أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - إبادات وعلى عينك يا عالم















المزيد.....

إبادات وعلى عينك يا عالم


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 7124 - 2022 / 1 / 2 - 14:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


/ بدايةً ، وهي لعلها مقدمة ليست لها أي علاقة بالمقال لكنها حكاية تقترن بمشهد يتكرر مرارً في كل أول السنة الجديدة ، وهو فضول يبقى يدور كلآلة ، لأنه مرتبط بمخلية لا ينفع إيقافها عند حد ما ، فمنذ زمن بعيد لم أعد بصراحة 😶 أعتمد أسلوب التبرير الذي ورثته من المجتمع ، فهذا المصطلح كنت قد حذفته من القاموس الخاص ، لأن الناس لا تفرق بين التسامح من أجل 👍 الإعتراف والتسامح الذي ينتهي بالمبرر بالإهانة ، ولأنني أيضاً قد حذفت من القاموس تداول التهنئة السنوية ، لأن ببساطة ، في كل عام يكون العام القادم اكثر مأساة من العام الذي مضى ، إذنً ، يوماً ما قال أمير المؤمنين عليّ أبن أبي طالب رضي الله عنه ، وهو قول شديد /جارف / قُحَاف / أليم / بئيس /جافٍ /جَسِيم ، لكي تعرف الحق ، عليك التعرف عليه ، فبذلك تتعرف على أهل الحق وعلى أهل الباطل ، ولم يكن القائل هذه الحكمة ، قد قالها في بلد تعم بالسلام ، بل في أرض لم تعرف السلام يومًا ما ، فالعراق 🇮🇶 كان على الدوام يقف بين إستراتيجية لا تقبل التغيير ، إما أرض أنطلقت منها الفتوحات أو الأرض 🌍 التى شكلت جداراً لصد الغزوات ، ولاعتبارات أيضاً اقتصادية أو دينية أو حتى سياسية ، تتصل بالطبع ، بتكوين الصراع البشري على مدار وجود الدول ، فإن العراق 🇮🇶 شهدَ في التاريخ جملة إبادات جماعية ، بل أيضاً في المقابل ، القارة الباردة 🇪🇺 تحديداً في القرون الوسطى ، حملت على كاهلها أثقال المذابح الكبرى ، قوامها خليط مرتفع من السلطات والمذاهب ، لقد شهدت بالفعل أبشع الإبادات ، على سبيل المثال ، فى فرنسا 🇫🇷 عام 1572، تحركت فى مدينة باريس الفتنة ، والتى خلفت مذبحة قد صنفت بالابشع في التاريخ ، لقد ذهب ضحيتها من الرجال والنساء والأطفال قرابة ثلاثة آلاف شخص في يوم واحد ☝ ، ثم أمتدت أحداث تلك “المجزرة” إلى العديد من المدن الفرنسية حتى وصل عدد الضحايا إلى ثلاثون ألف ، ولقد بدّت في الأول أنها سلمية ويرغب المحتجين فرض عصيان مدني واللجوء إلى القضاء من أجل 🙌 حل الخلاف بين طرفي المتنازعين ، لكن الكاثوليكيين وبأسم حماية مذهبهم في البلاد ومنع الانشقاق عن الكنيسة وبابا الفاتيكان 🇻🇦 ، وخوفاً من البروتستانتيين ، قادوا حرب هستيرية 😩 ضد الأخرين .

ولأن معرفة الحق وأهله ، هو أمر غير مرتبط بعلو كعب 👠 الجهة التى تمنح الشهادات ، بقدر أن الحق الحقيقي والسليم لا يمكن 🤔 له أن يخطئ كما فعلت لجنة نوبل مع الكاتب والمترجم النمساوي🇦🇹 بيتر هاندكه ، فهو ليس فقط حائز على نوبل ، بل هناك كم كبير من الجهات التى كرمته مثل ( 1967 – جائزة جيرهارت هاوبتمان 1972 – الجائزة الأدبية من ولاية شتايرمارك 1973 – جائزة شيلر من مدينة مانهايم 1973 – جائزة جيورج بوشنر ) ، فالرجل لم يكتفي في تعويم تنظيري لمذبحة مسلمو البوسنة 🇧🇦 / الهرسك 🇧🇦 في سربرنيتشا عام 1995 ، بل وعلى عينك يا عالم 🧐 ، قام بكل مكابرة بزيارة من أصدر قرار الإبادة ، الرئيس سلوفودان ميلوسوفيتش بسجنه في لاهاي ، ثم مشى في جنازته ووقف✋ أثناء تشيعه على قبره ، على الرغم من أن الرئيس اليوغسلافي السابق قد أدانته المحكمة في لاهاي كمجرم حرب بتهم الإبادة الجماعية والجريمة ضد الإنسانية ، ثم خطب خطبة أثارت الجدل إلى هذا اليوم ، وعلى هذا المنوال التمردي ، منح المال العائد من الجوائز 🥇 لأكثر من قرية صربية والتى تعرضت كما يعتقد 🤔 إلى خيانة من الدول الأوروبية 🇪🇺 ، لأن كان رأيه ، وأيضاً هو رأي محكمة لاهاي ، بأن الدول الديمقراطية هي التى غذت الصراع لكي تمنع البوسنيين والهرسكنيين من إقامة دولة في مفترق الطرق بين وسط وجنوب شرق أوروبا .

