أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - ام كلثوم غني لشوارع التطبيع














المزيد.....

ام كلثوم غني لشوارع التطبيع


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 6624 - 2020 / 7 / 21 - 16:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ام كلثوم تغني لشوارع التطبيع

عندما خرج شارون من غزة قال : " الذي يرى من تحت ليس كالذي يرى من فوق " ونحن لم نر من فوق لأننا عشنا تحت ، و" تحت" كلمة تحوي الضعف لدرجة الهروب ، لكن حين نرى من تحت أفلاماً قديمة تدور حول الحروب العربية الإسرائيلية خاصة حرب 48 و67 أو صوراً كانت في دهاليز النسيان و خرجت من الصناديق الاسرائيلية لأسباب سياسية هدفها دفع الآخر- العرب - أو الخاسر إلى رسم الذل حول تاريخه ، وعدم التفكير في الخروج إلى مناطق الكبرياء ، نشعر أن التاريخ برائحته – الفتوغرافية- لم يصدم فقط الأجيال التي عاشت النكبة والنكسة فقط ، بل يصدم الأجيال المستقبلية التي لم تتصور أن يكون تاريخهم بهذا الحجم من الخزي .
الهزيمة ليس أن نخسر المعركة والوطن، الهزيمة أن تبقى الصور والذكريات تلاحقنا ، وأن نحاول التحديق جيداً بالصور حتى نمتلىء بمشاعر الغضب ، ونقف ونتساءل أين هؤلاء الذين عاشوا وعانوا وذاقوا المرارة ؟ وهل السلام معناه ترك الذاكرة للرعي في حقول الاستسلام وأكل حشيش الابتسامات والصفح دون حساب .
في الأرشيفات عالم الصور لا ينتهي ، وإسرائيل تملك أكبر أرشيف للصور التي تبعث على الأسى والحزن والخزي والخجل ، وكأن إسرائيل تريد أن تلقن العرب بين حين وحين جرعات من الذل حتى تقول لهم - انا موجودة - ...
مؤخراً بثت القنوات الاسرائيلية فلماً قديماً يرجع تاريخه لعام 67 حين استطاع الجيش الاسرائيلي أسر العشرات من الجنود المصريين ، وأظهر الشريط معسكرا للأسرى في مطار العريش وهم في الشاحنات فوق بعضهم البعض ، وحين كانوا ينزلون من الشاحنات كانت الشرطة العسكرية الاسرائيلية تمارس الضرب والركل والبصق ضد الأسرى المصريين الذين وقعوا رهائن ، ولم تكتف الشرطة العسكرية بالأسر فقد أجبروا الأسرى على خلع الملابس وكانوا طوال الوقت في الملابس الداخلية ، وظهر الجنود الاسرائيليين وهم يسخرون ويأمرونهم بالوقوف تحت الشمس أو الرقود على الأرض، لا نعرف كيف تم التصوير ، لأنه لم يكن في ذلك الوقت كاميرات خفية ، لكن مؤكد من باب الفخر والنظرة الدونية اتجاه العرب قام الجندي آنذاك " رؤوبين سيلع" بتصوير الفيلم و الذي قام ببيعه بعد ذلك للمخرج الاسرائيلي "الياف ليليت" الذي يعد فلماً عن حرب 67 .
بعد عرض الفيلم يُقال أن الجمهور الاسرائيلي صدم من تصرف أبنائه الجنود ، و أخذت التعليقات تؤكد أنهم ليس بهذه القسوة .، وجنودهم يملكون الرحمة والقلوب الواسعة لإحتضان الأعداء ، وهم يعلمون الأبناء التسامح والمحبة !
اما الحكومة المصرية فلم تعلق على الفيلم الذي نشر على كل المواقع ، كأن هؤلاء الأسرى ليس لهم قيمة واحتراماً ، حتى الجهات المصرية المعارضة لم تطلب التحقيق بالموضوع ، كأن أسر الجندي المصري والتنكيل به قضاءً وقدراً ، الأدهى أن لا جواب من السفير المصري في تل أبيب، وبقي الصمت سيد الدبلوماسية المنحنية، تجمع أوراق التاريخ عن أرصفة العهر- القهر - العربي .
الظاهر أن الجيش الاسرائيلي يملك عقدة اتجاه الملابس ، ويتمتع برؤية الملابس الداخلية فكلنا نذكر منظر الأسرى الفلسطينيين حين قامت اسرائيل باخراجهم بالملابس الداخلية أبان اقتحامهم سجن اريحا عام 2006 ، عندما خطفت أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية ، وقد سخر آنذاك المجتمع الاسرائيلي من نوعية الملابس الداخلية للفلسطينيين ، وأخذوا يراهنون على أسماء الشركات التي تصنع هذه الملابس ، ولم نشعر بأن هناك حزناً اسرائيلياً على الطريقة التي اقتيدوا فيها ، حتى العالم أجمع تغاضى عن هذه الصورة ومن ضمنهم السلطة الفلسطينية .
وبما أن الشعب الاسرائيلي يريد التعبير عن حبه لمصر والمصرين، ولا يكفي بث الفلم العربي على شاشة التلفزيون الإسرائيلي يوم الجمعة، حتى أن معظم الشعب الإسرائيلي يعرف أسماء الممثلين والممثلات المصريين، فقد أطلق مؤخراً اسم ام كلثوم على شارع في مدينة حيفا، وسابقاً أطلق اسم أم كلثوم على شارع في القدس الشرقية – بيت حانينا - ورئيس بلدية القدس أطلق أسم ام كلثوم على شارع ليس حباً في أم كلثوم ، بل اللجنة العربية التي قررت اطلاق اسماء على الشوارع القدس الشرقية ، لأن اسم الشارع يسهل على عملية توزيع البريد ،وبعد أن قررت هذه اللجنة مئات الأسماء الوطنية والسياسية ، تم شطبها ، من بينهم أسم الشاعر " توفيق زياد " ورسام الكاراكتير " ناجي العلي" وغيرهم من الأسماء الفلسطينية .
قال حايم وايزمن الرئيس الأول لدولة اسرائيل ( انا متأكد من أن العالم سيحكم على الدولة العبرية من خلال ما سنفعله بالعرب ) لكن الظاهر أن العالم يحكم عليهم بالدعم الكامل كلما داسوا على العرب .



