أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نهاد ابو غوش - الأزمات الذاتية تمنع الاستفادة من التضحيات الفلسطينية الهائلة














المزيد.....

الأزمات الذاتية تمنع الاستفادة من التضحيات الفلسطينية الهائلة


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 7121 - 2021 / 12 / 29 - 11:39
المحور: القضية الفلسطينية
    


يطوي الفلسطينيون عاما جديدا من أعوام نكبتهم المستمرة ومعاناتهم المتواصلة فصولا، وفي نفس الوقت يطوون عاما من تاريخ نضالهم المستمر والمرير ضد الاحتلال الكولونيالي الاستيطاني الطويل. ولعل أهم ما ميّز هذا العام الفلسطيني من الناحية السياسية والنضالية هو الاستعداد غير المحدود للتضحية التي يبديها الشعب، مقابل أزمة وترهل أوضاع البنى السياسية والتنظيمية للحركة الوطنية الفلسطينية، ما يمنع الاستفادة من هذه التضحيات الهائلة على نحو يوظفها في إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني أو تقليصها على الأقل، وقد تميز العام المنقضي بتطورات سياسية دولية وإقليمية ذات تاثيرات مباشرة ولصيقة على الفلسطينيين، أهمها نهاية عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو وتشكيل حكومة التغيير برئاسة نفتالي بينيت ويائير لابيد، ونهاية مرحلة الرئيس الجمهوري الأكثر تاييدا لإسرائيل دونالد ترامب ونهاية ( رسميا على الأقل) رؤيته للتسوية المعروفة بصفقة القرن، ثم اندلاع المواجهات الشاملة بين الشعب الفلسطيني والاحتلال على امتداد شهري نيسان وايار الماضيين والتي توجت باحداث الشيخ جراح والقدس والحرب الإسرائيلية الرابعة على قطاع غزة المعروفة بسيف القدس، لكن كل هذه التطورات لم يجر الاستفادة منها وتوظيفها بشكل أمثل بسبب الانقسام وأزمة البنى التنظيمية والقيادية الفلسطينية، بل على العكس يمكن القول أن إسرائيل التي ارتبكت وفوجئت وأدينت خلال المواجهات هي التي تمكنت من التقاط أنفسها واستعادة زمام المبادرة وشن هجوم مضاد لتنفيذ مخطط الضم الاستيطاني والتهويد، بينما أوضاع الفلسطينيين الداخلية هي التي تفاقمت وازدادت تأزما سواء على صعيد الوضع الداخلي والعلاقات بين الفصائل والعلاقة بين السلطتين، أو على صعيد خطط وبرامج مواجهة الاحتلال.
أهم ما تفتقده الحركة الوطنية الفلسطينية الآن هو وحدتها واتفاقها على برنامج عمل نضالي مشترك يقوم على القواسم السياسية المشتركة، فأبرز قوانين حركات التحرر الوطني عبر التاريخ هو قانون تغليب التناقض الرئيسي، اي التناقض والصراع مع الاستعمار أو الاحتلال، على كل ما عداه من تناقضات وخلافات ثانوية بين قوى الشعب الخاضع للاستعمار. هذا القانون جرى اختراقه في فلسطين مرارا وتكرارا ما أدى تقديم الصراعات الداخلية على الصراع مع الاحتلال وهذا يساهم في تبديد الطاقات وبعثرة الانجازات. الآن كل فصيل يمتلك برنامجه الخاص به واستراتيجيته الخاصة، وأشكال النضال من مقاومة وعمل سياسي ودبلوماسي تتنافر مع بعضها البعض بدل أن تتكامل وتتضافر لتشكل تيارا قويا ومؤثرا ، للوصول إلى صيغة كهذه لا بد من إشراك قوى اجتماعية وسياسية وحراكات جماهيرية ناشئة وممثلي الجيل الجديد بدل مواصلة المراوحة في الحوارات الثنائية التي تسعى لتقاسم السلطة بدل إنهاء الانقسام، كما لا بد من تقديم تنازلات متبادلة وخاصة من قبل الفصيلين الكبيرين فتح وحماس، والالتقاء في نقطة متوسطة بينهما، إذ يستحيل على أي طرف أن يرغم الطرف الآخر على التراجع التام والانتقال إلى مواقع الطرف الأول وتبني مواقفه، هذا لا يمكن أن يحصل إلا وفق منطق الإقصاء والاستبعاد وهو امر مستحيل في الحالة الفلسطينية.
