أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نهاد ابو غوش - في الذكرى 40 لاستشهاد الحاج سامي وزوجته مها أبو غوش














المزيد.....

في الذكرى 40 لاستشهاد الحاج سامي وزوجته مها أبو غوش


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 7035 - 2021 / 10 / 1 - 04:31
المحور: القضية الفلسطينية
    


نهاد أبو غوش
استمعنا واجمين، وكنا مجموعة من المعتقلين السياسيين الشباب في سجن المحطة، من خلال جهاز راديو مهرب، للخبر الذي بثته إذاعة مونت كارلو قبل أربعين عاما بالتمام، أي في الأول من تشرين الثاني / اوكتوبر 1981 عن استشهاد الحاج سامي أبو غوش وزوجته مها أبو غوش، خلال انفجار سيارتهما في منطقة الفاكهاني ببيروت.
شيء ما واقعي في داخلي كان يقول هذه نتيجة طبيعية لمن اختار هذا الدرب، وأصوات اخرى تقول :لا... لا شك انهم اخطأوا في التشخيص، فهذا موت مبكر جدا، وظالم إلى ابعد الحدود.
لم ألتق به في حياتي قطّ، العشرات وربما المئات سألوني عنه وعن علاقات القربى التي تجمعني به، وكان السؤال منطقيا وطبيعيا في ضوء الشبه في الملامح كما يقول العارفون، وانتمائي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، الفصيل الذي كان هو أحد قادته ومؤسسيه واستشهد حين كان سكرتيرا للجنتها المركزية، ليتبين لي لاحقا أننا أقارب، لكن النكبة ثم النكسة، والشتات، والهجرات، والمعارك والحروب، وتدمير عمواس وقرى اللطرون وتهجير أهلها، والتخفي، والاعتقالات، والعمل السري كلها عوامل تجعل من التواصل الطبيعي بين العائلات الفلسطينية والأقارب والمعارف أمرا نادرا وعسيرا.
أحسست بالفجيعة والخسارة الشخصية الفادحة حين ارتقى إلى أعلى عليين، فالأسئلة عنه زادتني شوقا لمعرفته، وكنت أظن قبل استشهاده أن لقاءنا حتمي ولكنه مؤجل، رحيله المؤلم لم يلغ الأسئلة، بل عززها وترك للزمن والمعارف والأصدقاء وخاصة رفاق دربه ومجايليه مثل هشام ابو غوش وسالم خلة ( أبو زياد) وتيسير الزبري، وجودت السويركي ومحمود خليفة ( أبو امجد) أن يجيبوا عليها، ويكملوا رسم الشخصية التي تشفّ عنها صورته شبه الوحيدة الني انتشرت: طيف ابتسامة خفيفة على طرف شفتيه، نظرات نافذة، ووسامة لا تخفى وبعض الغموض!
هي صورة المثقف الثوري الذي يترك كل شيء من متاع الحياة ويلتحق بالنضال، وصورة "المحترف الثوري" كما وصفها لينين لحزب البلاشفة، فلا ينال إلا ما هو ضروري للقيام بمهامه، لم تكن الثورة قد غرقت او أغرقت بعد بطوفان المال الخليجي والتفرغات والتجييش والامتيازات والمكاتب والمرافقين، بل كانت مهام الثوار والمناضلين سواء كانوا قادة أو عساكر، تمثل امتدادا لنفس حياة السجون والأحراش وقواعد التدريب، لبس "كاكي" أو شبه عسكري متشابه، ونمط حياة مزدحم بالمهام والمواعيد والمتابعات. كان النموذج السائد هو للمثقف الذي يغنيه اتساع عالمه الداخلي وسعة أفقه عن الحاجة لإحاطة نفسه بمظاهر الأبهة والبريستيج القيادي الفارغ المحتوى، لماذا أذكر ذلك؟ لأن كل من عرفوه كانوا يقارنون بين مسؤولياته الإدارية والمالية الجسيمة، الفائقة الأهمية والحساسية، التي كان يتولاها وبين مستوى حياته المتقشف والبسيط إلى أبعد الحدود، وبين ثقافة وذكاء صاحبنا الشهيد الحاج سامي وبين سلاسة وتلقائية وعفوية سلوكه الإنساني وتواضعه، وحيائه مع رفاقه والمقربين منه النابع من أخلاقه الثورية الراقية، وهو الذي كان بشهادة الجميع شديدا وقاسيا تجاه أعداء الشعب والثورة والإنسانية .
