أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نهاد ابو غوش - مجازر متنقلة بحماية حكومة إسرائيل وصمت عالمي














المزيد.....

مجازر متنقلة بحماية حكومة إسرائيل وصمت عالمي


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 7031 - 2021 / 9 / 27 - 02:44
المحور: القضية الفلسطينية
    


نهاد أبو غوش
فجر يوم الأحد 26 ايلول/ سبتمبر 2021 ارتكبت إسرائيل جريمة جديدة باغتيالها خمسة شبان فلسطينيين، اثنان في قرية برقين جنوب غرب جنين ( برقين قرية تاريخية فيها ثالث أقدم كنيسة في العالم) ، وثلاثة في مزرعة بين قريتي بدو وبيت عنان شمال غرب القدس، بين الشهداء فتى يدعى يوسف صبح في السادسة عشرة من عمره، قوات الاحتلال أتبعت جريمتها التي نفذتها وحدة من قواتها الخاصة تحمل اسما ناعما لطيفا هو دوفدوفان / الكرز لكنها لا تفعل شيئا سوى القتل والاغتيال ، باختطاف جثامين أربعة من الشهداء في سلوك بات مألوفا لدى هذا الجيش وحكومته التي تحتجز جثامين الشهداء لابتزاز عائلاتهم، أو لابتزاز الفلسطينيين بشكل عام وقيادتهم السياسية بشكل محدد مقابل أثمان وتنازلات سياسية.
التفسير الإسرائيلي بات أشبه بالأسطوانة المكررة المشروخة: هؤلاء كانوا في طريقهم لتنفيذ عمليات كبيرة جدا ضد إسرائيل في كل من القدس وتل ابيب، ردد هذه الحجة رئيس الوزراء نفتالي بينيت وأعادها من ورائه رئيس الأركان كوخافي ووزير الحرب بيني غانتس، وباتت رواية يتبناها الإعلام الإسرائيلي كله من دون ان يكلف نفسه عناء التدقيق ولا أن يجهد نفسه بفبركة رواية مقنعة، لا سيما ان هذه الرواية تسقط أمام أول فحص بسيط وهو تدقيق المعلومات حيث أن الشهداء ينتمون لفصيلين مختلفين هما حماس في منطقة القدس، وأحد الشهيدين من منطقة جنين ينتمي لحركة الجهاد الإسلامي ولا يعرف أي انتماء للشهيد الفتى يوسف، كما أن اثنين من شهداء القدس لم يكونا ضمن المطلوبين، وحظهما السيء فقط هو الذي قادهما للاجتماع مع صديقهما وابن بلدتهما (بدّو) في ذلك اليوم، ولا تقلق إسرائيل ابدا لتفسير كيف لجأت لخيار القتل والاغتيال فقط دون أن تعطي الضحايا فرصة لتسليم انفسهم وهم ثلاثة محاصرون من كل الجهات في مواجهة قوات مؤللة تضم مئات الجنود ومدعومة من طائرات مروحية وقناصة وطائرات مسيرة ومجنزرات مصفحة.
لا تكترث إسرائيل كثيرا بوجود من يصدقها أو لا يصدقها، طالما أنها تحظى بحماية دائمة ومطلقة من قبل الإدارة الأميركية بصرف النظر عمن يحكم في واشنطن، وهذه الحماية مشفوعة دائما بتفهم لمبررات إسرائيل وحاجتها المزعومة للدفاع عن نفسها، وصمت المجتمع الدولي وخاصة أوروبا التي لا تفعل اكثر من إبداء قلقها لسقوط ضحايا، في الوقت نفسه لا يبدو أن مثل هذه الأحداث يمكن لها أن تدفع المهرولين نحو التطبيع لمراجعة نفسه وإعادة النظر في مسيرته المشينة، بل تبدي أوساط جديدة ومتزايدة رغبتها في التطبيع والانفتاح على إسرائيل.
عملية فجر الأحد وإن بدت كمجزرة متنقلة، ليست الأولى من نوعها حتى في هذا الشهر، فقبلها بيوم واحد فقط استشهد الشاب محمد خبيصة في قرية بيتا جنوب نابلس وهو الشهيد السابع هذا العام في هذه القرية التي تبدع مأثرة جديدة مميزة في المقاومة الشعبية ويرابط شبابها وشيوخها على تلة مهددة بالمصادرة لمنع المستوطنين من الاقتراب. مدينة جنين وحدها شهدت هذا العام نحو عشرة اشتباكات مسلحة سقط فيها 12 شهيدا من بين نحو 80 شهيدا سقطوا في انحاء الضفة في حوادث متفرقة معظمها كانت عمليات اعدام ميداني، أو قتل خارج نطاق القانون لمجرد الاشتباه بهم سواء من قبل الجيش أو المستوطنين. في غزة قتل خلال نفس الفترة نحو 300 فلسطيني من بينهم اكثر من 100 طفل و50 امرأة، خلال الحرب الأخيرة على غزة، حيث هدمت بيوت وفجرت على رؤوس ساكنيها. بعض العائلات مثل عائلة ابو حطب والحديدي والقولق وأبو العوف والطناني واشكنتنا محي أفرادها من سجل السكان لأنهم أبيدوا جميعا، الأب والأم والأطفال.
