أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - نعمة تعانق جثة القانون واسراء عانق جثة النسيان














المزيد.....

نعمة تعانق جثة القانون واسراء عانق جثة النسيان


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 6478 - 2020 / 1 / 31 - 20:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وحدنا نعرف أن يد إسرائيل تستطيع أن تُحلق وتطير لتقطف ما تريد من ثمار الخبث أو من ثمار الخداع والشر ، وحدنا نعرف أن وزن إسرائيل في ميزان النفاق العالمي وميزان الغزل الدولي ضخماً وكبيراً ويسجل يومياً أعلى الأرقام وأعلى نسبة في القبلات والاحتضان.
وحين نقف أمام مرايا القانون ونزور متاحف القوانين الدولية ونفتح صفحات القضايا الجنائية والأخلاقية، نجد أن هناك الكثير من القوانين التي أصيبت بالسكتة الضميرية، لكن لا تكشف عن أوراقها بل تبقى في حالة ضبابية .
لكن أن تصاب القوانين بزهايمر والنسيان ، ويرافق الزهايمر تطبيل وتزمير وإطلاق المفرقعات فهذا هو الغريب في منطق القوانين التي شُرعت لكي تواجه الفساد ولعنات الأخطاء وتسجل العدالة بصماتها فوق العقاب المشروع .
ضحكات رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو وزوجته سارة وهم يستقبلون المرأة اليهودية " نعمة يسخار" التي أفرج عنها في روسيا بعفو من الرئيس الروسي بوتين بعد أن كانت مدانة بتهمة تهريب المخدرات، يعبر هذا الفرح الطاغي والاستقبال الملوكي لها ، ليس فقط عن اعلان افلاس القوانين وهيمنة حشوة الفساد في المطبخ السياسي، بل يُعبر عن حالة مخيفة قادرة ان تصعد في قطار الاقتناع أن " الحشيش " هو عاصمة السياسيين، فما دام بوتين ونتنياهو وصلا إلى نقطة مناقشة أمر شابة حملت الحشيش وادينت، لكن استحضار روح الصهيونية في الجلسة دفع بوتين إلى مشاركة نتنياهو في التفكير في أمر هذه الشابة " نعيمة المسكينة " ، لذلك أسرع وأفرج عنها، وبدلاً من تغطية فضيحة الافراج والتستر على ادانة " نعمة " بتهمة حيازة الحشيش لكي لا يظهر عهر القوانين، كان الاستقبال والتصريحات وأضواء الفضائيات، كأن " نعمة " اخترعت أو اكتشفت أو قامت بعملية بطولية لوطنها.
قالوا الكثير عن ضحكات نتنياهو وفرحه، واعتبار الافراج عن الشابة "نعمة" سلماً للوصول إلى النجاح في الانتخابات، أو عربة ستجره إلى الفوز وتسلق منصات الإنقاذ من الخسارة ، لكن هو وغيره يعرفون أن جثة القانون أصبحت مرمية على عتبات ضحكات نتنياهو وبوتين ، ولا نريد تقديم التعازي للقائمين والمشرفين على طهارة المجتمع الذين تغطوا بعهر الساسة والسياسيين، ولكن كيف نستطيع اقناع كل مواطن وكل فرد يعيش على سطح الكرة الأرضية، أن القانون يردع ويمنع ويحافظ، وعلى كل واحد الالتزام بالقوانين، ونحن نرى أكبر السياسيين يحطمون ويمزقون ويبصقون على القانون، رحم الله والدتي التي كانت تردد " القوي عايب " .
ضحكات " نعمة يسخار " ووالدتها حين استقبلهم نتنياهو كشفت عن عالم موحش ومخيف، هذا العالم دفعني لتذكر المرأة الفلسطينية " اسراء جعابيص " أبنة مدينة القدس بالذات أبنة جبل المكبر التي حكم عليها بالسجن 11 عاماً عام 2015 ، بعد أن انفجرت أسطوانة الغاز التي كانت تحملها في سيارتها نتيجة اطلاق الرصاص على السيارة من قبل الجنود حيث لسوء حظها كانت بعيدة عن الحاجز العسكري حوالي خمسمائة متر ، ورغم احتراق " اسراء " حيث تلاشت أصابعها بفعل الحروق التي التهمت 50% من جسدها ، وذابت عقد الأصابع ولم يتبق إلا عقدة واحدة في كل أصابعها الثلاثة المتبقية ، أما الأذنان فالتصقتا بعد أن ذابتا فعل الحروق في الرأس ولم تعد تقوى على رفع يدها إلى الأعلى بشكل كامل نتيجة التصاق الإبطين أيضاً ، واتت النيران على وجهها – حتى ابنها لم يستطع التعرف عليها عندما رآها لأول مرة - ورغم مرور سنوات على الحروق إلا أن الآلام ما زالت تغزوها في كل لحظة .
لا نريد الآن قرع أبواب زنازين السجينات الفلسطينيات، لكن نريد أن نقرع زنزانة السجينة " اسراء جعابيص" ونسأل ألا يحق للسلطة الفلسطينية أن تطالب بالإفراج عنها ومساعدتها عبر الاستنجاد بالرؤساء والذين يغازلون إسرائيل ليل نهار من القادة والمسؤولين العرب..!! ألا يحق الآن بعد أن رأينا ضحكات نتنياهو وهو يلملم رماد الحشيش ويزرعه مرة أخرى في تربة السياسة ليزهر حبراً وأسطراً في المنهاج الوطني الصهيوني ، أن نلملم بقايا لحم السجينة الأسيرة " اسراء الجعابيص " وتطالب السلطة الفلسطينية عبر كل القنوات السياسية بإطلاق سراحها .
لا نريد أن نكتب غداً على لحمها المحترق شهيدة الوطن، يكفي البون شاسع بين الحشيش والشهيد .



