أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نهاد ابو غوش - محاولات إخراج غزة من معادلة الصراع














المزيد.....

محاولات إخراج غزة من معادلة الصراع


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 7093 - 2021 / 12 / 1 - 17:22
المحور: القضية الفلسطينية
    


من الطبيعي أن تلقي المواجهات الجارية في الضفة على أوضاع الشعب والمقاومة في قطاع غزة، من المؤكد أن غزة كانت وسوف تبقى جزءا لا يتجزأ من معادلة الصراع والمواجهة مع إسرائيل، وهذا تأكد في عديد المحطات المفصلية وخاصة خلال مواجهات شهر أيار الماضي ومعركة سيف القدس وقبلها في الانتفاضتين الكبريين، صحيح أن لكل موقع فلسطيني الأشكال التي تناسبه للمقاومة والنضال، ولكن في نهاية المطاف يوجد تضافر وتكامل بين اشكال المقاومة بما في ذلك ما يجري في المناطق المحتلة عام 1948 ودور الجاليات الفلسطينية في مخيمات اللجوء وبلدان المهجر والشتات، وهو دور برز بشكل واضح ومؤثر خلال مواجهات أيار الماضي، كما أنه يساهم في استقطاب دعم ومناصرة قوى سياسية واجتماعية مؤثرة في بلادها.
الاحتلال يواصل محاولاته لعزل غزة وإخراجها من معادلة الصراع بكل ما تمثله غزة من ثقل سكاني (مليوني نسمة) وقضية لاجئين (حيث أن 70 % من سكان غزة لاجئون)، ومقاومة ( التي باتت عنصرا مسلما بأهميته رغم كل حملات التشكيك في جدواها منذ اتفاق أوسلو)، كما أن الاحتلال يسعى لابتزاز غزة ومقاومتها باشتراط تهدئة شاملة في غزة والضفة مقابل تخفيف الحصار والسماح بإعادة الإعمار. المهم أن غزة سوف تبقى مرشحة لمزيد من التصعيد لأن اتفاق التهدئة هش ولم يكن جزءا من تسوية سياسية فضلا عهن أن العوامل السياسية الداخلية الإسرائيلية والمزاودات بين قوى اليمين المتطرف تجعل من غزة هدفا سهلا للتصعيد أقل كلفة من التصعيد على الجبهة الشمالية مع المقاومة اللبنانية وحزب الله. الآن الهجمة على غزة يمكن أن تشتد مع الاتجاه الاسرائيلي الغربي لشيطنة حماس ووصمها بالإرهاب، وهذا المنحى يستمد تشجيعا ودعما، وتواطؤا أو صمتا في الحد الأدنى، من استمرار بعض الأنظمة العربية في الهرولة نحو التطبيع والانفضاض عن القضية الفلسطينية. أهم ما ينبغي التأكيد عليه هنا هو أن مشروعية حماس ومشروعية المقاومة تستمد من الشعب الفلسطيني قبل أي مصدر آخر، وبالتالي التسريع في إنجاز المصالحة وانخراط حماس والجهاد في المؤسسات الوطنية الفلسطينية الموحدة سوف يشكل أفضل حماية لشعبنا أولا ثم لحركة حماس وباقي فصائل المقاومة بما في ذلك الجبهة الشعبية المستهدفة هي الأخرى بمحاولات وصمها بالإرهاب.

