أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - تيار جديد يغزو الساحة المسرحية العراقية -2-














المزيد.....

تيار جديد يغزو الساحة المسرحية العراقية -2-


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 7130 - 2022 / 1 / 8 - 01:22
المحور: الادب والفن
    


واليوم يهب على الساحة المسرحية في العراق تيار جديد بالغ الجد سمي (الرقص الدرامي) أو (دراما الجسد) وكان المغترب (طلعت السماوي) هو المستورد لهذا النمط المسرحي الذي يعتمد حركة الممثلين وتوظيف اعضاء اجسادهم للتعبير عن حالات فكرية وعاطفية معينة تأخذ شكل الدراما بنسبة أو اخرى، ويجمع الرقص الدرامي بين التمثيل الصامت والباليه والتعبير الجسماني ولغة الجسد وغالباً ما يؤدي كل ذلك مجموعة من الممثلين الراقصين، وقد جاء (السماوي) بهذا اللون من اوروبا في اواخر التسعينات من القرن العشرين وجمع حوله عدداً من الشباب من طلبة معهد الفنون وكلية الفنون ممن يتوق الى التجديد وكون منهم مجموعة خضعت للتمارين المكثفة بخصوص مرونة اعضاء الجسم وقدرتها على التعبير واستجابتها لايقاع الموسيقى. وبعد ان انتهى من تمارينه قدم عرضاً في مسرح الرشيد اثار انتباه المهتمين، وبعد ان اشيد بذلك العرض عاد (السماوي) الى بلاد الغربة – المهجر، وظهر من بين مجموعته الشاب النابه (علي طالب) ليقود المجموعة السابقة ويضيف اليهاً افراداً آخرين من الشباب المتحمس وقدم هو الآخر عرضاً لدراما الجسد نال الإعجاب ورشح للمشاركة في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، وبسبب الظروف الامنية غير المستقرة في العراق غادر (علي طالب) هو الآخر مهاجراً الى بلد آخر، ولم يكمل مسيرته الفنية التي كنا نعول عليها الكثير، ولم تنقطع سلسلة ذلك النوع المسرحي الجديد اذ سرعان ما بادر افراد من المجموعتين السابقتين ليتولون ادامة الحياة ومواصلة المسيرة فكان كل من (محمد مؤيد) الذي قدم عرضاً مثيراً في احتفالية بغداد عاصمة الثقافة العربية و(انس عبد الصمد) الذي قاد مجموعة اخرى من الشباب وقدم عروضاً نالت الاستحسان واستطاع ان ينقل بعض تلك العروض الى خارج البلاد ليشارك في مهرجانات مسرحية في اليابان وفي تونس وفي الجزائر وفي تركيا.
وكان هو الاكثر تحمساً ومواظبة في مسار (دراما الجسد) وظهر ايضاً (تحرير الاسدي) و(باسم الطيب) واخيراً وليس آخراً (علي دعيم) والبعض من اولئك الشباب كانوا قد تركوا العراق مهاجرين الى اوروبا وشاهدوا عروضاً مسرحية من ذلك النوع وربما دخلوا دورات تدريبية لتطوير مهاراتهم ورؤاهم الاخراجية والتدريبية.
شاهدت قبل ايام على شاشة التلفزيون مقاطع من العمل الذي صمم حركاته وأخرجه (علي دعيم) ولاحظت بأنه سار على النهج نفسه الذي اتبعه اولئك الذين سبقوه مع تغييرات نسبية، ومما أثار إعجابي بعمل (دعيم) والأعمال المشابهة الاخرى عدد من مظاهر الإبداع والالتزام والانضباط قد تكون نادرة في مسرحنا، اولاً: المنحى الابتكاري في عروض درامية لا تعتمد على الكلمة المنطوقة بل على الحركة والتعبير الجسماني ولا تعتمد على ازياء متخمة ولا على مناظر وديكورات استعراضية مكلفة، فالتكوينات التي سيشكلها الممثلون – الراقصون تعوض، ثانياً: المنحى التدريبي الذي يمر به أفراد المجموعة وبما يخص مرونة أعضاء الجسم وقوة تعبيرها ودقة ايقاع الحركات وتجانسها، ثالثاً: المنحى التكريسي حيث يبذل افراد المجموعة جهداً استثنائياً في انجاز عملهم من غير ان ينتظروا مكافأة مادية ويكتفون بملاحظات الاستحسان والإشادة.
ومثلما يتعهد الرياضيين خبراء في التدريب وفي تطوير المهارات خصوصاً من الأجانب كذلك يحتاج افراد مجموعات دراما الجسد الى أمثال أولئك الخبراء، ومثلما يتلقى الرياضيون محاضرات تخص اختصاصاتهم وتطوير مهاراتهم يحتاج افراد مجموعات دراما الجسد عندنا الى مثل تلك المحاضرات لتلقي المزيد من المعرفة وخصوصاً تلك التي وفرها (لابان) في كتابه القيم عن الحركة ووظائف اعضاء جسم الانسان ودلالاتها وتلك التي وفرها (دلسارت) عن علاقة اعضاء الجسم بعواطف الانسان والتعبير عنها، فالتزود بالمعرف النظرية عامل مهم في تطوير المهارات الجسدية.
بقي ان نتساءل عن كيفية وصول هذا التيار المسرحي الجديد (دراما الجسد) أو (الرقص الدرامي) الى جمهور اوسع من اولئك المهتمين وبحيث ان لا يقتصر على النخبة فقط، وعن كيفية الارتقاء بالذائقة الفنية للمتفرجين، وقد يكون في اقتراحي تقديم حكايات واحداث تهم أبناء الشعب بشكل واضح بواسطة التعبير الجسدي فقط، آمل ان يحدث ذلك في المستقبل.



