أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شوقية عروق منصور - الأنوثة تباع بالكيلو في الأسواق العربية














المزيد.....

الأنوثة تباع بالكيلو في الأسواق العربية


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 6629 - 2020 / 7 / 27 - 13:44
المحور: الادب والفن
    


الأنوثة تُباع بالكيلو في الأسواق العربية
بعد ان كانت المرأة "الحيط المايل" تاريخياً وتراثياً، اصبحت الآن ايضاً "الحيط الواطي" للأنظمة العربية وحلولها السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، اذ تنط هذه الأنظمة من فوق" الحيط الواطي " بحثاً عن ثغرة تَنفذ منها لكي تُثبت مواقعها وكراسيها وفشلها القيادي .
على اجندة الحكومات العربية ارقام واحصائيات في جميع المواضيع تفرزها الوزارات المختلفة ، و شعوب العالم تعتبر الأرقام و الاحصائيات اشارات حيوية على طريق تطور المجتمعات والابداع والرقي والنهضة، ورعاية المواطن وتحسين ظروفه وبالتالي شعوره بالأهمية والكرامة ، فهذه الأرقام والاحصائيات اشارات وأدلة دامغة تُعبر عن مدى عمق الأزمة الحضارية والحياتية التي يحيا فيها الإنسان بجميع نواقصها وحرمانها .
في الفترة الأخيرة تطور علم الإحصاء وصعد الى مجالات بعيدة كانت سابقاً لا أهمية لها، او كانت تحيا على الهامش والخوض فيها كان نوعا من الترف والفراغ .
من بين هذه الاحصائيات التي فتحت الابواب على صفحات الصراحة واخترقت الخوف والخجل قضية "العوانس والمطلقات والأرامل في الدول العربية" خاصة في ظل الحروب وظهور الفصائل الإرهابية و الوجوه الداعيشية، والأنظمة السياسية التي تعيش في فوقية بعيدة عن حياة المواطن الذي وجد نفسه في ورطة الجوع والقهر والدمار والخداع .
ان الكشف عن " أزمات النساء العربيات " تحول الى اتهام مبطن لحركة المجتمع وللرجل ، الا ان وجود هذه الظاهرة القى على الحيط الواطي – المراة – ولم تتهم الانظمة السياسية بذلك .
فأعداد العوانس والمطلقات والارامل في الدول العربية متباينة حسب الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي لكل دولة ، والاحصائيات عادة لا تشير الى الارقام الصحيحة ومشكوك في مصداقيتها ، لان التغيب ما زال السيد المسيطر في هذه الدول ودائما نجد الحقائق ملفوفة بورق التوت والخداع .
و مع اننا في عصر الاحصائيات ، والأرقام هي طبقة الكريما فوق كعكة الدولة التي تتباهى بانجازاتها عبر توفير اقصى ما يحلمه المواطن ، و هناك مباريات ومسابقات غير مرئية بين الدول من يوفر السعادة اكثر لشعبه ؟ ومن يمنح المواطن السعادة والتعليم والعلاج والحياة للأجيال القادمة ؟ إلا أن اول من بدا يشير الى ظاهرة العنوسة والارامل من الدول العربية "العراق" اذ الحرب على العراق ما زالت تنهش أعمار الشباب والاقتصاد ، عدا عن عدد كبير من الرجال سقطوا في الحروب مخلفين وراءهم زوجات دخلوا في خانات الارامل ، و قتل الآلاف من الشباب الذين كان من الممكن ان يدخلوا "اقفاص" الزواج ، وتحولت قضية الارامل والعوانس الى ظاهرة اقلقت بعض العراقيين مما حدا ببعضهم الخروج والاعلان عن حل (كل من يتزوج بأرملة او مطلقة سيدفع له مبلغا من المال ) وفتحت اسواق المزايدات لبيع المرأة بالكيلو ، كيلو العانس تختلف عن كيلو الارملة ، وازدهرت تلك الاسواق التي فتحت شهية الاستغلال الذكوري لأزمة الانوثة التي لوثتها الحرب ولا نعرف الى اين وصلت الحكومة العراقية في هذا الموضوع الذي لم يتحدث ولم يظهر ارقام المتسولات او اللواتي سافرن الى الدول العربية للعمل في مجال الدعارة او خدمة البيوت من اجل لقمة العيش ، والطريف ان لا احد اشار بأصابع الاتهام نحو الحكومة العراقية او نحو الحكومات السابقة التي اوصلت المرأة الى حد البيع المزري .أيضاً الحرب على سوريا حيث سقط الآلاف الشباب ومصير المرأة وضع على كفوف العفاريت ، عدا عن الهجرة إلى الغرب ، كذلك الحرب على اليمن، والحرب على ليبيا .