حتى الآن معظم ما نشهده من عمليات فدائية ونضالية وحراكات جماهيرية موسعة تأتي كردود فعل على ممارسات الاحتلال وجرائمه وانتهاكاته، وهي ردود فعل ذات طبيعة عفوية وغالبا فردية أو انها موقعية ومحلية ( مثل قرى بيتا وبرقة وبيت دجن) دفاعا عن الذات والوجود، واحيانا دفاعا عن البيت والأرض والنفس والأبناء، اي أن هذه الحراكات ليست ضمن خطة موحدة تقودها الحركة الوطنية ولا ضمن نسق منظم ومخطط، صحيح أن هناك قدرا من التنظيم الذاتي في القرى والبلدات المستهدفة، والفصائل تشارك اينما وجدت، وأحيانا نشهد عمليات فدائية فردية مخططة ومنظمة من أقبال أفراد، ولكن السمة العامة لهذه العمليات هي ردات الفعل، وسمة التحركات الجماهيرية هي الموسمية والتقطع، غياب القيادة الوطنية الموحدة والانقسام واضطراب خيارات السلطة والفصائل، وغلبة الحسابات الفئوية والحزبية، وعقلية الاستثمار والتجيير السياسي لكل تحرك، على الحسابات الوطنية العامة، كلها عوامل إضعاف للحراكات الشعبية. ويمكن لنا تلخيص هذا الوضع بأن الظروف الموضوعية مهيأة تماما لمواجهة شاملة على طريقة الانتفاضة، لكن الظروف الذاتية المتصلة بالتنظيم واستعدادات الفصائل غير جاهزة ولا مواتية، ويستحيل أن ترتقي التحركات الجارية إلى هبّة أو انتفاضة عامة وعصيان وطني ما لم تقترن بوحدة وطنية شاملة ونضج الظروف الذاتية مع الموضوعية.
دائما التطورات السياسية والميدانية تحمل فرصا وتحديات جديدة، شهدنا في العام 2021 ، وتحديدا في شهري نيسان وأيار تطورات نوعية لم يسبق لها مثيل وبعضها لم يشهده تاريخ الصراع منذ النكبة الكبرى عام 1948 مثل وحدة جميع تجمعات الشعب الفلسطيني في الداخل والضفة بما فيها القدس وغزة والشتات والمهجر، وخروج ملايين الفلسطينيين إلى الشوارع تضامنا مع القدس والأقصى والشيخ جراح وغزة، ولعل أبرز ما أقلق المؤسسة الصهيونية الحاكمة ضمن هذه التحركات هو خروج الفلسطينيين من مواطني المناطق المحتلة عام 1948 للتضامن مع ابناء شعبهم وإثباتهم أنهم فلسطينيون ما أكد فشل جميع برامج وخطط الأسرلة التي اعتمدت على مدى عقود لفصم هذه الفئة من الفلسطينيين عن باقي شعبهم. هذه التطورات مرتبطة بحدة الهجوم الاستعماري الاستيطاني وهو هجوم مستمر وسافر ومعلن يستهدف أبسط مقومات الوجود الفلسطينية وتحديدا الأرض والقدس والمقدسات، وبالتالي فإن استشراء الهجمة الاحتلالية سوف تستدرج بالضرورة ردات فعل فلسطينية، لكن ذلك يبقى ضمن نطاق العفوي، وفي حالة ارتقاء أوضاع المؤسسات والفصائل الفلسطينية يمكن اعتماد سياسات ناضجة وناجعة لمواجهة هذا الهجوم الضاري لكن ذلك بحاجة لإرادة سياسية من قبل القيادات.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما الذي تخشاه إسرائيل من الاتفاق النووي مع إيران
- لمن تقدم اوراق اعتمادك يا منصور؟
- برقة ليست وحدها!
- السيد المسيح ولد في فلسطين
- دور المستوطنين يتكامل مع مشاريع حكومتهم للضم والتهويد
- إسرائيل والقدرة على تنفيذ عدوان منفرد ضد إيران (2)
- قدرة إسرائيل على شنّ عدوان منفرد على إيران (1)
- مؤتمر -فلسطين المسيحية- ورسالة البطاركة
- قرار مهم لرفع الظلم عن فلسطينيي لبنان
- عن ترشيد المقاومة والعمليت التي ينفذها الأطفال
- العجز يقود للتكيّف مع مخططات الاحتلال
- عن علاقات حماس الخارجية: بريطانيا والصين
- حماس والانفتاح على الصين
- لمناسبة رحيل القائدة آمنة الريماوي
- محاولات إخراج غزة من معادلة الصراع
- آفاق تجدد المواجهات الفلسطينية الإسرائيلية
- مبادرات الاسرى والقائد عبد الناصر عيسى
- فقيد فلسطين سماح إدريس
- حنين بريطانيا لماضيها الاستعماري
- إسرائيل: مناورات دائمة وتهديدات لا تنتهي (3)


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نهاد ابو غوش - الأزمات الذاتية تمنع الاستفادة من التضحيات الفلسطينية الهائلة