أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شوقية عروق منصور - عزت العلايلي في الطريق ايلات














المزيد.....

عزت العلايلي في الطريق ايلات


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 6811 - 2021 / 2 / 11 - 17:50
المحور: الادب والفن
    


توفي مؤخراً الفنان " عزت العلايلي " وكلما توفي أحد الفنانين أو أحد العظماء الذين منحوا البشرية جمالية العطاء وروعة الإنسانية أشعر أن الكرة الأرضية عقدت اتفاقاً مع الشر لجعل الوجوه الجافة المستمرة في تخطيطها الجهنمي مسيطرة على أيامنا التي دخلت أنفاق الخوف و الانبطاح والرعب والتخاذل والهروب إلى الأمام واحتضان الاتفاقيات التي بين سطورها ينام شيطان التنازل.
هناك محطات مضيئة في الأرشيف الفني للفنان " عزت العلايلي " صاحب التاريخ الفني الطويل، فقد قام ببطولة فلم " السقا مات " عن رواية يوسف السباعي وهي رواية فلسفية تتحدث عن الحياة والموت ، وفلم " المواطن مصري " المأخوذ عن رواية الكاتب " يوسف القعيد" الحرب في بر مصر ، والذي حاول فيه الفنان إبراز دور الجيش المصري إلى جانب التزوير والرشوات التي تتم بين العمدة والقيادة العسكرية .
لكن يبقى أهم أدوار الفنان " عزت العلايلي " تمثيله شخصية العقيد راضي في فيلم " الطريق إلى ايلات " أو قائد العملية التي تمت أثناء حرب الاستنزاف عام 1969 ، وهذا الفيلم – حسب رأيي - من أهم الأفلام العربية، إلى جانب أن التي قامت بإخراجه امرأة عربية " انعام محمد علي" .
أثناء لقائي مع مخرجة الفيلم " انعام محمد علي " في أوائل الثمانينات، أكدت على المشاق التي واجهتها أثناء الإعداد والتحضير للفلم، من الميزانية القليلة التي خصصها " اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري " وهناك من حارب الفكرة بحجة طوي صفحات الحروب فنحن الآن في عصر السلام ، وكان هناك الرهان أن هذا المشروع بحاجة إلى مخرج رجل وليس امرأة تتميز بالرقة والنعومة.
كلما كان يبث فيلم " الطريق إلى ايلات" - فقط يبث على الشاشة المصرية في المناسبات الوطنية، مع العلم أن الفضائيات العربية لا تقوم ببثه - أشعر بمسحة من الكرامة المفقودة تعود وتنهض في داخلي، مع أن الفيلم مجرد شريط فني مربوط بسيناريو وإخراج وأبطال يمارسون البطولة الوهمية وديكور مبهر، إلا أن مجرد لمس الفكرة وإخراجها من أرشيف الذاكرة وتقديمها للأجيال، عملاً يرسخ الضوء والانتصار ويطرد عتمة الإحباط . والضوء هنا ليس إغراق الأماكن بالنور بقدر ما هو إغراق النفوس الخائفة ، المهزومة ، الممتلئة بالخيبات والهزائم بنور الثقة والقوة، خاصة نحن في زمن دخل فيه المواطن العربي حالة " الكوما" الغيبوبة الوطنية والقومية بعد أن ربطت أنظمتهم تفكير المواطن برغيف الخبز و" طوابير العيش" وببرامج فنية تقذفها الفضائيات لترسخ مفهوم التفاهة وتعمق الشعور بالانسلاخ عن الواقع الصعب .
" الطريق الى ايلات" ليس فلماً عادياً وليس فلماً خارقاً كأفلام حرب النجوم الخيالية، بل الفيلم مأخوذ من سجلات البحرية المصرية، وبالتحديد أثناء حرب الاستنزاف – 1969 – حين قام رجال الضفادع البشرية المصرية بتدمير " السفينة بات شبيع " والسفينة بات يام " اللتين كانتا تقفان على الرصيف الحربي بميناء ايلات ، هذا التدمير الذي كان له أصداءً سياسية واسعة، غلف هزيمة 67 بغلاف انتقامي ،بالإضافة إلى الرسالة التي وصلت للإسرائيليين أن هناك استعداداً وتخطيطاً من الجانب المصري على تغيير الصورة المنتصرة التي أرادت إسرائيل أن تنقلها للعالم بعد انتصارها في حرب 67 .
إخراج قصص وحكايات ومعارك من أرشيف الذاكرة الوطنية ، التاريخية، الشعبية ، العسكرية، تعتبر أداة لربط الشعوب بذاكرتها وإعطاء هذه الشعوب القدوة والجمر لإشعال الارتباط كي يبقى حاراً ، ومتواصلاً ، وما الدول إلا مجرد شعوب حريصة على أن يبقى شأنها عالياً بين الشعوب الأخرى.. " الطريق إلى ايلات " من أفضل الأفلام العربية التي لمست التاريخ بجرأة وواقعية بعيداً عن الفنتازيا واستعراض العضلات ، عدا عن الحوار الذي تجلت فيه روح العزيمة والإصرار .
أما الفنان " عزت العلايلي " أو " العقيد راضي " قائد المجموعة الذي قامت بالتدمير فقد سجل في تاريخه الفني شرف فتح نوافذ الكرامة والكبرياء الوطني، رحم الله الفنان " عزت العلايلي " .



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نبض المكان وحرير الذكريات
- لماذا لاتوجد صبية فلسطينية تكتب مذكراتها مثل آنا فرانك
- البحر لنا والشاطىء لنا
- الأنوثة تباع بالكيلو في الأسواق العربية
- ام كلثوم غني لشوارع التطبيع
- الجماجم ليست للغفران
- زمن فهد الكورونا
- في زمن حسن شاكوش
- الوجه الآخر الذي عرفته وداعاً للنجمة نادية لطفي
- نعمة تعانق جثة القانون واسراء عانق جثة النسيان
- عندما يسرق الأسير الفلسطيني ابنه من وراء القضبان
- نرفع العلم فيموت الأسير
- لا تتزوجوا إلا الجميلات
- يا عنب الخليل كن سماً على المحتل
- القبلة الزجاجية
- استقالة ورقة التوت - قصة قصيرة
- الثيران الهائجة والعجول المذبوحة وبينهما ابن نتنياهو
- حين يسرق الموت صندوق الاسرار
- الحفيد يشنق ساعة الجد
- العامل الأسود في الوطن الأبيض


المزيد.....




- ايران تحرز ميداليتين ذهبيتين في الفنون القتالية ببطولة آسيا ...
- فلسفة الذكاء الاصطناعي.. الوعي بين الفكرة والآلة
- أحمد مالك أول مصري يفوز بجائزة أفضل ممثل في -الجونة السينمائ ...
- حيدر التميمي عن الاستشراق والترجمة في فهم الفكر العقدي الإسل ...
- توقف عن التسويف فورا.. 12 كتابا تكشف علاقة الانضباط بالنجاح ...
- فيلم -ضع يدك على روحك وامشِ- يفوز بجائزة في ختام الدورة الـ8 ...
- هل انتهت أزمة الفيلم المصري؟ مشاركة لافتة للسينما المصرية في ...
- صدر حديثا ؛ من سرق الكتب ؟ قصة للأطفال للأديبة ماجدة دراوشه
- صدر حديثا ؛ أنا قوي أنا واثق أنا جريء للأديبة الدكتورة ميساء ...
- صدر حديثا ؛ شظايا الذات - تأملات إنسانية للكاتبة تسنيم عواود ...


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شوقية عروق منصور - عزت العلايلي في الطريق ايلات