لا نريد القول ان مسلسل (عايزة اتجوز) الذي عرض سابقاً على الشاشات العربية ،فجر دمل العنوسة هو الذي شجع الحكومات العربية على الاعتراف بقضية العنوسة التي كرت مثل المسبحة ، واخذت ارقام الاحصائيات تأتي من مصر وسوريا والجزائر والمغرب وفلسطين ، بل لان هذه الدول اصبحت تشعر بمدى تأزم الحالة الاجتماعية نتيجة عدم الزواج ، والعنف والقتل جزء من تغلغل اليأس لدى الشباب والشابات .
بعض الدول العربية تطرح ارقاما واحصائيات العنوسة وتصمت مكتفيةً بالتنهد والتلويح بعدم الامل ، وبعض الدول تضع راسها في الرمل وتعتبر الظاهرة مثل باقي الانكسارات التي يعيشونها واعتادوا عليها ومنهم من يريد أن يجد حلا عن طريق الأغراء المالي المدفوع للرجل .
سابقاً أعلنت دولة الكويت ان لديها حوالي ثلاثين ألف عانس(من سن 25 -65 ) وأحد نواب البرلمان الكويتي طلب من كل كويتي ان يتزوج من امرأة ثانية مقابل مبلغ 15 الف دولار ، هذا النائب يريد حل مشكلة العنوسة الكويتية عن طريق دفع الازواج والاباء بهدم بيوتهم والزواج من امرأة ثانية .
لم تضع أي دولة عربية على اجندتها تحسين ظروف الشباب، من القضاء على البطالة وتوفير أماكن العمل ومحاصرة هجرة الشباب ، ان الشباب العربي الذين يهاجرون من اوطانهم ويضيعون في الخارج هم نتاج سياسات بلادهم وفشل هذه السياسات في توفير المستقبل لهم .
ليس للشباب أي دور في نهضة مجتمعاتهم، والحكومات العربية ما تزال حكراً على كبار السن ولم تضخ دم الشباب في عروقها حتى الآن.
ان حل العنوسة في الدول العربية ليس بوضع المرأة في السوق ، ووضع سنواتها في الميزان وحسب العمر يكون الثمن الذي تحدده الدولة .
الحكومات العربية أثبتت فشلها في المحافظة على عناصر الشباب، أن العناصر الشبابية للأوطان أفضل من مليون بئر نفط ، وأحسن من مليون شركة إنتاجية – مع أنني أشك أن هناك شركات إنتاجية على مستوى عالمي - أن قيمة الدول الحقيقية هي التي توفر للشباب كل شيء حتى لا يفكروا بالهجرة والهرب . وذلك عبر القضاء على البطالة وتوفير البيوت للازواج الشابة واماكن العمل، وزرع التفاؤل هو الضمان الوحيد للقضاء على العنوسة وفتح الشهية للزواج وانجاب اجيالا للمستقبل ، ان الشباب العرب الذين يفضلون الموت في البحر غرقا وهم هاربون من اوطانهم هم النسخة الثانية من عنوسة الأوطان .



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ام كلثوم غني لشوارع التطبيع
- الجماجم ليست للغفران
- زمن فهد الكورونا
- في زمن حسن شاكوش
- الوجه الآخر الذي عرفته وداعاً للنجمة نادية لطفي
- نعمة تعانق جثة القانون واسراء عانق جثة النسيان
- عندما يسرق الأسير الفلسطيني ابنه من وراء القضبان
- نرفع العلم فيموت الأسير
- لا تتزوجوا إلا الجميلات
- يا عنب الخليل كن سماً على المحتل
- القبلة الزجاجية
- استقالة ورقة التوت - قصة قصيرة
- الثيران الهائجة والعجول المذبوحة وبينهما ابن نتنياهو
- حين يسرق الموت صندوق الاسرار
- الحفيد يشنق ساعة الجد
- العامل الأسود في الوطن الأبيض
- حدث في يوم العيد
- فنجان التطبيع ودف الرفض
- صالحة تفوز بالجائزة ونحن نركب الحنتوش
- اضربوا الرجال .. وبيضة على رأس كل مسؤول


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شوقية عروق منصور - الأنوثة تباع بالكيلو في الأسواق العربية