أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نهاد ابو غوش - قرار مهم لرفع الظلم عن فلسطينيي لبنان















المزيد.....

قرار مهم لرفع الظلم عن فلسطينيي لبنان


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 7104 - 2021 / 12 / 12 - 12:45
المحور: حقوق الانسان
    


يمثل قرار وزير العمل اللبناني مصطفى بيرم خطوة مهمة على طريق رفع الظلم عن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، الذين يتعرضون منذ سنوات طويلة لأبشع أنواع التمييز من قبل مؤسسات الدولة اللبنانية، وحتى من قبل جماعات مؤثرة ونافذة في هذا البلد الشقيق، فتحرمهم من العمل في نحو 70 مهنة، ومن جملة واسعة من الحقوق الإنسانية الطبيعية بما في ذلك الاستفادة من المؤسسات الرسمية في مجالات التعليم والصحة والخدمات الإنسانية الرئيسية، وتفرض عليهم قيودا مشددة تطال ظروف حياتهم في المخيمات البائسة، وتحد من حريتهم في الحركة وحقهم في التواصل الطبيعي مع أفراد أسرهم وابناء شعبهم خارج لبنان.
قرار الوزير تمثل في إلغاء بعض القيود التي كانت تحرم العمالة غير اللبنانية، من العمل في عدد من المهن بينها الطب والهندسة والمحاماة، وشمل هذا القرار الفلسطينيين حتى أولئك الذين يعيشون هم وأهلهم في هذا البلد منذ النكبة، والمفارقة المثيرة للأسى أن هذه القرارات التمييزية كانت تتم بذريعة رفض التوطين، والحرص على التمسك بحق العودة.
واللافت أن الوزير بيرم المحسوب على كتلة حزب الله، اتخذ هذا القرار بموجب صلاحياته، وكان الأمر على درجة من السهولة، فلم يضطر إلى أخذ موافقة الحكومة ورئيسها، أو توفير توافق سياسي لبناني على هذه المسألة التي ظلت لعقود مصدر ألم ومرارة للفلسطينيين، الذين يسمعون من أشقائهم اللبنانيين عبارات المديح والتغزل بفلسطين وقضيتها وبطولة أبنائها ، ولكن كل هذا الغزل لا يسري على فلسطينيي لبنان الذين يعيشون تحت وطأة ظروف تمييزية قاسية.
آلاف المناشدات أطلقها الفلسطينيون ومؤسساتهم في لبنان، ومئات الاجتماعات عقدت ممثلي الدولة اللبنانية من أجل رفع التمييز غير الإنساني ضدهم، ولكن لا حياة لمن تنادي، وظل الفلسطينيون، وتحديدا منذ العام 1982 محرومين من أبسط الحقوق الإنسانية، بما في ذلك حقهم في إعمار المخيمات التي دمرت وأخرجوا منها. كما حرمتهم هذه الإجراءات التمييزية من إدخال اية مواد بناء مهما كانت بسيطة لإعمار وترميم منازلهم في المخيمات، حيث تفرض قيود مشدد على مداخلها، ويخضع كل من يدخلها لتفتيش دقيق لمنع إدخال أي مادة تتصل بأعمال البناء، كما أن السلطات اللبنانية تحيط المخيمات بجدران وأسيجة تمنع دخولها إلا من البوابات الخاضعة للتفتيش كما تمنع التواصل بينها وبين التجمعات اللبنانية المحيطة.
تفاقمت أحوال اللاجئين الفلسطينيين وازدادت سوءا في ظل الحالة السياسية المأزومة في لبنان، إلى درجة بات فيها بعض السياسيين اللبنانيين من مختلف الأطراف يلقون باللوم على اللاجئين الفلسطينيين ويحملونهم مسؤولية المشكلات والأزمات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية والسياسية، التي يواجهها لبنان منذ عقود بسبب أداء طبقته السياسية، ووصل الأمر بالبعض إلى درجة شيطنة الفلسطينيين بمجموعهم، ورمز وجودهم "المخيم" وظل الفلسطينيون أشبه بكبش فداء لأزمات هذا البلد التي لا تنتهي رغم تعاقب الحكومات والحقب، ولعل الجميع يذكر القرار الإشكالي الذي اتخذه وزير العمل الأسبق، كميل أبو سليمان، المحسوب على حزب القوات اللبنانية، بإضافة تعقيدات وشروط إضافية على عمل الفلسطينيين واشتراط حصولهم على تصاريح لممارسة اي عمل مثلهم مثل اي فئة من العمالة الأجنبية، ودون مراعاة خصوصصية وجود هؤلاء الفلسطينيين على أرض لبنان منذ اكثر من سبعين عاما.
