أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد ابو حطب - بالرصاصة ولا بالكورونا














المزيد.....

بالرصاصة ولا بالكورونا


عماد ابو حطب

الحوار المتمدن-العدد: 7127 - 2022 / 1 / 5 - 17:24
المحور: الادب والفن
    


بالرصاصة و لا بالكورونا*

صرخ بوجهي :"والله لو تنطبق السماء على الأرض ما بضل يوم واحدزيادة في هالمخيم ".حاولت تهدئته قائلا:"شو جد علينا يا ترى،ما احنا من يوم ماركبوا البوارج وهجوا عيشتنا من تحت الدلف لتحت المزراب".
تامل ملامحي المتلبدة وقال:"اه صح بس الوضع ما عاد بينحمل،مخيم محوط بجدار عازل من كل مكان،كأنه الجدار العازل تبع الضفة بلعناها ،حاجز على المدخل بيمنع الدخول إلا إذا كنت من سكان المخيم أو عندك تصريح من المكتب الثاني،وكمان بلعناها،لا شغل ولا مشغلة،وممنوع من الشغل برة المخيم،قلنا أمر الله،وما في شغل في المخيم قلنا هذا نصيبنا،ولا اعتراض على حكم الله.فصايل ومنظمة مش عارفة الله وين حاططها،قلنا هاي مرحلةوبتعدي بدنا نصبر ،سلطة قاعدة هناك وما عاد سائلة على ربنا،كمان قلنا ما بيحك جلدك إلا ظفرك...إلا أنه توصل الأمور انه واحد فلعوص مافقس من البيضة مش معروف قرعة ابوه منوين،يتمقلز و يزنبر علي بس لانه حامل كلاشنكوف ،ومسنود من هذا التنظيم ولا هذاك ولا من هاي الحمولة ولا هذيك...ولا مسنود من مافيا من المافيات اللي ماسكانا من رقابنا...لا هيك تخينة،وما عاد ااقدر اسكت".
لم افهم للان سبب ثورته هذه،التفت إليه متثائبا:"يا زلمة هلكتني،بق هالبحصة وقول شو مخليك بتنط مثل القرد؟".نظر الي "بزورة"،قال:" والله لولا اني خايف من ربنا لخليت الله ما خلقه".هنا نفذ صبري وصرخت به:"بعدين معك ،يا تقول شو مالك يا إنقلع من وجهي".صفن وتنهد بحرقة :شو ضل عنا غير ارواحنا؟ما حد راضي يفهم انه السلاح بإيد الخره بيجرح،واحنا صار السلاح بايد كل خروات المخيم ،سلاح ما في شي بيلجمه،لا اتفاقات ولا وعد شرف ولا شي،صرنا كل ما اتخانق عرسين ولا كلبين بتولع المخيمات وكأنه رايحين يحرروا القدس.يا اولاد الكلب هيها اسرائيل بعيدة عنكم فشخة،ورجونا مرجلتكم هناك،مش علينا احنا المعترين".لم افهم حتى هذه اللحظة ما به؟ بدأت" تفرفط" روحي من حديثه العام.نهضت وقلت:"انا رايح،زهقتني".هنا اقترب مني ومسك إيدي وسحبني لبرة وهمس :"هلق انا وداخل على المخيم،شايف حاجز هذولك العرسات،اول ما تبعد عن حاجز الجيش اللبناني،داخل انا ويا غافل الك الله،حاطط كمامتي على وجهي،ما انت عارف انه الكورونا عم تحش حش في المخيم،ولا في لقاح ولا دواء ولا ما يحزنون." واكمل:"الا بفط واحد زمك من ورا الحاجز،ما بيطلع قد رجلي وبصرخ علي،انته يا..قيم اللي مخبي وشك وراه،لاشوف مين انته".بكل هدوء جاوبته:"يا اخي انت ما سمعت انه الكورونا معبية حارات المخيم،ومثل ما بيقولوا ما تنام بين القبور ولا تحلم أحلام مش منيحة"، الأفندي، زورني وقال:" بلا كورونا، بلا خرة.. قيم اللي حاطه على وجهك وبلا فزلكة وإلا والله بكومك في ارضك ".وهو عم بكمل حكيه ما شفنا إلا مجموعة كبيرة من الشباب مع صوت طبل وزمر عم تقرب منا وفهمناانهم جايين من شارع الصفصاف وعم بيحتفلوا
بطلوع النتائج السلبية لفحص كورونا للشبيبة المحمولين عالأكتاف.وبس صارت العراضة بينا وبين الحاجز، إلا وبلشوا يطخطخوا ليكملوا الإحتفال. هون الزمك تبع الحاجز فكر عم يطلقوا النار عليه ،قام انبطح وخرطش هالكلاشن وبلش يطخطخ عن ابو جنب ..صديقي مكوم على الارض،لا من تمه ولا من كمه،و كمامته صارت حمرا والدم متل النوفرة بيدفق من تمه بعد إصابته برصاصة في الصدر...هيك انتصرت الرصاصة على الكورونا وجابت اجله الله يرحمه.

*نصوص من مجموعة جديدة قيد الإعداد



#عماد_ابو_حطب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حصاد2021
- اغتصاب ذاكرة
- لا شيء إلا السواد
- تباعد اجتماع٨
- الفيروس ارحم
- تفاؤل 2022
- عود على بدء
- سجين الفيروس
- متتالية الظلال
- Zoom in..zoom out
- يا همه لالي
- نهاية غواية
- تواصل إجتماعي
- الاعلان عن جائزة فلسطين للقصة القصيرة جدا
- نحت على جدار الورق
- ماذا وراء الأحرف/ قصص قصيرة جدا
- حلم/ قصص قصيرة جدا
- رايات / قصص قصيرة جدا
- -سحيج-/ قصص قصيرة جدا
- تحرير/ قصص قصيرة جدا


المزيد.....




- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد ابو حطب - بالرصاصة ولا بالكورونا