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجماجم ليست للغفران
- زمن فهد الكورونا
- في زمن حسن شاكوش
- الوجه الآخر الذي عرفته وداعاً للنجمة نادية لطفي
- نعمة تعانق جثة القانون واسراء عانق جثة النسيان
- عندما يسرق الأسير الفلسطيني ابنه من وراء القضبان
- نرفع العلم فيموت الأسير
- لا تتزوجوا إلا الجميلات
- يا عنب الخليل كن سماً على المحتل
- القبلة الزجاجية
- استقالة ورقة التوت - قصة قصيرة
- الثيران الهائجة والعجول المذبوحة وبينهما ابن نتنياهو
- حين يسرق الموت صندوق الاسرار
- الحفيد يشنق ساعة الجد
- العامل الأسود في الوطن الأبيض
- حدث في يوم العيد
- فنجان التطبيع ودف الرفض
- صالحة تفوز بالجائزة ونحن نركب الحنتوش
- اضربوا الرجال .. وبيضة على رأس كل مسؤول
- المرأة الفلسطينية وتوهج الثامن من آذار


المزيد.....




- مصادر في الخليج توضح لـCNN موقفها بشأن وقف إطلاق النار بين إ ...
- الحرب الكورية التي لم تنتهِ، كيف بدأت؟
- ثماني طرق تساعدك على التخلص من -المماطلة-
- هل تستفيد غزة من نهاية الحرب بين إسرائيل وإيران؟
- الموت بحثا عن الطعام في غزة.. استخدام الغذاء سلاحا في غزة جر ...
- سوريا: توقيف عدد من المتورطين بتفجير كنيسة مار إلياس بدمشق ا ...
- مسلسل موبلاند: حين تحاصر المخاطر أكبر عائلة مافيا في لندن
- عبر الخريطة التفاعلية نتعرف على أبرز الهجمات الإيرانية على إ ...
- رئيس الوزراء القطري: نؤثر دوما الدبلوماسية والحكمة على أي شي ...
- دراسة: التفاؤل يقلل من فقدان الذاكرة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - ام كلثوم غني لشوارع التطبيع