أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نهاد ابو غوش - اليسار الفلسطيني وتحديات المرحلة المقبلة ( 2 من 2)














المزيد.....

اليسار الفلسطيني وتحديات المرحلة المقبلة ( 2 من 2)


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 7123 - 2021 / 12 / 31 - 23:41
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    



من الصعب، بل المستحيل، على أي فصيل يساري أن يتصدى بمفرده لهذه المهمة بكل تحدّياتها البرنامجية والتنظيمية، ولعل حالة الانقسام والتشظّي التي تعيشها فصائل اليسار هي ما يشكك الناس وينفّرها من طروحات هذا اليسار، ويعزله عن جمهوره العريض، ويدفع فصائل اليسار إلى الانكفاء على ذاتها والانشغال بقضاياها الذاتية والداخلية، وهي حالة نعايشها جميعا، كما أننا شهود على حالة النزيف المستمر لكوادر اليسار وعناصره التي تغادر صفوفه ولكنها غالبا لا تبتعد كثيرا عن أفكاره وطروحاته.
بناء قطب يساري موحد، بدءا بتطوير الصيغ التنسيقية القائمة، وارتقاء بها على غرار صيغة التجمع الديمقراطي من الفصائل الخمسة والمستقلين، يمكن أن يعيد الاعتبار لليسار كقوة سياسية واجتماعية مؤثرة، بدل أن يكون شراذم متنافرة، تدور في فلك الحركتين الكبريين والسلطتين الحاكمتين.
تتحمل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين المسؤولية الكبرى في بلورة هذا الخيار، وخروجه من باب الأماني إلى حيز التنفيذ، ليس من باب مجاملتها في ذكرى انطلاقتها الرابعة والخمسين، بل من زاوية العوامل التاريخية والسياسية والتنظيمية والأخلاقية الثورية، وكما هي قوانين الفيزياء في الكون والطبيعة حيث تعتمد قوة الجاذبية على الكتلة، فإن لاضطلاع الجبهة الشعبية بدور قاطرة تجميع القوى اليسارية ونواته دورا جاذبا في تثبيت المشروع وإنجاحه، وبالتالي استقطاب ليس الفصائل والحراكات اليسارية فقط، بل إعادة اجتذاب المئات والآلاف من الجمهور اليساري والكوادر اليسارية السابقة التي نزحت نحو الفراغ وباتت تقف على هامش الحياة السياسية.
في الاستعدادات لخوض الانتخابات التشريعية التي كان مقررا لها أن تجري في شهر أيار 2021 وألغاها الرئيس عباس، بلغ عدد القوائم المسجلة 36 قائمة، من بينها 4 قوائم يسارية كان مشكوكا في قدرتها جميعا على اجتياز نسبة الحسم. وبالتدقيق في طبيعة هذه القوائم والقائمين عليها سنكتشف بسهولة أن نحو 26 قائمة جاءت من خارج الفصائل التاريخية المعروفة، بعض القوائم التي تحظى باعتراف رسمي وبموازنات ولها تمثيل في هيئات المنظمة القيادية، لم تتمكن حتى من تشكيل قوائم أولية، وبعضها ادعى أنه سوف يشارك انتخابا وليس ترشيحا أي أنه سيعطي أصواته لحركة فتح، هذه الأرقام والاحصائيات تدلل على عمق أزمة القوى السياسية الفلسطينية ومن بينها اليسار، ولو تشكلت قوة يسارية جامعة كقطب لهذا الجمهور الذي يبحث عن بديل بين القطبين المتناحرين، لما وجدنا كل هذه العدد من القوائم، ولانحازت هي وجمهورها لصالح اليسار.
ضمانات لحماية التجربة
لا ينبغي لليسار وقواه الفاعلة أـن تخشى من "تشوّهات الواقع القائم " ولا من تعقيداته، هويتها الفكرية والطبقية تساعدها على التصدي للأسئلة الصعبة والمعقدة، ثم اجتراح برنامج جامع وخلاّق لعموم الحركة الوطنية ويستجيب لهذه المرحلة، لكن مشكلة اليسار كانت وما زالت في جوهرها بنيوية وتنظيمية قبل ان تكون سياسية وبرنامجية، ولحماية أية تجربة مقبلة يمكن أن تقترن اية مساع جديدة لإعادة توحيد اليسار بجملة من الضمانات التي تحمي التجربة، فتكسبها مادة لاصقة كالاسمنت تحميها وتحفظ وحدتها من الداخل، ومن خلال بناء تجربة مشتركة يحرص الجميع عليها من خلال الانخراط الفعلي في النضال الوطني والاجتماعي، ومن بين هذه الضمانات على سبيل المثال:
• وضع خطة عملية وأجندة زمنية لتوحيد المنظمات الجماهيرية الصديقة النسائية والعمالية والشبابية والمهنية.
• إيجاد مؤسسات أهلية مشتركة من بينها معهد مشترك للتثقيف وإعداد الكوادر.
• إيجاد منابر إعلامية وثقافية موحدة وتشمل نشرات مطبوعة مواقع إعلامية اليكترونية وإذاعة وتلفزيون.
• تسييج هذه التجربة بمجالس موسعة من كوادر هذه القوى وأصدقائها على مستوى القطاعات والمناطق وتشمل تجمعات الشعب الفلسطينية كافة، وعدم إبقاء هذه التجربة رهنا بقرارات القيادة.
• وضع خطط عملية لأنشطة وفعاليات نضالية وميدانية مشتركة.
• اعتماد أنظمة ديمقراطية مثل المداورة والتناوب في تولي المناصب والمسؤوليات.
• إصدار تعميمات وقرارات صارمة بإعطاء الأولوية للقوائم اليسارية الموحدة في أية انتخابات محلية أو نقابية مقبلة.
*كاتب وصحفي يساري مستقل حاليا، وعضو المجلس الوطني الفلسطيني
**من مساهمة لمجلة الهدف بمناسبة الذكرى الرابعة والخمسين لانطلاقة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسار الفلسطيني وتحديات المرحلة المقبلة ( 1 من 2)
- إسرائيل تتصرف بمنطق العصابة لا الدولة
- أضرار اللقاء أكثر من فوائده
- عام جديد مفتوح على تطورات مهمة للقضية الفلسطينية
- الأزمات الذاتية تمنع الاستفادة من التضحيات الفلسطينية الهائل ...
- ما الذي تخشاه إسرائيل من الاتفاق النووي مع إيران
- لمن تقدم اوراق اعتمادك يا منصور؟
- برقة ليست وحدها!
- السيد المسيح ولد في فلسطين
- دور المستوطنين يتكامل مع مشاريع حكومتهم للضم والتهويد
- إسرائيل والقدرة على تنفيذ عدوان منفرد ضد إيران (2)
- قدرة إسرائيل على شنّ عدوان منفرد على إيران (1)
- مؤتمر -فلسطين المسيحية- ورسالة البطاركة
- قرار مهم لرفع الظلم عن فلسطينيي لبنان
- عن ترشيد المقاومة والعمليت التي ينفذها الأطفال
- العجز يقود للتكيّف مع مخططات الاحتلال
- عن علاقات حماس الخارجية: بريطانيا والصين
- حماس والانفتاح على الصين
- لمناسبة رحيل القائدة آمنة الريماوي
- محاولات إخراج غزة من معادلة الصراع


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نهاد ابو غوش - اليسار الفلسطيني وتحديات المرحلة المقبلة ( 2 من 2)