أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد ابو حطب - Epilepsy/3














المزيد.....

Epilepsy/3


عماد ابو حطب

الحوار المتمدن-العدد: 7137 - 2022 / 1 / 15 - 10:27
المحور: الادب والفن
    


3/
Epilepsy*

فتشني عنصر الشرطة جيدا لم يجد معي إلا كرت التأمين الصحي وهوية شخصية منتهية الصلاحية منذ عام 2020،ابتسم وكأنه وجد ضالته،ثم اقترب سائلا:"لماذا لم تجدد هويتك منذ عامين؟".كانت ركبته تضغط على رقبتي حتى كدت اختنق،لم أكن قادرا على التنفس فما بالكم بالإجابة على مثل هذا السؤال؟ لما لم اجب زاد من ضغط ساقه حتى بدأ الزبد يخرج من فمي،بدأت روحي" تفرفط" كالحمامة، في تلك اللحظة خرج المصلون من المركز الإسلامي المقابل للعمارة.اقتربوا متفرجين على منظر عربي مقيد وملقى على الارض،سأل احدهم :"ماذا فعل؟".اجابه احد الواقفين :"يقول انه في غرفته هنالك مخلوقا رمادي اللون ويهلوس عن مخطوط ما".هنا دوى صوت جاء من مجموعة الجلاليب القصيرة واللحى الطويلة:"انه آخر الزمان كما اخبرنا مولانا الأمام ،تكبير...تكبير".عشرات الحناجر بدأت تكبر بصوت متزايد استقطبت كل من كان خارجا من المركز ،أصبح تجمعا يزلزل الشارع بتكبيراته.خرج إمام المركز على هدير التكبيرات،اقترب مني مستطلعا حينما تأملت سحنته من بعيد هلعت كانت ملامحه متطابقة مع ملامح المخلوق،ومع ملامح الشرطي ومع ملامح الرئيس هل تناسخوا بعضهم من بعض؟ بدأت أشك في قدرتي على التمييز. جاء صوت الإمام ملعلعا:"إما انه مجنون أو مسه جن ".كلما علت التكبيرات زاد الشرطي من ضغطه على رقبتي حتى بت قريبا من التحليق في الأعالي، حينها انتبه عنصر الشرطي الثاني إلى الأمر فرفع ركبة ذلك الهمجي عن رقبتي قليلا ،همست بصعوبة :"كيف اجددها ودوائر الأجانب مقفلة ولا مواعيد ولا مقابلات..كل شيء عبر الإيميل وهم لا يردون على أحد؟.

كانت عربة الإسعاف قد وصلت،هبط منها اثنان،لكنهما لا يرتديان لا ملابس زرقاء أو بيضاء كما هي العادة،كانوا يرتدون زيا اسودا،وما زاد الطين بلة أن مجرد وصولهم إلى جانب جسدي الملقى على الأرض واقترابهم من الشرطيين تبدلت ملامح وجهيهما فورا،باتت بلون رمادي واقرب إلى ملامح ذلك الكائن الغريب والإمام والشرطيين لا بل وملامح ذالك الرئيس.انزلا سريرا وسرعان ما حملت والقي بي ككيس قمامة اسود على السرير وقيدت قدمي ويدي فورا.قبل أن تتحرك العربة اقترب ذلك الشرطي القميء شارحا :"نظن انه مختل عقليا،فهو يتحدث عن مخلوق غريب وعن مخطوط نادر مهم،وفي حالة هيجان غير طبيعية اجبرتنا على تقييده،قمنا بتفتيش غرفته لم نجد شيئا، غير بضعة ملابس بالية وغرفة بائسة لا تصلح إلا لعيش الفئران".ثم غمز للمسف غمزة فهمها الأخير.العربة تسير متمهلة دون صافرة أو لون ازرق،وانا مقيد على سرير الإسعاف. في جناح الطوارئ فتحوا اضبارتي الطبية ،اكتشفوا كما قالوا سبب ما أمر به:"لقد أدت الجلطات الثلاثة إلى موت الخلايا الدماغية المفرزة للدوبامين وفي الوقت نفسه تعاني من الباركنسوسنية(وهي اعراض الباركنسون) وليس الإصابة به بسبب تقدم العمر وتكاملت الصورة مع إشكاليات في كهربة الدماغ أدت إلى إصابتك بنوبات epilepsy ".يعني خربت من كل الجهات،واكمل الطبيب :"إن ما تراه ليس إلا تهيؤات وأوهام، لا حقيقة لها على أرض الواقع"،ونظرا لتدهور حالتك وازدياد نوبات الصرع والتهيؤات فقد قررنا حجزك في المشفى إلى فترة طويلة".سألته:"لكن ان كانت تهيؤات لماذا تتبدل هيئة المخلوق إلى الرئيس ثم إلى الشرطة ثم للإمام وللممرضين القادمين لإنقاذي كما هو مفترض؟ وان كان الأمر كما تقول من أين يظهر المخطوط في راسي وهو يتحدث عن حلف خفي يحكم العالم بالسلطة والقمع والدين "..هز رأسه وغادر....انا الآن في مستشفى الأمراض العقلية أتأمل تهيؤاتي وانتظر يد تحررني من سجن سأقيم فيه إلى يوم الدين،أو حين يرث الله الأرض ومن عليها".
*نصوص من مجموعة جديدة قيد الإعداد



#عماد_ابو_حطب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ورنيش
- امير الناطور
- هروب
- ١١/١١
- Epilepsy /2
- Epilepsy
- مارك الاسود
- الناس بالناس والفصائل بالانفاس
- من الداعوق: طالع لك يا عدوي طالع من كل حارة وشارع ! *
- خيمة بلا سقف
- ؟
- بالرصاصة ولا بالكورونا
- حصاد2021
- اغتصاب ذاكرة
- لا شيء إلا السواد
- تباعد اجتماع٨
- الفيروس ارحم
- تفاؤل 2022
- عود على بدء
- سجين الفيروس


المزيد.....




- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...
- -كنوز هوليوود-.. بيع باب فيلم -تايتانيك- المثير للجدل بمبلغ ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد ابو حطب - Epilepsy/3