أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - عربي 2020














المزيد.....

عربي 2020


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 7123 - 2021 / 12 / 31 - 13:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا ترهق نفسك في التفتيش في دفتر أيام سنة 2020 ، هنا نجحت وهنا فشلت وهنا ندمت وهنا فرحت ، لأننا سنعود ونخوض غمار سنة 2021 على هذا المنوال .. سننجح ونفشل ونخطىء ونقلق ونصرخ ونشتم ونحلم ونحزن ونغضب ونحب ونكره ونتزوج وننجب ونشتري ونبيع ونسافر ونقوم بحوادث الطرق ونطلق النار ونشعل العنف ونقف احتجاجاً ثم نهدأ .. وتنتهي السنة .
لا ترهق نفسك بجلد الذات .. فنحن نجلد ذاتنا ورجال السياسة يسلخون جلودنا ، وبين الجلد والسلخ تتنفس الفضائيات في وجوهنا أخباراً و صوراً تحفر فوق ملامحنا اودية من العجز وآبار من الحيرة الغبية التي لا تستطيع رسم الحدود للخروج من هذه الآبار المسمومة .
" أنت عربي " عليك أن تتحمل رؤية الذين أصبحوا جوقات تتمتع بالغناء التطبيعي، كل جوقة عربية تطبيعيه تنافس الجوقة الثانية ، من صوتها أعلى ومن تستطيع أن تركض أكثر على السلم الموسيقى في سباق أغاني التنازلات .
" أنت عربي " عليك أن تشد الرحال إلى واشنطن وتتوضأ بمياه الصمت وتنسى القدس وتصلى عشر ركعات لأن الله منحك نعمة الصلاة في حرم البيت الأبيض .
" أنت عربي " عليك عندما تشاهد الفيديوهات والصور القادمة من مناطق السلطة الفلسطينية ، وترى سكان القرى والمدن الفلسطينية يواجهون المستوطنين والجيش الإسرائيلي لوحدهم ، أن تحمد الله أن رئيس السلطة الفلسطينية وحاشيته وجيشه في قلاعهم بألف خير .
" أنت عربي " أذن أنت تعيش في معامل تكرير الوجع والمآسي ، واحتياطي الدموع أصبح أعلى وأكثر من احتياط الفرح .
" أنت عربي " أذن تخلت عنك رحمة الانظمة وأسقطتك من حساباتها ، وأنت بالنسبة لها مجرد رقم في سجلات السكان المعذبين .
" أنت عربي " اذن تنتظر موتك في كل مكان ، في المدارس ، في المقاهي ، في الساحات ، في الشوارع .. في كل الوسائل ، السيارات المفخخة موجودة والأحزمة الناسفة جاهزة تنتظر " عناتر " هذا الزمن كي يفجرونها للوصول الى الجنة ، فالطريق الى الجنة لا بد أن يمر بالجثث والرعب والأشلاء وأرقام القتلى .. وكلما ارتفع الرقم زاد ضجيج الانتصار والتكبيرات وتهاليل الفخر .
" أنت عربي " عليك أن تسمع جميع عبارات العنجهية العالمية ، وتتحمل تقاسيم الوجوه الامريكية والاوروبية المحمضة ، كل مسؤول ووزير ورئيس أوروبي أو أمريكي يتعامل مع رئيسك وزعيمك كأنه مصاب بمرض الانهزام ويخاف من العدوى ، لذلك يعطيه الأوامر من برجه العاجي ، فيقوم رئيسك بتنفيذه خاضعاً دون اعتراض .
العربي عام 2020 يصرخ ولا أحد يسمعه ، سوى المواقد المشتعلة في عراء البرد وهم يتحلقون حولها ، الاطفال والشيوخ والعجزة والنساء ، جميعهم يتحلقون حول المواقد ينتظرون اشارة الاستقرار للعودة الى قراهم ومدنهم ، الى حقولهم ومزارعهم ومصانعهم .
لا أحد سيسمع العربي عام 2021 .. لأن ثرثرة اللقاءات أكبر من مصائب الأوطان ومهما صرخت الخطابات وكان رنين صداها جبالاً من التفاؤل ، لن تقوم بتدفئة غربة المواطن العربي ومعانته وتشرده وخوفه واستغلاله وذبح طفولة اطفاله .. النار لا تشفق عليهم ، لأن وظيفتها الحرق حتى الرماد .. وهم الآن رماد القرارات ورماد المؤتمرات واللقاءات ورماد مصانع الأسلحة وتجارها.. هم الآن رماد الرماد .



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بابا نويل الفلسطيني
- أنا عالقة في المرآة
- القرد في أعماقنا يلعب في نشارة خشب
- ماذا يعني أن يموت زوج الكاتبة
- بين شلهفيت اليهودية وعائشة الفلسطينية
- حكايتي مع الدموع السياسية
- نصري حجاج الفلسطيني الذي لم يعرف مقبرته
- مرور ست سنوات على موت سواق الأتوبيس
- حين تم طرد النساء اليهوديات
- وداع بالحبر السري
- ويعود حزيران
- المذاق الذي أصبح رخيصاً
- اغتصاب الرحم ومخالب المستوطنين
- العشماوي وجارتنا أم اسحاق
- امرأة شهر آذار
- ابن الحارة الذي اصبح مخرجا سينمائيا في هوليود
- في شهر المرأة .. شهر آذار أنحني تقديساً لأم أحمد جرار
- في شهر آذار من يتذكر يارا وأطوار
- البن والجرح العميق -
- عزت العلايلي في الطريق ايلات


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - عربي 2020