أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نهاد ابو غوش - لمناسبة رحيل القائدة آمنة الريماوي















المزيد.....

لمناسبة رحيل القائدة آمنة الريماوي


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 7094 - 2021 / 12 / 2 - 20:43
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


نهاد أبو غوش
في مجتمعاتنا العربية – الإسلامية والمشرقية بشكل عام، قليلات ونادرات هن النساء اللواتي تبوّأن مواقع قيادية بارزة سواء في الدولة أو المجتمع أو في مجرى النضال السياسي. ومن برزت من النساء تكون في الغالب من قريبات أحد القادة المشهورين وغالبا زوجته أو ابنته، أو ممن اختصصن وتميّزن في مجالات العمل النسوي بشكل ضيّق، والاجتماعي – الإنساني – الخيري بشكل عام، في تكريس للصورة النمطية الشرقية للمرأة ، والموجودة عالميا لدى كثير من الأوساط الرجعية واليمينية، حيث يقبل لها المجتمع أن تعمل في ميادين محدودة ومحصورة وكأنها وجدت للمرأة مثل التعليم للمراحل الابتدائية والتمريض وبعض مهام العمل الخيري والرعاية الإنسانية. لذلك كثيرا ما نرى أن أول وزيرة في هذا القطر أو ذاك هي وزيرة الشؤون الاجتماعية، وأن الأعمال الخيرية ترعاها وتشرف عليها السيدة الأولى أي زوجة الزعيم القائد.
في فلسطين التي تخوض نضالا وطنيا واجتماعيا مريرا ومديدا منذ أكثر من قرن، كسرت هذه الصورة منذ عقود مع صعود الثورة الفلسطينية، وظهور قيادات ثورية مثل الفدائية ليلى خالد القيادية في الجبهة الشعبية، ووجود عدد من القيادات النسائية في تنظيمات اليسار الفلسطيني بشكل خاص مثل الراحلة نهاية محمد التي قادت تنظيم الجبهة الديمقراطية في سوريا قبل انتقالها للوطن، وزهيرة كمال التي انتخبت أمينا عاما لحزب فدا، كما لعبت المرأة الفلسطينية دورا خاصا ومميزا في مختلف مراحل الثورة والنضال ضد الاحتلال، ووجدت عشرات آلاف النسوة أنفسهن مسؤولات عن تدبير شؤون العائلة على أثر اعتقال الزوج أو استشهاده، ولعل هذه الصلة باعتقال الزوج وزيارته في السجن هي التي شكلت مدخلا لانخراط كثير من النساء في العمل العام الوطني والاجتماعي.
كما كسرت هذه الصورة السلبية جزئيا، في المرحلة الراهنة من خلال نماذج فردية مثل القائدة خالدة جرار القيادية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والتي انتخبت لعضوية المجلس التشريعي وجرى اعتقالها عدة مرات خلال السنوات الأخيرة، نموذج آخر هو المناضلة آمنة الريماوي التي رحلت أواخر تشرين الثاني / نوفمبر 2021 بعد حياة حافلة بالنضال والعطاء والتضحية تميزت فيها بدورها النقابي العمالي البارز، ودفاعها الصلب عن حقوق العمال والعاملات، كما لعبت دورا ممزا في قيادة الانتفاضة الأولى من موقعها في قيادة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين. ويمكن لنا أن نجد عددا من النساء المميزات في حقول متعددة من بينهن عدد من الوزيرات ومسؤولات المؤسسات المهمة غير المتصلة بشؤون المرأة والشؤون الاجتماعية، مثل ديوان الرئاسة، ووزارة الصحة وجهاز الإحصاء المركزي، وسلطة البيئة. وخلال هذا العام شهدت نقابة المهندسين الفلسطينيين وهي كبرى النقابات المهنية الفلسطينية فوز السيدة ناديا حبش بمنصب النقيبة علما أن حبش وهي سيدة يسارية ومسيحية ( وهذه لوحدها إنجاز حقيقي)، سبق أن اوقفتها السلطة الفلسطينية لمشاركتها في فعاليات ضد القمع.
لم تكن مسيرة النساء هذه صاعدة باستمرار، بل على العكس، شهد المجتمع الفلسطيني سلسلة من الانتكاسات والردّة إلى الوراء، وهو ما نعثر عليه ونجده بسهولة في التهميش المنهجي للنساء واستمرار وجود قوانين تمييزية تجحف بحقهن، وتردُّد السلطة السياسية في إقرار اتفاقية سيداو ومواءمة القوانين بما يتناسب مع مطلب المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات والفرص، وتطبيق مبدا الأجر المتساوي للعمل المتساوي، ونحن نجد أثر هذه الردة في مظهرين بارزين: إحجام مختلف القوى السياسية يمينها ويسارها، علمانييها وإسلامييها، عن الالتزام بميثاق الشرف الذي وقعته الفصائل بتخصيص ثلث مقاعد أية هيئة منتخبة للنساء، وأول من خالف هذا التوجه هو المجلس المركزي الفلسطيني نفسه الذي أقر التوجّه، ولكنه لم ينتخب سوى امرأة واحدة من بين 18 موقعا لعضوية اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير (انتخب منهم 15 بينهم امرأة وبقيت ثلاثة مقاعد شاغرة للفصائل، حتى أن السيدة الوحيدة التي انتخبت وهي حنان عشراوي استقالت قبل نحو عام)، المظهر الثاني هو استمرار التعامل مع ترشيح النساء للمواقع القيادية كواجب قانوني أو عبء لا بد من الالتزام به شكليا، دون الالتزام به فعليا، وتعمد كثير من القوائم والكتل الانتخابية إلى نشر صور مرشحيها الذكور، ولكنها تضع أشكالا رمزية (أزهار وورود وسنابل ومساحات مظللة) بدل صور النساء. هذا الخجل من صور النساء واسمائهن نجده أيضا في بطاقات الدعوة والتهاني وما شابه حيث يجري إهمال صور النساء وتجاهله وكأنه عار أو عورة.
