أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - نهاد ابو غوش - وداعا للفلسطيني الجميل سعيد عياد














المزيد.....

وداعا للفلسطيني الجميل سعيد عياد


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 7058 - 2021 / 10 / 26 - 14:00
المحور: الصحافة والاعلام
    


وداعا للفلسطيني الجميل سعيد عياد
نهاد أبو غوش*
فجعنا جميعا بالرحيل الصادم للإعلامي والمثقف والأكاديمي الفلسطيني البارز الدكتور سعيد عياد، رئيس دائرة اللغة العربية والإعلام في جامعة بيت لحم، والعضو السابق في مجلس نقابة الصحفيين (2000-2012)، ومراسل ومدير مكتب تلفزيون فلسطين في بيت لحم.
فالأسرة الإعلامية والصحفية افتقدت زميلا مميزا على مستوى أدائه المهني الرفيع، ونقابيا متفانيا في خدمة الصحفيين والسهر على الارتقاء بشون المهنة. والمجتمع الأكاديمي افتقد قامة عالية ذات حضور آسر في قاعات المحاضرات، كما في علاقة الجامعة بالوطن والمجتمع وفي مجمل النشاطات التي تنتقل بالشأن الأكاديمي إلى المجتمع ورحاب الوطن الفسيحة. والمثقفون خسروا أديبا مرهفا، مفرط الحساسية تجاه عذابات المهمشين. والجميع ودّعوا شخصية وطنية، ورمزا من رموز التنوير والوحدة الوطنية، كان دائما مسكونا بفلسطين وشعبها، مهجوسا بضبط المصطلحات وتدقيقها بما يخدم قضيتنا الوطنية.
عمل سعيد عياد في هذه الحقول المشار لها آنفا كافة، وصعد سلم التميز والإبداع درجة درجة، لم يولد وفي فمه ملعقة من ذهب، ولم يكن في عباءة أي من "الأبوات" لكي يحظى بدعمه وإسناده، بل شق لنفسه طريقا للنجاح بجهده وتعبه وكده ومثابرته، فعمل منذ شبابه المبكر في الصحف اليومية قبل قيام السلطة بسنوات طويلة، وحين كان العمل الصحفي شكلا من اشكال الخدمة الوطنية في المعركة الوطنية الكبرى لتكريس الهوية الوطنية وتثبيت الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثر شرعيا وحيدا للشعب الفلسطيني مهما كلف ذلك من تضحيات.
انفجرت ينابيع العطاء الكامنة في سعيد دفعة واحدة في أواخر سني حياته القصيرة زمنا والعريضة إبداعا، فراح يعطي بلا حدود، كأنه أحسّ بدنوّ أجله فأراد التسريع بما يمكن تقديمه، كان يكفي للقب واحد من الألقاب التي حظي بها أن يضمن لنفسه الاحترام الوافر في مجتمع يهتم كثيرا بالألقاب، لكنه تحدى نفسه، فطرق حقولا كثيرة، وانتزع لنفسه مكانة مرموقة فيها جميعا.
تميز سعيد عياد بأنه مثل في شخصه وأخلاقه مدينة "بيت لحم" مهد السيد المسيح، ولك يكن احد يعرف إذا كان هذا الصحفي والمراسل "سعيد إبراهيم عياد" مسلما أم مسيحيا، اسمه لا يدل على هوية دينية أو طائفية، علاوة على ذلك ثمة عائلات مسيحية وأخرى مسلمة ينتهي اسمها باللقب "عياد"، أما الأهم فهو كون سعيد ملما بكل تفاصيل الديانتين خلال مراسم الاحتفال باعيادهما وقيامه بنقل أدق تفاصيل ليلة الميلاد وقداس منتصف الليل واحتفالات جميع الطوائف المسيحية التي تنطلق في العادة من كنيسة المهد في بيت لحم، زد على ذلك أن سعيد كان من ابرز رموز التنوير والانفتاح والتسامح، لكنه كان من دون شك وطنيا فلسطينيا بامتياز،منفتحا على الأفق العربي والإنساني الواسع وهو الذي أكمل دراساته العليا في دولة المغرب الشقيقة.
جاء سعيد إلى هذه الحقول المعرفية والإبداعية، من بوابة العمل الوطني: أي من السياسة، والكل يعرف أن السياسة فيها من التكتيك والدهاء ما فيها، لكن صاحبنا كان مختلفا، وفي التجربة التي عشناها معا في مجلس نقابة الصحفيين، شكّل بالنسبة لنا جميعا ولعموم الصحفيين مسطرة أخلاقية، وبوصلة لما يجوز وما لا يجوز وفق معايير أخلاقية ومهنية صارمة، لم يكن ليجامل أو يساوم في الحق أبدا.
إذا اقتربت من سعيد، تكتشف كم هو نبيل وجميل، ترى طفلا كبيرا في داخله، يفرح لأبسط الأشياء، مدفوعا بلذة الاكتشاف. انظروا إلى فرحته الغامرة وهو يزور حيفا ويافا قبل أسابيع من رحيله، لاحظوا تورّد وجنتيه حين يمتدحه أحدهم. كان فخورا ببناته وعائلته، فخورا بفلسطينه، ببيتلحم حيث نشأ في كنف التسامح والوحدة الوطنية، وبمخيم الدهيشة حيث يرضع الناس البطولة والنضال، وب"راس أبو عمار" التي شكلت عنوانا للجذور والوطن والهوية.
الرحمة لفقيد فلسطين سعيد عياد، والعزاء في منجزاته وسيرته العطرة التي ستظل مصدر إلهام لأجيال من الفلسطينيين.
*عضو المجلس الوطني الفلسطيني وعضو سابق في مجلس نقابة الصحفيين



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسرائيل والدولة الفلسطينية: من الرفض إلى الأبارتهايد (2)
- إسرائيل والدولة الفلسطينية: من الإقرار الظاهري للرفض القاطع( ...
- هجمة إرهابية على المجتمع الفلسطيني
- القدس ومخططات دولة الاحتلال
- القدس بؤرة دائمة وملتهبة للصراع
- زمن الارتجال والخفّة
- 26 تشرين الأول: اليوم الوطني للمرأة الفلسطينية
- اسرائيل وجرائم الإبادة
- تداعيات قضية الأسرى الستة
- عباس الكردي والثورة والسلطة والأخلاق
- طوابير القهر ويوم العمل اللائق
- استحضار ماجد أبو شرار
- في يوم التراث: كوفية، حطة ، شماغ
- الدين والأخلاق
- لا دولة ولا دولتين... بل إسرائيل الكبرى
- عن الدولة الواحدة
- في الذكرى 40 لاستشهاد الحاج سامي وزوجته مها أبو غوش
- بينيت لا يرى الفلسطينيين
- في ذكرى نعيم الطوباسي: الوطني النقابي العرفاتي
- الحزب اليساري أداة للطبقة الاجتماعية وليس ملكا لمؤسسيه(4)


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - نهاد ابو غوش - وداعا للفلسطيني الجميل سعيد عياد