنائيات .غير أنّ ما نخشاه هو أن توظف الاستشارة لشرعنة قرارات يُراد لها أن تعبّر عن إجماع، وأن تنطق نيابة عن جميع التونسين/ت.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 14 جانفي وأشكال توظيف التواريخ
- أن تكون نصف مواطن/ة
- واقع الحقوق والحريات بعد 25 جويلية
- هل تحوّل موقع المؤسسة العسكرية؟
- «صمت الدولة يقتل النساء»
- الأحزاب المعارضة وأزمة إثبات الوجود
- رئيسة الحكومة من «صمت القصور» إلى «كسر حاجز الصمت»
- «شهادة للتاريخ» عن الخروج من التاريخ
- في أشكال الردّ على العنف الممارس في الفضاء المدرسي
- التونسيون وخطاب الكراهية
- يوتوبيا «الشعب يريد»
- رئيسة الحكومة ومسار الاختبارات
- هل ما زالت فسحة من الأمل ؟
- رئيسة الحكومة التونسية بين المفعولية والفاعلية
- لِم العجلة؟ في التأنّي السلامة
- مواقف القيادات «الجهادية» من «خروج » النهضة من الحكم
- الإسلاميون: من «الصعود» إلى سدّة الحكم إلى «الهزيمة»
- تونس ما بعد 25 جويلية ومسار الاختبارات
- المحلّلون بين ادّعاء الفهم وتهافت الخطاب
- حيوات الأفغانيات مهمّة


المزيد.....




- عباس: أمريكا هي الدولة الوحيدة القادرة على منع إسرائيل من ال ...
- هل غيرت الضربات الصاروخية الإيرانية الإسرائيلية الشرق الأوسط ...
- كيف وصل مصريون قُصّر غير مصحوبين بذويهم إلى اليونان؟
- جهود دولية حثيثة من أجل هدنة في غزة - هل تصمت المدافع قريبا؟ ...
- وسائل إعلام غربية تكشف لكييف تقارير سيئة
- الرئيس السوري يستعرض مع وزير خارجية البحرين التحضيرات للقمة ...
- -ما تم بذله يفوق الخيال-.. السيسي يوجه رسالة للمصريين بخصوص ...
- روبوتات -الساعي- المقاتلة الروسية تقتحم مواقع العدو وتحيّد 1 ...
- روسيا.. قانون جديد يمنح -روس كوسموس- حق بيع بيانات استشعار ا ...
- اكتشاف صلة بين فيتامين الشمس والاستجابة المناعية للسرطان


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - الاستشارة الإلكترونية؟