أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد ابو حطب - الفيروس ارحم














المزيد.....

الفيروس ارحم


عماد ابو حطب

الحوار المتمدن-العدد: 7124 - 2022 / 1 / 2 - 11:35
المحور: الادب والفن
    


لم امكث في الإعتقال أكثر من شهر، اعتقلت أثناء توجهي للجامعة،مع مجموعة من الشباب بتهمة التظاهر، تم فرزي الي زنزانة انفرادية بسبب اكتضاض مركز الاعتقال،الزنزانة كانت نتنة،محتوياتها فرشة إسفنج مهترئة وبطانيتين وجردل قميء لقضاء الحاجة .خلال هذا الشهر تم التحقيق معي مرة واحدة فقط ،ورغم عدم تعرضي للتعذيب ،او الاغتصاب إلا ان تجربة الإعتقال كانت قاسية و أكبر من قدرة الإنسان على تحملها ومازلت لم أستطع الخروج من الزنزانة وكوابيسها التي حكمت تفاصيل حياتي إلى الآن . ومع انتشار فيروس الكورونا أفرج عني ،كما يبدو لأكثر من سبب، أهمها عدم وجود تهمة واضحة ضدي، إضافة إلى اكتضاض السجون والمعتقلات والخوف من انتشار الفيروس بيننا وإنعدام وسائل مواجهته أو الوقاية منه.
في اللحظة التي تم فيها الإفراج عني، كنت أتخيل أن أسرتي ستعوضني عن كل ما عشته من ألم ورعب خلال هذا الشهر المقيت ، لكن الواقع كان مختلفاً تماماً، وبدأت معاناتي من قبل جهة كانت اخر ما اتوقعها هي عائلتي والمجتمع الذي أطلق حكماً مسبقا ،بمثابة المقصلة التي قطعت روحي وقتلتني ،جوبهت بعبارة واحدة من الجميع "لقد جلبت العار لنا،لن تقنعينا انه لم يلمسك أحد ".خرجت من زنزانة لا تتجاوز مترا بمتر الى زنزانة العائلة والمجتمع. قيود وقيود وقيود فرضتها أسرتي علي خوفاً من نظرة الآخرين ، كبلت كل تفاصيل حياتي، فإذا أردت الخروج من المنزل وجب علي تقديم عشرات الأعذار لكي يُسمح لي بذلك، وعلى الدوام تفرض مجموعة من القرارات التي لا تنتهي. أصبحت حركتي ضمن قانون محدد :(الطلعة برا البيت بتكون مع أمك أو واحد من أخواتك، والشغل لا تحلمي فيه بكفي وجع الرأس يلي أجانا من ورا جامعتك لو كنتي فهمتي وما رحتي هداك اليوم ما كانوا اعتقلوكي ومرمغتي راسنا في الوحل).
هكذا اخرجني الفيروس من "السجن الصغير" إلى "السجن الكبير ".منذ أيام أصبت بحمى وضيق نفس وتعب عام،لم اعد قادرة على "صلب طولي"،احضروا لي الطبيب ،الذي ما أن شاهدني و أجرى لي فحصا حتى قال : للاسف هي مصابة بالكورونا، ويجب نقلها إلى المستشفى فورا،فالأعراض شديدة ويجب دخولها إلى غرفة العناية المركزة".صرخ كل من في البيت :" كله الا نقلها إلى المستشفى،ما ناقصنا فضائح جديدة.سنحجزها في غرفة جانبية ونقوم بتطبيبها". احس بالفيروس ينهش جسدي،لكني لم اعد أبالي رغم الأوجاع الجسدية الشديدة،فوجع روحي بات اكبر،ونظرة الازدراء والاحتقار من كل من حولي تقتلني كل دقيقة..بت انظر إلى سقف الغرفة واهذي:لعل الفيروس ،كما اخرجني من سجني الصغير قبيل اشهر،يخلصني من سجني الكبير هذا، فأرحل " لأرتاح وأريح".!

* نصوص من مجموعة جديدة قيد الإعداد.



#عماد_ابو_حطب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفاؤل 2022
- عود على بدء
- سجين الفيروس
- متتالية الظلال
- Zoom in..zoom out
- يا همه لالي
- نهاية غواية
- تواصل إجتماعي
- الاعلان عن جائزة فلسطين للقصة القصيرة جدا
- نحت على جدار الورق
- ماذا وراء الأحرف/ قصص قصيرة جدا
- حلم/ قصص قصيرة جدا
- رايات / قصص قصيرة جدا
- -سحيج-/ قصص قصيرة جدا
- تحرير/ قصص قصيرة جدا
- انسانية / قصص قصيرة جدا
- معرض الكتاب الالكتروني العربي الثاني
- حشود/ قصص قصيرة جد
- صلة رحم/ قصص قصيرة جدا
- ماتريشوكا / قصص قصيرة جدا


المزيد.....




- العلاج بالخوف: هل مشاهدة أفلام الرعب تخفف الإحساس بالقلق وال ...
- دراسة تكشف فوائد صحية لمشاهدة الأعمال الفنية الأصلية
- طهران وموسكو عازمتان على تعزيز العلاقات الثقافية والتجارية و ...
- محاضرة في جمعية التشكيليين تناقش العلاقة بين الفن والفلسفة ...
- فلسطينيون يتجمعون وسط الأنقاض لمشاهدة فيلم -صوت هند رجب-
- مونيكا بيلوتشي تشوق متابعيها لفيلم 7Dogs بلقطة مع مع أحمد عز ...
- صورة الصحفي في السينما
- تنزانيا.. سحر الطبيعة والأدب والتاريخ في رحلة فريدة
- -في حديقة الشاي- لبدوي خليفة.. رواية تحاكي واقعا تاريخيا مأز ...
- -أوبن إيه آي- تدرس طرح أداة توليد موسيقى


المزيد.....

- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد ابو حطب - الفيروس ارحم