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يعني (المسرح الحر) أو (المسرح المستقل)؟!
- مرة أخرى.. ماذا يعني (المسرح الشعبي)؟؟
- لنتذكر بدري حسون فريد
- مساهمة التجربة المسرحية الروسية/السوفيتية في تطوير المسرح ال ...
- فن التمثيل ولغة الجسد
- الشخصية النمطية المستهلكة في المسرح
- العراق خسر
- الحداثة والرؤية المسرحية
- كأن (آرتو) يعيش بيننا!!
- الأماكن البديلة للمسرح التقليدي
- حلم (صلاح القصب) الذي لم يتحقق بعد!!
- المسرحية التي تنتظر منتجها
- الواقعة وما أدراك ما الواقعة
- غياب كتّاب المسرحية العراقية عن الساحة الفنية
- حول مصطلح (ميز أن سين)
- مفهوم (المسرح البيئي) وتفسيراته
- حول مهرجان الكويت للمونودراما
- الف ليلة وليلة في المسرح الغربي وفي السينما والتلفزيون
- (ثورة الزنج) المسرحية التي تنبأت!
- إختيارات ومعالجات المخرجين المسرحيين الجدد


المزيد.....




- الإعلان الأول ضرب نار.. مسلسل المتوحش الحلقة 35 مترجم باللغة ...
- مهرجان كان: -وداعا جوليا- السوداني يتوج بجائزة أفضل فيلم عرب ...
- على وقع صوت الضحك.. شاهد كيف سخر ممثل كوميدي من ترامب ومحاكم ...
- من جيمس بوند إلى بوليوود: الطبيعة السويسرية في السينما العال ...
- تحرير القدس قادم.. مسلسل صلاح الدين الأيوبي الحلقة 25.. مواع ...
- البعثة الأممية في ليبيا تعرب عن قلقها العميق إزاء اختفاء عضو ...
- مسلسل روسي أرجنتيني مشترك يعرض في مهرجان المسلسلات السينمائي ...
- عيد مع أحبابك في السينيما.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك أ ...
- في معرض الدوحة للكتاب.. دور سودانية لم تمنعها الحرب من الحضو ...
- الرباط تحتضن الدورة ال 23 لجائزة الحسن الثاني لفنون الفروسية ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - تيار جديد يغزو الساحة المسرحية العراقية -2-