أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - العشماوي وجارتنا أم اسحاق














المزيد.....

العشماوي وجارتنا أم اسحاق


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 6882 - 2021 / 4 / 28 - 19:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العشماوي وجارتنا أم إسحاق
مات " عشماوي " الموت حق، لكن عندما تلاحق وجه " عشماوي " رياح التشفي والتساؤل وتركض أحصنة الاعلام فوق رمال الكلمات المتقاطعة التي توقع انكسارها على نافذة التنهد، لا بد أن نركز على الوجه الذي انتصر عليه الموت، بعد أن كان هو حامل الموت ودافع فواتير الحياة .
" حسين قرني " الملقب " عشماوي " أو أشهر منفذي أحكام الإعدام في مصر، كان يصل إليه قرار المحكمة وما عليه سوى ربط الحبل جيداً حول عنق المحكوم وشده حتى يختنق و يسقط في حفرة الموت، وقد اعترف " عشماوي " أنه قام بإعدام 1070 من رجال وسيدات وقد دخل موسوعة " جينس " على أنه أكثر من نفذ أحكام الإعدام في العالم، ومات عشماوي نتيجة جلطة في الدماغ .
لا نريد أن تتدلى الجماجم أمامنا ونحن نتذكره ونحاول الدخول في شرايين جسمه التي صدئت من شدة غموض شخصية " عشماوي" والتساؤل كيف كان يعيش وينام ويأكل ويتزوج وينجب الأبناء ؟ وكيف كان يعيش بين هلع المحكوم بالإعدام وبين وجهه البارد الذي يتقن شد الحبل ؟ كيف كان يمشي إلى الموت مرحباً بالقادم وهو يعرف أنه سيرقص رقصة الحياة الأخيرة ؟
حاولت اضرام النار في شخصية " عشماوي " ونثر رمادها ، لكن فوجئت أن اشتعال الرماد تحول إلى بدلات رسمية وقمصان بيضاء منشاة وسجاجيد حمراء ، وفضائيات تنقل الوجوه اللامعة والضحكات العالية، ويبدو أن المرايا بدأت تطلب مني باستخفاف المقارنة بين " عشماوي" الرجل الذي مهنته " تنفيذ حكم الإعدام " وبين الرؤساء وقادة الدول الذين يقتلون بسلاحهم وصواريخهم وطائراتهم الملايين ولا أحد يطلق عليهم القاب " عشماوي " أو" منفذي حكم الإعدام " بل يطلقون عليهم بفخر واعتزاز الملك العظيم والقائد المبجل والرئيس القوي وسمو الوزير، القاب ترمي بخار الظلم في عتمة التاريخ ، وحين تقهقه كتب التاريخ نجد هناك من يدافع بحرارة عن هؤلاء القادة والملوك والرؤساء، ولا أحد يلاحق ظلال القتلى ، والمضحك أن جنازات هؤلاء تتحول إلى مظاهرات إنسانية تلطم فيها النسوة وتذرف دموع اليتم و يصبح السواد لغة الحزن العام في الدولة .
تناقلت وسائل الاعلام الرقم 1070 بذهول و" عشماوي " كان يردد هذا عملي " شغلي الذي آكل منه عيش" أن هذا الرقم لا يساوي شيئاً أمام المجازر والمذابح الإسرائيلية التي قامت بها ، أو حتى القتلى العراقيين الذين قام بذبحهم بوش الأب – هل تذكرون مأساة ملجأ العامرية في بغداد - وبوش الأبن وأوباما وترامب وغيره، ان هذا الرقم لا يصل إلى المذابح اليمنية التي ترتكبها قوات التحالف بقيادة السعودية،
ولا تصل إلى مذابح الاستعمار الفرنسي والبلجيكي والهولندي في القارة الافريقية أو حتى مذابح الهنود الحمر في أمريكا .
حين يستيقظ التاريخ لا يفكر بالعودة ، ولكن كل واحد فينا يعرف كل رئيس هو " عشماوي" وما دام التاريخ ينزف فوق الصفحات، هذه الأيام تعود إلى وسائل الاعلام بإصرار من الرئيس الأمريكي بايدن قضية " مذبحة الأرمن أو الإبادة الجماعية " التي قامت بها الدولة العثمانية عام 1915 ،ورغم فتح الملف في هذا الوقت هو لحاجة في نفس بايدن ، ليس حباً بالأرمن . لكن هنا أتذكر جارتنا الأرمنية في مدينة الناصرة " أم إسحاق " التي نجت من المذبحة وهي طفلة لكن بقي الوشم الذي وشمته على يدها استعداداً للموت يضيء ذاكرتها ، أذكر كيف كانت ملامحها تغوص في كومة من الوجوه ، وجه والدتها ووالدها وشقيقها وحين تفرغ بطارية ذكرياتها تذهب إلى صمتها سريعاً وتنظر بعيداً إلى مقاعد الرؤساء والملوك الذين يسيرون على السجاجيد الحمراء وتستحيل ضحكاتهم مشانق للشعوب .
رحم الله " عشماوي " الذي كانت مهنته واضحة وضوح الشمس الساطعة، ولكن الله لا يرحم هؤلاء الذين مهنتهم قتل الشعوب واطلاق التصريحات والشعارات الرنانة والخطابات النارية ، وتتحول بعد ذلك حياتهم إلى فراشات ملونة بين دفتي كتب التاريخ .
شوقية عروق منصور – فلسطين



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امرأة شهر آذار
- ابن الحارة الذي اصبح مخرجا سينمائيا في هوليود
- في شهر المرأة .. شهر آذار أنحني تقديساً لأم أحمد جرار
- في شهر آذار من يتذكر يارا وأطوار
- البن والجرح العميق -
- عزت العلايلي في الطريق ايلات
- نبض المكان وحرير الذكريات
- لماذا لاتوجد صبية فلسطينية تكتب مذكراتها مثل آنا فرانك
- البحر لنا والشاطىء لنا
- الأنوثة تباع بالكيلو في الأسواق العربية
- ام كلثوم غني لشوارع التطبيع
- الجماجم ليست للغفران
- زمن فهد الكورونا
- في زمن حسن شاكوش
- الوجه الآخر الذي عرفته وداعاً للنجمة نادية لطفي
- نعمة تعانق جثة القانون واسراء عانق جثة النسيان
- عندما يسرق الأسير الفلسطيني ابنه من وراء القضبان
- نرفع العلم فيموت الأسير
- لا تتزوجوا إلا الجميلات
- يا عنب الخليل كن سماً على المحتل


المزيد.....




- قضية مقتل فتاة لبنانية بفندق ببيروت والجاني غير لبناني اعتدى ...
- مصر.. تداول سرقة هاتف مراسل قناة أجنبية وسط تفاعل والداخلية ...
- نطق الشهادة.. آخر ما قاله الأمير بدر بن عبدالمحسن بمقابلة عل ...
- فشل العقوبات على روسيا يثير غضب وسائل الإعلام الألمانية
- موسكو تحذر من احتمال تصعيد جديد بين إيران وإسرائيل
- -تهديد للديمقراطية بألمانيا-.. شولتس يعلق على الاعتداء على أ ...
- مصرع أكثر من 55 شخصا في جنوب البرازيل بسبب الأمطار الغزيرة ( ...
- سيناتور روسي يكشف سبب نزوح المرتزقة الأجانب عن القوات الأوكر ...
- ?? مباشر: الجيش الإسرائيلي يعلن قتل خمسة مسلحين فلسطينيين في ...
- مصر.. حكم بالسجن 3 سنوات على المتهمين في قضية -طالبة العريش- ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - العشماوي وجارتنا أم اسحاق