الشهيد الحاج سامي هون ويا للصدف، ابن الشهيد محمد ذياب ابو غوش الذي استشهد في العام 1945 ولم يكن سامي الصغير قد بلغ الثالثة من عمره عند استشهاد والده دفاعا عن أرضه، وهو زوج ورفيق درب الشهيدة مها حسن ابو غوش، رفيقته في الحياة والنضال والشهادة، ولم نكن نعرف عنها الكثير، لكن صورا نادرة انتشرت لها مؤخرا تكشف كم كانت مها منخرطة في النضال الشبابي والنسوي سواء في مرحلة وجود الثورة في الأردن، أو في لبنان، وقد رحلا بهذا الشكل التراجيدي بعد أن خلفا "لارا" التي كانت بالكاد في الثامنة من عمرها، لكنهما خلفا ايضا إرثا غنيا في مضامينه رغم قصره الزمني، ولعل أهمية هذا الإرث تزاداد الآن اكثر من اي وقت مضى ونحن نرى انقلاب المعايير وتبدل الأزمان واختلاط الزيف بالفهلوة.
ثورتنا الفلسطينية وحركتنا الوطنية لم تكن كما آلت إليه الأحوال الآن حيث يختلط تجار السياسة بالمناضلين، والثوريون بالفاسدين والمقاولين، والمثقفون الثوريون بالأدعياء وقيادات الصدفة والغفلة، فقد كانت ثورتنا عظيمة ومثلت ردا عظيما على النكبة، وشكلت ظاهرة يغلب عليه النبل والاستقامة والطهر الثوري، وغالبا ما تكون الأخلاق واختيارات الضمير، والانحياز إلى ما هو حق وعدل، هي ما يدفع الإنسان الثوري لاختيار طريقه بالاندغام بمصالح الشعب، وغدراك ان الخلاص الفردي يأتي من خلال الخلاص العام من الظلم والاضطهاد، أما ما علق بالثورة من فساد وخراب فيعود لعوامل عديدة خارجية وداخلية، أهمها غياب الرقابة والمحاسبة والمساءلة.
في الذكرى الأربعين لاستشهاد الحاج سامي وزوجته ورفيقة دربه مها أبو ابوغوش، ننحني إجلالا لذكراهما العطرة، وللقيم السامية والنبيلة والطاهرة التي مثلاها في حياتهما وفي موتهما وفي ذكراهما، للعزيزة لارا الفخر والاعتزاز على مدى الزمان، وللأهل والرفاق وكل من يذكر شهداءنا خالص المحبة.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بينيت لا يرى الفلسطينيين
- في ذكرى نعيم الطوباسي: الوطني النقابي العرفاتي
- الحزب اليساري أداة للطبقة الاجتماعية وليس ملكا لمؤسسيه(4)
- مجازر متنقلة بحماية حكومة إسرائيل وصمت عالمي
- مقايضة حقوقنا الوطنية بالاقتصاد
- عام على اتفاقيات ابراهام والتطبيع
- اليسار الفلسطيني والعربي وتعلقه بالماضي (3)
- مستقبل اليسار ووحدة قواه في فلسطين (2)
- مستقبل اليسار في فلسطين (1)
- هجمة إسرائيلية شاملة لتهويد القدس
- الأسرى الستة حفروا عميقا في وعينا
- صناعة الإحباط
- عالم يحكمه الجشع
- ضغوط إسرائيلية خشنة وناعمة لتهبيط سقف المقاومة
- الاستهداف الدائم لغزة ومقاومتها
- عن سبل إصلاح منظمة التحرير الفلسطينية وتفعيل دورها
- تحرر أسرى جلبوع يعزز خيار المقاومة (3)
- الأسرى في عيون إسرائيل: اتفاق أوسلو أهملهم (2)
- الأسرى الفلسطينيون في عيون إسرائيل: قتلة مخربون أم طلاب حرية ...
- التذبذب الحاد في مزاج الناس: من النقيض إلى النقيض


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نهاد ابو غوش - في الذكرى 40 لاستشهاد الحاج سامي وزوجته مها أبو غوش