وبالعودة إلى القائدة الوطنية والنقابية آمنة الريماوي التي رحلت مؤخرا وهي في أوائل الستينات بعد صراع مع المرض، فقد أمضت هذه السيدة عدة سنوات في سجون الاحتلال، وكانت من مؤسسي كتلة الوحدة العمالية والاتحاد العام لنقابات العمال، وترأست نقابة العاملين في الزراعة والصناعات الغذائية، كما شاركت في تأسيس مركز الدراسات العمالية، وعرفت بنشاطها الدؤوب منذ أواسط السبعينات وحتى سنوات قريبة حين داهمها المرض، وربما لا توجد قرية ولا بلدة ولا مخيم ولا مصنعا أو موقع عمل إلا ويعرف من هي آمنة الريماوي التي قادت نضالات عمالية باسلة للدفاع عن مصالح العمال وحقوقهم وحق العاملات في إجازة الأمومة، ولم ينفصل كل ذلك عن دورها الوطني حيث شاركت في قيادة الانتفاضة الأولى بمختلف أشكال العمل التنظيمي والجماهيري والتعبوي، ما أهلها لانتزاع مكانة وطنية وعربية وعالمية باعتبارها من ابرز النقابيات العماليات في العالم، ولعل من أبرز خصائص المرحومة آمنة أن كل نضالها من أجل العمال والعاملات، ونضالها من أجل النساء بشكل عام، ارتبط بالنضال الوطني والمجتمعي الواسع على اعتبار أن قضية المرأة هي قضية المجتمع بأسره وقواه السياسية وطبقاته، وليس من خلال النزعة الانعزالية التي تبديها بعض الأطر النسوية وكثير من المناضلات النسويات اللواتي يساهمن سواء بقصد أو من دون قصد بعزل قضية المرأة وإضعافها من خلال التركيز على الجانب الجندري، وتصوير الصراع على أنه امرأة ضد رجل، والتركيز على قضايا ثانوية وهامشية مثل الحجاب بدل التركيز على حق التعليم والعمل والحق في اختيار الشريك.
حظيت آمنة الريماوي باحترام وتقدير الجميع نظير شجاعتها وإخلاصها لقضايا العمال، ففي جنازتها شارك ممثلون عن جميع القوى السياسية وأبّنها بكلمات مؤثرة متحدثون من فتح وحماس واليسار والنقابات العمالية والحركة النسوية.
خسر الشعب الفلسطيني قائدة وطنية ونقابية بارزة وبقي لمناضليه نموذج ملهم في الإخلاص لقضايا العمال والشعب والوطن.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاولات إخراج غزة من معادلة الصراع
- آفاق تجدد المواجهات الفلسطينية الإسرائيلية
- مبادرات الاسرى والقائد عبد الناصر عيسى
- فقيد فلسطين سماح إدريس
- حنين بريطانيا لماضيها الاستعماري
- إسرائيل: مناورات دائمة وتهديدات لا تنتهي (3)
- إسرائيل: مناورات دائمة وتهديدات لا تنتهي (2)
- إسرائيل: مناورات دائمة وتهديدات لا تنتهي (1)
- هل نقترب أم نبتعد من إنجاز الاستقلال؟
- عرفات الرمز: كل شيء مكرّس من أجل فلسطين
- وعود كلامية للفلسطينيين وانحياز عملي لإسرائيل
- تنمية التحرر وتعزيز الصمود في فلسطين
- المجتمع المدني الفلسطيني والانقسام
- إسرائيل وإدارة الجريمة في الداخل
- الحركة الوطنية الأسيرة (2)
- الحركة الوطنية الأسيرة (1)
- وعد بلفور الاستعماري في الذكرى 104
- الدولة المارقة
- المصالحة وإنهاء الانقسام أولا
- الأبارتهايد كحل للمعضلة الديمغرافية


المزيد.....




- مغامرات الفتاة الدعسوقة والقط الأسود.. تردد قناة كرتون نتورك ...
- شاهد.. امرأة ورجل يضرمان النار بنسخة من القرآن الكريم وعلم ف ...
- السعودية تحبس مناهل العتيبي 11 عاما لدعمها حقوق المرأة.. وال ...
- “قدمي بسرعة هُنــا minha.anem.dz” .. التسجيل في منحة المرأة ...
- ميدو ضرب لولو..اضبط الآن تردد قناة وناسة الجديد 2024 على الق ...
- شو صار عند الدكتور يالولو.. تردد قناة وناسة الجديد 2024 على ...
- كاميرا مراقبة توثق لحظة مروعة لدهس امرأة وطفلتها في أمريكا.. ...
- الأونروا: العدوان على غزة مستمر كحرب على النساء
- “قدم الآن” رابط التسجيل في منحة الزواج 1445 والشروط المطلوبة ...
- -واحدة من أغلى الصفقات في لندن-.. شيخ قطري يبيع قصره لفرد من ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نهاد ابو غوش - لمناسبة رحيل القائدة آمنة الريماوي