أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - العراق اختار التضخم المالي مقابل توفير فرص العمل














المزيد.....

العراق اختار التضخم المالي مقابل توفير فرص العمل


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7141 - 2022 / 1 / 20 - 18:58
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


انها حقيقة , هناك علاقة عكسية وقوية بين نسبة التضخم المالي ونسبة البطالة في البلاد في الأمد القصير. أي قلة العاطلين عن العمل يقابلها زيادة في نسبة التضخم , والعكس صحيح. بهذه المعنى , فان زيادة لمصاريف الحكومية والأهلية خلال فترة معينة يؤدي الى زيادة الإنتاج , وفي الحالة العراقية زيادة في عدد المسوقين وتفرعاتها , زيادة الطلب على الايدي العاملة (بكل أنواعها) , وانخفاض في عدد العاطلين عن العمل. مرة أخرى , سيرجع سوق عمال البناء بكل اختصاصاتهم الى عافيته , عدد الزائرين الى المطاعم والفنادق سيكبر , زيادة الطلب على سواق السيارات والشاحنات , وربما زيادة في التوظيف الحكومي من شرطة وقوات امنية , مدرسين , ومهندسين. بالمقابل , فان الزيادة في الطلب العام (زيادة المصاريف الحكومية والأهلية على السلع والخدمات) يؤدي الى تزاحم المشترين , مما يؤدي الى زيادة في الأسعار , او التضخم المالي.
نسبة زيادة التضخم يعتمد على قدرة البنك المركزي على السيطرة عليها , لان الافراط في المصاريف الحكومية والأهلية قد يؤدي الى تضخم مالي مفرط يحرق جيوب المواطنين , ولاسيما أصحاب الدخول الثابتة. ولا نحتاج هنا الى مثل لذلك التضخم المفرط الى العراقيين , حيث تكوا جميعا بحرائقه في زمن المقاطعة الاقتصادية العالمية ضد العراق بعد ان احتل العراق دولة الكويت الشقيقة.
باعتقادي ان نسبة تضخم حتى وان وصلت الى 10% في العراق هي نسبة معقولة , اذا استطاعت هذه النسبة ان توفر عمل محترم الى حمد. العاطلين عن العمل , وخاصة الشباب منهم , يشكلون خطرا حقيقيا على الامن الوطني , الحياة الاجتماعية , وعلى أنفسهم وعوائلهم. العاطل عن العمل يعيش في دوامة القهر والحرمان , خيبة امل , مرارة العازة , الدونية والانزواء. عائلة العاطل عن العمل تنظر الى أولادهم نظرة الحزن والقهر وهم ينظرون الى أولادهم يقضون ايامهم في البيت او المقاهي بدون عمل , وهم في مجد قوتهم وعطاءهم. وصدقني , ان انتشار تجارة المخدرات بشكل مرعب بين الشباب ما هو الا انتاج البطالة وقلة فرص العمل. وان قلة فرص العمل والفقر هي التي أدت الى ازدهار تجارة الأعضاء البشرية , والى موجة التسول , الجريمة , والبغاء والدعارة.
ودعني ان اخرج عن صلب الموضوع قليلا وأقول , ان من قدم نفسه لحكم العراق , كل السياسيين من غير استثناء, يجب ان يحاسب امام الشعب عن اخفاقهم بإدارة الاقتصاد الوطني. ميزانية الدولة العراقية هي الأعلى في المنطقة , وبدون شك الأعلى بين الدول القريبة من عدد سكان العراق , ولكن مع هذا بقيت التنمية الاقتصادية بطيئة , وبقي العراق يعتمد على بيع النفط , ولم تستطع الحكومات المتعاقبة من إعادة الحياة الى القطاع الزراعي والصناعي ولم تستطع حل مشكلة الانقطاعات الكهربائية ولا مشكلة السكن. ان الحكم يحتاج الى عقول وخبرات ووطنية وتضحية وحب الاخرين. مع الأسف , لقد غابت هذه الوجوه عن العراق بعد التغيير. طبعا , لا أعني ان النظام السابق للتغيير كان أحسن من الذي تلاه , على العكس , وانما أساس كل ما يجري في العراق من إخفاقات أساسه النظام السابق. على كل حال نقول لقادة العراق النشامى ان قيادة البلد مثل العراق ليس بالعنتريات والمحسوبة والمنسوبية ولا بحب الطائفة وبحب القومية , وانما في وضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
كما ارجوا ان لا يفهم ان كل من تسلم وظيفة حكومية في العراق بعد التغيير من الفاسدين او من الجهلاء. لا , هناك من تسلم مناصب حكومية رفيعة من النجباء والعفيفين وهم قادرون على قيادتها، ولكن موجة الفساد الإداري والمالي قد اغرقتهم واسكتت أصواتهم. أتمنى على القيادة الجديدة ان تعي درس الانتخابات الأخيرة وأتمنى ان يتذكر قادة البلاد القدامى والجدد ان المال زائل مهما كان حجمه ولا يبقى الا الاسم , وسيذكرهم العراقيون بالخير ان كانوا من المصلحين وبالشر ان كانوا من الفاسدين.