مع الإعلام الفضائي لم يعد تنفع أوراق التوت التى كانت بدورها تغطي سوءات المنظومة الدولية والتى ترفع راية الأخلاق والحقوق في العالم ، بل اعتادت على الغوص في لغةٍ ضوضائية خاوية ، وكما يبدو 🙄 أن الضعيف في هذا الكوكب لا يحصل سوى على الإقصاء أو المكابدة أو الجوع أو الإبادة ، بل الإنسان الضعيف مازال في المزاد العلني للقوى الغاشمة ، فهذه القوى لا تعمل بطريقة القناص ، الذي يستهدف فقط العين أو الجفن ، بل هي في سباق 🐎 لحصد أكبر عدد من الأرواح ، وهذا قد شاهده العالم مؤخراً مع نهاية السنة ، كأنها تريد تسجيل أكبر عدد في ذمة السنة الراحلة لكي يتسنى لها مساحة أوسع لكي تنفذ مذابحها في السنة القادمة ، وبالطبع ، بعبداً عن السباق الحاصل بين الروس 🇷🇺 والأسد على قتل وإبادة الشعب السوري ، وبهذا المعنى يمكن 🤔 ، على نحو أخر ، الإشارة إلى ابادات تحصل في بورما 🇲🇲 مع تخلي المنظومة الدولية عن الروافع الكبرى مثل العدل والمحاسبة ، لقد أبت ميليشيات المسلحة عقائديًا وتسليحًا والتى تقاتل بجانب المجلس العسكري الحاكم هناك 👈 في بورما 🇲🇲 إنهاء هذا العام إلا بحرق 35 إنسان على قيد الحياة من الأطفال والنساء ومن بينهم رضع👶 🍼 في شرق البلاد وتحديدًا في ولاية كاياه ، طبعاً الجميع ينتمون إلى العرقية الكارينية التى رفضت قواها السياسية الانقلاب العسكري على الحكومة ، فالعسكريون الذين يسيطرون بقبضتهم على الحكم ، هم من الأغلبية البوذية 🕉 ☸ .

ليس بالغريب أيضاً ، أن تمضي الأقلية في بورما 🇲🇲 نحو ملء الفراغ طالما الحكومات السابقة لم يبذلون جهدًا كافيًا أو حتى بسيط في ترسيخ اللحمة الوطنية من خلال محاربة الفساد وتطوير الحياة ، بل كانت الأسطوانة المشروخة عماد أهل الحكم والتى تستغفل العقول وأيضاً تتناسى على الدوام ، بأن الإنسان خلق حراً ولا تحده جغرافيا ، وبالتالي ، الاضطهاد والإقصاء والإهمال ، كل ذلك حولوا هذه الجغرافيا إلى سجن ، لهذا ، قاد الكارينيين حرب الاستقلال وكانت بريطانيا 🇬🇧 قد منحتهم استقلالية إدارية ، التى أتاحت للحزب الوطني الكاريني تشكيل جيشاً منذ السبعينات القرن الماضي ، وكما جرت العادة في كل مهزلة عسكرية انقلابية ، أعاد الحزب نشاطه تزامنًا مع الحركة الانفصالية الأخرى في الشمال التى تقودها قبائل الستة الكاشينية ، فهؤلاء يصل تعدادهم إلى مليون شخص وينقسمون على هذا النحو ( جينغبو / ليسو / زيوا ، لاوفو / راوانغ / واخيراً ولاتشيد) .

يرحل العام ، وهو عام الإبادات والفيروسات سواء بسواء ، دون أن يبدد الذعر الحاصل بين البشرية ، نعم 🙌 👍 👏 هو مستقبل مغمور ومجهول وعويص ، فالضعفاء باتوا مع هذا الجحيم القائم ، يؤخذون على حين غرة ويتم وضعهم بين مطرقة الإهمالية للقوى الكبرى وسندان البربرية الاستبدادية ، وطالما هناك من يصب الزيت على النار ، ستبقى الجوائز العالمية تُمنح إلى من يبرر الإبادات ويمشون في جنائز مرتكبيها .. والسلام ✍



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكايتي مع جورجيت الاسرائيلية 🇮🇱 وحكاية ام يا ...
- نجيب محفوظ / من الممكن إيجاد موقع للفرد العربي في العالمية ، ...
- نضال التشيليون 🇨🇱 الطويل مع الديكتاتورية …
- تنهيدة ☹ ام كلثوم وآهات اوردغان
- هل لنا العيش في هذا الكوكب في رقعة صغيرة ، بعيداً عن السحيجة ...
- كيف قدمت سوريا طريق الخروج للروس 🇷🇺 من القلع ...
- لعبة الاستبدال / الأرض 🌍 والتراث والتاريخ …
- لا يوجد من هو قادر على إخضاع القدر …
- الانقلاب المنتظر / رئيسي وجماعة الإمام الصادق أبرز شخصياته …
- التخندق يتضاعف مع التدافع على شراء السلاح وتعزيز الشراكات …
- إريك زمور إلى من يعود في التصنيف / هل هو من الطبيعيين / أو ا ...
- العبودية الحديثة والتناطح المركب على دفع الاثمان ..
- مسار الإصلاح الاقتصادي في العالم العربي / يتطلب إلى ربيع أخر ...
- سؤال الميلون / تحولات مرضية بين نهاية الأسبوع والفيروس …
- تعويم العلمة التركية 🇹🇷 / شرط أساسي للانتقال ...
- التفكيك الصيني 🇨🇳 للاحتواء الأمريكي 🇺 ...
- المأساة العراقية تفوقت على اليابانية / بين مقذوفات اليورانيو ...
- جيم كاري 🇺🇸 الطاقة المتنوعة / لم يقعده المرض ...
- التوازن بين فوائد إنتاج التكنولوجيا وعواقب ذلك على حياة الكو ...
- دعوة مريخية / نيازك تتساقط ومراكب تتصاعد …


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - إبادات وعلى عينك يا عالم