أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - حين يسرق الموت صندوق الاسرار














المزيد.....

حين يسرق الموت صندوق الاسرار


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 6292 - 2019 / 7 / 16 - 00:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين يسرق الموت صندوق الاسرار
شوقية عروق منصور
في رواية أو خرافية " سرايا بنت الغول " للكاتب أميل حبيبي وبعد أن يأس من صيد السمك كتب " ان الغنائم لا تهمني ولا أبغي من وراء هذه الرياضة سوى ترويض ذهني على الهرب من هم التفكير او التفكير بالهم " ونحن نقوم بترويض الذهن والفكر على الهروب ليس فقط من الهموم ، بل الهروب من ذاكرة الكبرياء والاعتزاز حتى أصبح هروب ذاكرة الكبرياء والاعتزاز من مقومات الشخصية العربية والفلسطينية ، تحولنا بفضل هروب الذاكرة الى مجرد ازرار لا قيمة لها في قميص الجسد ، نفك الازار زراً زراً حتى اصبحنا عراه لا يستر ذاكرتنا شيئاً . فلا تاريخ يجعلنا نهرع الى صفحاته والتركيز على أصابع من اعطى الأوطان حياته ، ولا أيام نحتفل فيها بإنجازات أو بذكرى وجوه شقت طرق الابداع والنضال –أعترف بعض الوجوه هربت من مصيدة النسيان –.
نعترف بأعلى الصوت أننا نقفز في الخواء ، لا شيء يلامس اشتياق من تركوا حروفاً أو من عانقوا الحرية على أعواد المشانق أو من قتلوا برصاص الغدر أو من دافع وأيقظ الهمم في ساحات القتال أو ما زال وراء القضبان يشهق شهوة للمس تراب الوطن وتقبيل طفله الذي ولد وكبر وتزوج ولم يستطع دفع بعد كمبيالة الأبوة .
نعترف أن صفقات النسيان واللامبالاة التي تعقدها الحكومات العربية والفلسطينية ووسائل الاعلام هي الصفقات المضمونة لتحرير الأجيال الطالعة والشابة من ذاكرة الكبرياء والاعتزاز ، حتى أصبح وقع اسم أسير أو قائد أو مناضل أو وطني يثير الغصة ويتصرف السامع بأسلوب الشامت، هل هناك شيء يستحق أن نموت من أجله ، يتكلم كأنه يشاهد فلماً رديئاً يجب أن يموت المجرم في النهاية .
المؤلم حين ينتصر الموت على الشخص الذي بعد أن نثر قمحه في أرض الوطن ، يموت بهدوء دون ان يسمع به احد ، و نكتشف بعد الرحيل أن عصافير التسلق والنفاق والانتهازية قد التقطت القمح واكلته وهضمته ، والأرض قد حبست أنفاسها ونسيته.
والمؤلم أكثر أن يرحل و يدفن الصندوق بأسراره ، وهناك من يصر على عدم فتح تلك الصناديق ومعرفة تفاصيل حياة ونضال وكفاح هؤلاء .
المئات من المناضلين والأسرى الذين خاضوا المعارك وعاشوا فترات صعبة وقاسية ودامية من تاريخ شعبنا ما زالوا على قيد الحياة دون أن ينتبه لهم أحد ، أو حتى يدفع الأجيال الطالعة لمعرفتهم ، حتى الذين عاشوا المذابح وهجيج النكبة يملكون الصناديق المليئة بالأسرار التي ستدفن معهم ، عندها سيخسر التاريخ توهج الصفحات ويخسر الفلسطيني خاصة توهج الكبرياء .



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحفيد يشنق ساعة الجد
- العامل الأسود في الوطن الأبيض
- حدث في يوم العيد
- فنجان التطبيع ودف الرفض
- صالحة تفوز بالجائزة ونحن نركب الحنتوش
- اضربوا الرجال .. وبيضة على رأس كل مسؤول
- المرأة الفلسطينية وتوهج الثامن من آذار
- اطلعوا برة .. وجاء أبو عواد وقال : آه يا ديسكي
- يهودية وسعودية وبينهما طفلة يمنية
- الرقص في وارسو بعيدا عن طريق سموني
- مقتل الخاشقجي ودموع فرح
- هل ستقوم مصر بتصدير الكلاب
- أنا في دار الصياد
- عندما يموت البحر من الجوع
- حرب الدم في داخل حبة بندورة
- الزائر الفلسطيني دفنه الحنين والزائر الاسرائيلي شبع من الترح ...
- قانون القومية يرقص رقصة الكيكي في ذكرى المجزرة
- ما زلت انتظر عودة ساعة جدي
- ريفلين وليبرمان لن يجدوا أنفاق الاصرار
- بدنا نلعن أبوه


المزيد.....




- تناول حفنة من التراب باكيًا.. شاهد ما فعله طفل فلسطيني أمام ...
- الإعصار -إيريك- يضرب سواحل المكسيك برياح قد تصل سرعتها إلى 2 ...
- إسرائيل - إيران: أسبوع من المواجهة.. وحرب استنزاف في الأفق! ...
- الحرب بين إيران وإسرائيل: تهز أسعار النفط.. وضربة قاسية للسي ...
- علي شمخاني: من هو مستشار خامنئي الذي أُعلِن مقتله، ثم أرسل ل ...
- الحرب مع إسرائيل والداخل الإيراني: هل تكرّس سيطرة النظام أم ...
- إسرائيل تغتال قائدًا ميدانيًا لحزب الله في جنوب لبنان.. من ه ...
- الحياد المستحيل.. الأردن والسعودية في صراع إيران وإسرائيل
- ألمانيا - ارتفاع طفيف في عدد السكان وتزايد عدد الأجانب مقابل ...
- إيمانويل ماكرون يعلن تقديم فرنسا مع ألمانيا وبريطانيا -عرض ت ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - حين يسرق الموت صندوق الاسرار