ساهمت مجموعة القيود والعقبات التمييزية، وممارسات الدولة اللبنانية في التراجع المطّرد لأعداد الفلسطينيين في لبنان من حوالي نصف مليون فلسطيني في مطلع الثمانينات، حين كانت منظمة التحرير الفلسطينية في أوج قوتها وتمتلك مؤسسات اجتماعية وخدمية واقتصادية تشغل الفلسطينيين واللبنانيين، إلى أقل من 175 ألفا بحسب الإحصاء الذي نشرت نتائجه في العام 2017، وجاء هذا الإحصاء بعد موجات الهجرة المتلاحقة التي دفعت بعشرات آلاف فلسطينيي سوريا ولبنان إلى ركوب البحر وقوارب الموت وطرق المخاطر للهروب من هذا القهر التمييزي، واللجوء إلى اي بلد يحترم الحد الأدنى من إنسانيتهم. وقد تعاونت في إنجاز الإحصاء في حينه كل من إدارة الإحصاء اللبناني مع الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، ولجنة الحوار الفلسطيني اللبناني التي قال رئيسها حسن منيمنة أن نتائج هذا الإحصاء تتيح إمكانية كسر المحرمات السائدة، كما أكد ممثلو اللاجئين والمحللين المنصفين من اللبنانيين أن هذه النتائج تسحب الذرائع من دعاة التمييز ضد الفلسطينيين.
التعامل مع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان خضع غالبا لمعايير وزوايا نظر طائفية من قبل الأطراف اللبنانية التي تدعي خشيتها من أن توطين الفلسطينيين في لبنان سوف يخلّ بمعادلات التوازن الطائفي الحساسة، ولا بد من الإشارة إلى أن هذه الحساسية لم تبرز عند تجنيس أغنياء الفلسطينيين بعيد النكبة، ولا عند تجنيس اللاجئين من الفلسطينيين الموارنة، ولا اللاجئين الشيعة المنحدرين من القرى السبع في فلسطين، أي قرى هونين والمالكية وقدس وإبل القمح وتربيخا وصلحا والنبي يوشع.
في لبنان كثير من السياسيين والمثقفين الذين أنصفوا الفلسطينيين وانحازوا لمنطق الأخوّة والعدالة والإنصاف ونذكر منهم على سبيل المثال الكاتب الكبير طلال سلمان الذي عدد في مقالة شهيرة، وبالتفصيل مآثر الفلسطينيين وفضلهم على لبنان الحديث، ومن هؤلاء ايضا الفنان اللبناني الراحل ملحم بركات الذي أرجع الفضل في تطور الأغنية والفن اللبنانيين إلى الفلسطينيين، ولا ننسى بالطبع المثقف والمناضل والأديب اللبناني الراحل سماح إدريس الذي خسرته فلسطين قبل أيام قليلة.
يبقى أن قرار الوزير بيرم هو خطوة على طريق إلغاء كل أشكال التمييز سواء في القوانين أو المعاملة، ويعلم جميع اللبنانيين أن الفلسطيني لن يبدل وطنه بكل مغريات الدنيا، لكن التمسك بحق العودة لا يتناقض، بل يتطلب اولا وقبل كل شيء احترام إنسانية الفلسطينيين. كما أن المطلوب من الجهات الرسمية الفلسطينية مواصلة العمل مع الأطراف المختلفة لرفع كل أشكال التمييز عمن احتضنوا الثورة في احلك الظروف، وبات لديهم شعور واسع بالتهميش والإهمال وأنهم تركوا ليواجهوا مصيرهم وحدهم.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن ترشيد المقاومة والعمليت التي ينفذها الأطفال
- العجز يقود للتكيّف مع مخططات الاحتلال
- عن علاقات حماس الخارجية: بريطانيا والصين
- حماس والانفتاح على الصين
- لمناسبة رحيل القائدة آمنة الريماوي
- محاولات إخراج غزة من معادلة الصراع
- آفاق تجدد المواجهات الفلسطينية الإسرائيلية
- مبادرات الاسرى والقائد عبد الناصر عيسى
- فقيد فلسطين سماح إدريس
- حنين بريطانيا لماضيها الاستعماري
- إسرائيل: مناورات دائمة وتهديدات لا تنتهي (3)
- إسرائيل: مناورات دائمة وتهديدات لا تنتهي (2)
- إسرائيل: مناورات دائمة وتهديدات لا تنتهي (1)
- هل نقترب أم نبتعد من إنجاز الاستقلال؟
- عرفات الرمز: كل شيء مكرّس من أجل فلسطين
- وعود كلامية للفلسطينيين وانحياز عملي لإسرائيل
- تنمية التحرر وتعزيز الصمود في فلسطين
- المجتمع المدني الفلسطيني والانقسام
- إسرائيل وإدارة الجريمة في الداخل
- الحركة الوطنية الأسيرة (2)


المزيد.....




- كنعاني: الراي العام العالمي عازم على وقف جرائم الحرب في غزة ...
- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...
- الأمم المتحدة: الطريق البري لإيصال المساعدات لغزة ضرورة
- الداخلية التركية تعلن اعتقال 23 مشتبها بانتمائهم لـ-داعش- بع ...
- تقرير كولونا... هل تستعيد الأونروا ثقة الجهات المانحة؟
- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...
- الكويت ترحب بنتائج تقرير أداء الأونروا في دعم جهود الإغاثة ل ...
- كيان الاحتلال يستعد لسيناريو صدور مذكرات اعتقال بحق قادته
- سويسرا تؤجّل اتّخاذ قرار حول تمويل الأونروا


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نهاد ابو غوش - قرار مهم لرفع الظلم عن فلسطينيي لبنان