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يسرق الأسير الفلسطيني ابنه من وراء القضبان
- نرفع العلم فيموت الأسير
- لا تتزوجوا إلا الجميلات
- يا عنب الخليل كن سماً على المحتل
- القبلة الزجاجية
- استقالة ورقة التوت - قصة قصيرة
- الثيران الهائجة والعجول المذبوحة وبينهما ابن نتنياهو
- حين يسرق الموت صندوق الاسرار
- الحفيد يشنق ساعة الجد
- العامل الأسود في الوطن الأبيض
- حدث في يوم العيد
- فنجان التطبيع ودف الرفض
- صالحة تفوز بالجائزة ونحن نركب الحنتوش
- اضربوا الرجال .. وبيضة على رأس كل مسؤول
- المرأة الفلسطينية وتوهج الثامن من آذار
- اطلعوا برة .. وجاء أبو عواد وقال : آه يا ديسكي
- يهودية وسعودية وبينهما طفلة يمنية
- الرقص في وارسو بعيدا عن طريق سموني
- مقتل الخاشقجي ودموع فرح
- هل ستقوم مصر بتصدير الكلاب


المزيد.....




- -كابوس لوجستي-..أمريكي يزور جميع بلدان العالم للتأقلم مع الو ...
- 7 نجمات ارتدين الفستان الأسود الضيّق بقصّات مختلفة
- الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية 4 مسؤولي استخبارات بإيران بينهم ...
- ولا تزال السماء تمطر غارات وصواريخ في معركة كسر العظم بين إي ...
- دمار واسع وارتفاع في حصيلة القتلى.. استمرار التصعيد العسكري ...
- ألمانيا تستضيف محادثات دولية حول المناخ قبل قمة البرازيل
- الوحدة الشعبية: الرفيق الدكتور عصام الخواجا حر كما عهدناه
- إيران: على أمريكا أن تعلن موقفا واضحا من العدوان الإسرائيلي ...
- وأطلق الكوريون الشماليون النار على الطائرات الأمريكية!
- انفجار بمصنع ألعاب نارية في هونان جنوب وسط الصين (فيديو + صو ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - نعمة تعانق جثة القانون واسراء عانق جثة النسيان