ما يجري من جرائم في الأراضي الفلسطينية المحتلة ليس مجرد انتهاكات وحوادث متفرقة، بل سياسة رسمية ومخططة يوفر الجيش والحكومة الإسرائيلية لها غطاء وحماية قانونية وسياسية كاملة، ويعطيان الحق لكل جندي او مستوطن بأن يقتل اي فلسطيني إذا ثارت شكوكه وهواجسه تجاه هذا الضحية المحتمل، او دفعته رغبته الداخلية لذلك. يد الإسرائيليين خفيفة جدا على الزناد، وكما قال احد الطيارين الإسرائيليين ممن فجروا بناية سكنية وقتل نحو مئة فلسطيني خلال الانتفاضة الثانية، فأجاب عن سئل عن شعوره قائلا "شعرت باهتزاز خفيف في كابينة القيادة".
لم يسبق أن تمت محاكمة أحد لأنه ارتكب جريمة من هذا النوع، مع أن ثمة تعليمات واضحة جدا لدى كل الجيوش والقوى الأمنية في العالم تسمى تعليمات إطلاق النار تحدد خطوات تدريجية لكيفية إطلاق النار بحسب الخطر الماثل، فقط حادثة وحيدة جرت خلال السنوات الخمس الماضية حوكم فيها جندي ويدعى اليؤور ازاريا لأنه أطلق النار على جريح فلسطيني اسمه عبد الفتاح الشريف وهو ملقى على الأرض بلا حراك، ووثقت كاميرات الصحفيين ذلك، حكم على ازاريا بالسجن لعام ونصف ثم استفاد من تخفيض نصف السنة وأطلق سراحه وسط الاحتفاء المهووس به والإشادة ببطولته.
سياسة القتل هذه هي جزء من سياسة القبضة الحديدية التي تتبعها إسرائيل لتحميل الشعب الفلسطيني بمجموعه كلفة تأييده للمقاومة واحتضانه لها، وهي الوجه الآخر، مع أنه يبدو معاكسا، لسياسة الاغراءات الاقتصادية كثمن للتنازل عن الحقوق الوطنية.
خلال الشهور الأخيرة، وتحديدا بعد مواجهات شهر مايو /أيار، وبعدها عملية تحرر الأسرى من سجن جلبوع، ارتفعت معنويات الشعب الفلسطيني، واتسع التأييد لخيار المقاومة، فراحت إسرائيل تبدي أقصى درجات البطش والقسوة والعنف في سياسة معروفة اسمها "جز العشب" لإجهاض المقاومة وإخمادها في مهدها قبل اشتدادها وانتشارها ، والخيار الموازي وهو الأمن مقابل الاقتصاد لغزة، وتقليص الصراع للضفة مع إدامة الانقسام مطروح في نفس الوقت.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقايضة حقوقنا الوطنية بالاقتصاد
- عام على اتفاقيات ابراهام والتطبيع
- اليسار الفلسطيني والعربي وتعلقه بالماضي (3)
- مستقبل اليسار ووحدة قواه في فلسطين (2)
- مستقبل اليسار في فلسطين (1)
- هجمة إسرائيلية شاملة لتهويد القدس
- الأسرى الستة حفروا عميقا في وعينا
- صناعة الإحباط
- عالم يحكمه الجشع
- ضغوط إسرائيلية خشنة وناعمة لتهبيط سقف المقاومة
- الاستهداف الدائم لغزة ومقاومتها
- عن سبل إصلاح منظمة التحرير الفلسطينية وتفعيل دورها
- تحرر أسرى جلبوع يعزز خيار المقاومة (3)
- الأسرى في عيون إسرائيل: اتفاق أوسلو أهملهم (2)
- الأسرى الفلسطينيون في عيون إسرائيل: قتلة مخربون أم طلاب حرية ...
- التذبذب الحاد في مزاج الناس: من النقيض إلى النقيض
- أعظم من خلاص فردي (2)
- أكبر من هروب .. أعظم من خلاص فردي
- يليق بنا الفرح كما تليق بنا الحرية
- في بطولة الهروب الكبير للحرية


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد ما فعلته دببة عندما شاهدت دمى تطفو في مسب ...
- شاهد: خامنئي يدلي بصوته في الجولة الثانية من انتخابات مجلس ا ...
- علاج جيني ينجح في إعادة السمع لطفلة مصابة بـ-صمم وراثي عميق- ...
- رحيل الكاتب العراقي باسم عبد الحميد حمودي
- حجب الأسلحة الذي فرضه بايدن على إسرائيل -قرار لا يمكن تفسيره ...
- أكسيوس: تقرير بلينكن إلى الكونغرس لن يتهم إسرائيل بانتهاك شر ...
- احتجاجات جامعات ألمانيا ضد حرب غزة.. نقد الاعتصامات وتحذير م ...
- ما حقيقة انتشار عصابات لتجارة الأعضاء تضم أطباء في مصر؟
- فوائد ومضار التعرض للشمس
- -نتائج ساحرة-.. -كوكب مدفون- في أعماق الأرض يكشف أسرار القمر ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نهاد ابو غوش - مجازر متنقلة بحماية حكومة إسرائيل وصمت عالمي