رجوعا الى صلب الموضوع , نسبة التضخم المالي في العراق في العام الماضي كان حوالي 6.5% , فيما ان النمو الاقتصادي كان حوالي 5% , مع بقاء نسبة العاطلين عن العمل بين 15% و20% , وبين الشباب تزيد على 25%. لهذا السبب فقد صرح الأستاذ مظهر محمد صالح ان البنك المركزي العراقي سيقوم بطرح مبلغ ترليون دينار عراقي من اجل تشجيع القطاع الخاص ودعم التنمية الاقتصادية.
القرار كان في محله وسوف يساعد الاقتصاد الوطني بالاندفاع نحو النمو وتوفير فرص العمل وخاصة لشريحة الشباب , اذا استخدمت هذه الأموال بالطرق الصحيحة. المضاعف الاقتصادي , يعني ان المصاريف العامة (الحكومية والأهلية) تتضاعف بحجم هذه المضاعف , وعليه فان مضاعف يساوي 2 وهو رقم متفق عليه بين الاقتصاديين للدول الغير صناعية , سيرفع مبلغ ترليون دينار الى 2 ترليون دينار , وهو مبلغ بدون شك سيحرك السوق العراقية , خاصة إذا استعمل هذا المال في شراء وانتاج بضائع عراقية , والا ان صرف هذا المبلغ على البضائع المستوردة سوف لن يضيف شيء الى الاقتصاد العراقي. وفي هذه المناسبة , فان قبل يومين دعا الرئيس الصيني الدول الصناعية الى عدم رفع الفوائد. هذه الدول رفعت نسبة الفوائد من اجل السيطرة على التضخم المالي في بلادهم , ولكن هذه السيطرة سوف تؤثر سلبا على الاقتصاد الصيني , لان انخفاض المصاريف في الدول الصناعية يؤثر سلبا على حجم الصادرات الصينية والتي تعاني من انخفاض في نسبة التنمية الاقتصادية بمقدار 4%. بمعنى , ان الصرف على الاستيرادات مهما بلغ حجمها لا ينفع البلد بقدر ما ينفع البلد المصدر للبضائع , فتفقهوا يا اولو الابصار.
وعليه , فان توفير عمل الى حمد سيحرر حمد من الاعتماد على الوالد والعمة والخالة , ويرجع حمد شعوره بالفخر والاعتزاز , ويرسم على وجه الجد والمثابرة , وينظر الى المستقبل نظرة تفاءل وازدهار. مع هذا المبلغ سوف لا تبقى نسبة التضخم المالي 6.5% , وربما سوف ترتفع قليلا, ولكن حمد لا يهمه كثيرا اذا قضم التضخم المالي مبلغ صغير من راتبه الشهري.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستقبل حكومة الاكفان
- توصيات للاطار التنسيقي
- مخرجات الجلسة الاولى للبرلمان العراقي
- روسيا الاتحادية تظل المسؤولة الاولى عن حماية سوريا من الاعتد ...
- هل ستكرر الادارة الامريكية الانسحاب من العراق على الطريقة ال ...
- حرائق التضخم المالي لا تطفىء برفع نسبة الضرائب والفوائد على ...
- هل سينجح السيد الصدر تشكيل حكومة اغلبية في العراق؟
- المضاعف الاقتصادي في مواجهة التسرب الاقتصادي
- بين تظاهرتين
- لن يحصل انهيار للدينار العراقي
- كيف تعامل الكتاب العراقيون مع تصريح الشيخ الابراهيمي؟
- ماذا تغير في لبنان بعد استقالة السيد قرداحي؟
- رفع سعر الفائدة يطفىء لهيب الاسعار , لماذا قررت تركيا العكس؟ ...
- يا شيخ الابراهيمي : لقد خالفت شريعة نبيك
- روسيا الاتحادية تتاجر بالسيادة السورية
- تعريف السوق في النظرية الاقتصادية الاكلاسيكية
- لماذا يختلف الاقتصاديون ؟
- ارتفاع التضخم المالي في دول جوار العراق وتاثيره على اقتصاده
- ما هي علاقة اسعار الفائدة باسعار الذهب في نظام السوق؟
- هل ستقبل اور العراقية تحدي قصر Biltmore الامريكي ؟


المزيد.....




- منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تكشف عن توقعاتها لأداء كبرى ...
- عيار 21 بكام؟.. سعر الذهب اليوم في العراق في محلات الصاغة وا ...
- تقرير: أداء المملكة المتحدة الاقتصادي سيكون الأسوأ في مجموعة ...
- توقع ملء الاحتياطي الإستراتيجي الأميركي يرفع أسعار النفط
- تلميحات الفدرالي الأميركي بشأن الفائدة تضغط على أسعار الذهب ...
- الإمارات وأميركا تشكّلان مستقبل الذكاء الاصطناعي
- بايدن: رهاب الأجانب سبب المشاكل الاقتصادية للصين واليابان
- -&e- الإماراتية تنفي خوض مفاوضات للاستحواذ على يونايتد جروب ...
- أرباح ميرسك في الربع الأول تهبط 60% لكنها تجاوزت التوقعات
- -القابضة- تطرح أول سنداتها بـ 2.5 مليار دولار في بورصة لندن ...


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - العراق اختار التضخم المالي مقابل توفير فرص العمل