المواجهات والسلطة الفلسطينية
السلطة الفلسطينية، ومعها حركة فتح وعموم الحركة الوطنية الفلسطينية، بكل أطرافها ومكوناتها ومؤسساتها القيادية والمتخصصة، في أزمة عميقة ومستحكمة بسبب المآل الذي انتهى إليه اتفاق أوسلو، وثبوت أن هذه الطريق من المفاوضات الثنائية بالرعاية الأميركية الأحادية والقيود والشروط المجحفة لن تقود إلى دولة، بالإضافة إلى المشكلات الداخلية التي تعاني منها أطر الحركة الوطنية من جمود وتكلس وهيمنة وفساد، وغياب الحياة الديمقراطية ومبادىء المحاسبة والمساءلة، لكل ذلك وصلت مؤسسات النظام السياسي الفلسطيني إلى حالة بائسة من الضعف والعزلة عن الجماهير وضعف ثقة الناس فيها وفي خطابها وهو ما ثبت وتأكد وتكرس عمليا بعد إلغاء الانتخابات التشريعية، وحملات قمع المعارضين التي تلت ذلك.
إسرائيل تمارس سياسة تبدو في الظاهر متناقضة تجاه السلطة فهي تضيّق عليها وتصادر أموال المقاصة وتستبيح المناطق المصنفة (أ) وتعمد إلى إحراج السلطة وقادتها ورموزها أمام شعبها، وفي نفس الوقت تقدم مبادرات لتحسين الحياة الاقتصادية وتطلب من دول العالم دعم السلطة، هذا التناقض يمكن تفسيره إذا علمنا أن إسرائيل تريد أن تختزل دور السلطة في وظيفتين فقط هما حماية أمن إسرائيل، وتخفيف عبء التعامل مع خمسة ملايين فلسطيني وشؤونهم الحياتية وخدماتهم عن إسرائيل، ولذلك هي لا تريد انهيار السلطة بل تريدها ضعيفة ومعتمدة على إسرائيل، ولا تريدها قوية بحيث تستطيع اتخاذ قرارات وطنية لا ترضى عنها إسرائيل من قبل اتخاذ قرارات بوقف التنسيق الأمني، واتخاذ خطوات جدية للانفكاك عن الاقتصاد الإسرائيلي أو التحرر من قيود اتفاقيات أوسلو وبروتوكول باريس الاقتصادي، أو التوجه لرفع دعاوى أمام المحكمة الجنائية الدولية، لذلك ليس أمام المؤسسة الفلسطينية سوى العودة لقرارات المجلس الوطني الفلسطيني بدورته 23 التي عقدت في شهري نيسان وأيار 2018 والتي تنص على استعادة الوحدة الوطنية وإعادة تعريف العلاقة بين الشعب الفلسطيني والاحتلال باعتبارها علاقة صراع ونضال من أجل الحرية والاستقلال، وإعادة صياغة دور السلطة ووظائفها لتقتصر على تأمين صمود الناس وأداء الوظائف الخدمية، بينما مهمة قيادة النضال السياسي والجماهيري هي من اختصاص منظمة التحرير وفصائلها والتشكيلات الموحدة المطلوبة وخاصة القيادة الوطنية الموحدة.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آفاق تجدد المواجهات الفلسطينية الإسرائيلية
- مبادرات الاسرى والقائد عبد الناصر عيسى
- فقيد فلسطين سماح إدريس
- حنين بريطانيا لماضيها الاستعماري
- إسرائيل: مناورات دائمة وتهديدات لا تنتهي (3)
- إسرائيل: مناورات دائمة وتهديدات لا تنتهي (2)
- إسرائيل: مناورات دائمة وتهديدات لا تنتهي (1)
- هل نقترب أم نبتعد من إنجاز الاستقلال؟
- عرفات الرمز: كل شيء مكرّس من أجل فلسطين
- وعود كلامية للفلسطينيين وانحياز عملي لإسرائيل
- تنمية التحرر وتعزيز الصمود في فلسطين
- المجتمع المدني الفلسطيني والانقسام
- إسرائيل وإدارة الجريمة في الداخل
- الحركة الوطنية الأسيرة (2)
- الحركة الوطنية الأسيرة (1)
- وعد بلفور الاستعماري في الذكرى 104
- الدولة المارقة
- المصالحة وإنهاء الانقسام أولا
- الأبارتهايد كحل للمعضلة الديمغرافية
- وداعا للفلسطيني الجميل سعيد عياد


المزيد.....




- زعيم المعارضة الإسرائيلية لـCNN: لا يمكننا تحمل -إيران نووية ...
- المغرب: -خيوط الأمل-.. ورشة نسائية في قرية سيدي الرباط تنسج ...
- نزوح جماعي من طهران بعد تهديدات وزير الدفاع الإسرائيلي
- إسرائيل إستهدفت منشآت إيرانية حيوية: ما هي وما أهميتها؟
- ألمانيا.. الحكم على طبيب سوري بالمؤبد بتهمة جرائم ضد الإنسان ...
- من فولفسبورغ إلى ساو باولوـ شبح الانتهاكات يلاحق فولكسفاغن
- آثار الدمار في حيفا عقب هجوم صاروخي إيراني ومقتل 3 أشخاص بعد ...
- زاخاروفا: الجانب الأمريكي ألغى محادثات مع روسيا بخصوص -إزالة ...
- وزير الدفاع الباكستاني: إسرائيل -دولة مارقة- وقدراتها النووي ...
- -غرينلاند ليست للبيع-.. ماكرون يزور أكبر جزيرة في العالم


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نهاد ابو غوش - محاولات إخراج غزة من معادلة الصراع