أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شوقية عروق منصور - ماذا يعني أن يموت زوج الكاتبة














المزيد.....

ماذا يعني أن يموت زوج الكاتبة


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 7073 - 2021 / 11 / 10 - 17:13
المحور: الادب والفن
    


ماذا يعني أن يموت زوج الكاتبة
لا اريد أن اكرر كلمات المناجل التي تقص السنابل بحدة الشفرات ، ولا اريد أن اجرح القلب الذي خلع ثياب العشق على عتبة الحزن، حتى أصبحت العتبة كعبة الدموع والآهات.
أعترف لا طعم للحزن ، لأن حاسة الذوق قد أصابها العطب، لا طعم للحزن بسبب المرار الذي سرق الفرح وارغمه على الاستسلام للعطب ، ولكن أعتبر الحزن ذلك المهرج البشع الذي له الف قناع والف مرآة وألف أفعى تحاول أن تزين أشجار الحياة ، الحزن المسيطر على مهرجان الرحيل بملامحه الملونة النازفة ، مطلوب الآن حياً لكي انتقم منه ، وأقف أمامه وجهاً لوجه وأقول له : لن تنتصر علي، لأن - تميم - في الروح ما زال مستيقظاً هناك !!
ماذا يعني أن يموت زوج الكاتبة؟ يعني ان يغيب السند – الظهر - الذي كلما حاصرتها الأفكار والخيالات وثرثرة الأقلام، وتتدلى من سنواتها عناقيد التعب، كانت تلجأ إلى السند فيعانق معها الأفكار ويأخذها إلى مشوار في شارع الحوار، يجلسان على الأرصفة وعلى تراب الاقناع وتمزيق الأوراق والتفتيش بين غابات الكلمات حتى مطلع الفجر وتنهض الكاتبة - شهرزاد - معلنة أن الصفحات قد انطلقت بسلام ، وينظر إليها السند بضحكاته التي تؤكد أنه دائماً يوقع حضوره بابتسامة رضى على كل سطر و صفحة وكتاب .
ماذا يعني أن يموت زوج الكاتبة ، معناه الإقامة الجبرية في قفص الذكريات ، والذهاب إلى عمق الذاكرة حيث تلتقي بصوته الذي يحثها على الاستمرار في الكتابة ، ويغضب إذا انحنت وجعلت ظهرها قوساً للفراغ ، يريدها أن تبقى شامخة وكلماتها قوافل الانتصار ، تحمل التحدي ولا تخون بريق الحرية وتمشي صوب مواعيد الوفاء .
ماذا يعني أن يموت زوج الكاتبة ، معناه خرجت الكاتبة من دائرة تشجيعه وتصفيقه والاعتزاز بها في كل حفل وسهرة ومنصة وميدان ، سيغيب بريق نجاحها الذي كان يلمع متوهجاً في عينيه ، لا يغار منها ولا يستخف بها ، بل كان رمزاً للاعتزاز بكتاباتها ويتباهى بوجودها إلى جانبه في كل مكان.
ماذا يعني أن يموت زوج الكاتبة ، لم تعد الأغاني والأفلام التي سمعناها وشاهدناها معاً تغتسل بماء النقاش وتحليل الكلمات والالحان وصدق أداء الممثلين ورحلة النقد تفتقد الآن ثورة الكلام .
ماذا يعني موت الكاتب زوج الكاتبة ، أن تبقى قضايا الوطن شاهدة على مرور سنوات النضال ، ويبقى القلب مزروعاً في القلق ولم تأت قطارات العدالة ، بل جاء طوفان الاستسلام ، وتموت وأنت تروي قصص الشعب الفلسطيني المحاصر في شباك الزعماء .
ماذا يعني أن تصدق الكاتبة أن الرحيل مزاج يعبث بأعصابها، وأن حياتها أصبحت محبرة بوسعها تلطيخها بالقهر وقسوة الغياب وتجاعيد الأيام، أو بوسعها تزويدها بالحبر وارتداء معاطف الكلمات في زمن الشتاء الرمادي وليل التيه واكتشاف أبجدية الاشتياق .



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين شلهفيت اليهودية وعائشة الفلسطينية
- حكايتي مع الدموع السياسية
- نصري حجاج الفلسطيني الذي لم يعرف مقبرته
- مرور ست سنوات على موت سواق الأتوبيس
- حين تم طرد النساء اليهوديات
- وداع بالحبر السري
- ويعود حزيران
- المذاق الذي أصبح رخيصاً
- اغتصاب الرحم ومخالب المستوطنين
- العشماوي وجارتنا أم اسحاق
- امرأة شهر آذار
- ابن الحارة الذي اصبح مخرجا سينمائيا في هوليود
- في شهر المرأة .. شهر آذار أنحني تقديساً لأم أحمد جرار
- في شهر آذار من يتذكر يارا وأطوار
- البن والجرح العميق -
- عزت العلايلي في الطريق ايلات
- نبض المكان وحرير الذكريات
- لماذا لاتوجد صبية فلسطينية تكتب مذكراتها مثل آنا فرانك
- البحر لنا والشاطىء لنا
- الأنوثة تباع بالكيلو في الأسواق العربية


المزيد.....




- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...
- فنانة تُنشِئ شخصيات بالذكاء الاصطناعي ناطقة بلسان أثرياء الت ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شوقية عروق منصور - ماذا يعني أن يموت زوج الكاتبة