أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شوقية عروق منصور - في شهر آذار من يتذكر يارا وأطوار














المزيد.....

في شهر آذار من يتذكر يارا وأطوار


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 6840 - 2021 / 3 / 14 - 18:34
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


غنت فيروز ( يارا جدايلها الشقر ) فكانت اغنية رحبانية تمر كالنسيم في الوجدان ، وتدغدغ روح الطفولة البريئة التي تأخذنا الى الحلم البعيد ، لكن حين أتذكر الصحفية السورية ) يارا عباس( على فضائية الاخبارية السورية وهي تركض وتعد تقاريرها من ميادين القتال بين الجنود والبيوت المدمرة والقناصة والانفاق والموت الذي يترصد الخطوات ، مرتدية السترة الواقية ضد الرصاص والخوذة الحديدية ، تتكلم بطلاقة وشجاعة وجرأة دون خوف ، تسير بين الجنود متحدية المكان والزمان ، حين كنت أراها اقول ( يارا الجديدة أتت) نعم أهمس بيني وبين نفسي ها هي المرأة العربية الحديثة القوية التي أرادوها داخل اكياس العجز والذعر والخوف والاحباط ويقوم الرجل برسم حياتها والهيمنة عليها كأنه عنتر زمانه .
"يارا عباس" وغيرها من النساء اللواتي رفضن أن يتحولن الى سلعة تجارية تحت مسميات عديدة ، فجأة قتلت (يارا عباس) اثناء تغطيتها للمواجهات بين الجيش السوري والمعارضة بالقرب من مطار الضبعة في منطقة القصير ، فقد اطلق عليها احد القناصة الرصاص رغم انها ترتدي السترة التي تؤكد انها صحفية ، بمقتلها اختفت امرأة جريئة واثقة من نفسها ومراسلة عسكرية ذات حس صحفي مميز ، ونعرف أكثر أن مهنة المراسل العسكري كانت حكراً على الرجال ، لكن الصبية " يارا عباس" منحت المرأة العربية طريقاً تستطيع أن تبارز وتنجح فيه ، أن تكون في خندق الرجل تصف وتشرح وتنقل بثقة وجدارة ، لا تخاف ولا ترتعش بل تؤكد للعالم أنها والرجل على خط الشجاعة، ومن يحاول أن يقيس قامتها بميزان الانوثة عليه أولاً أن يتابع تقاريرها من ميدان القتال ليقول أنها تحمل في داخلها صورة المرأة البعيدة عن فتاوى المكعبات الاسمنتية التي يريدون حشرها داخل اسمنت العورات وحديد الاستغلال كي تتجمد وتتحول الى وجوه عابرة في المحيط الذكوري المتحرك .
لكن المخجل ان الذين فرحوا لمقتل الصحفية " يارا عباس" قاموا بتصنيفها في خانة النظام السوري فقط ولم يقوموا بتصنيفها كصحفية شجاعة لها ميزة الجرأة والخروج من مستنقع الخنوع ، وقلائل من قاموا بنعيها من اتحادات صحفية عربية ، ولم تقم الجمعيات النسائية في الوطن العربي بنعيها ، أرادوا معاقبتها لأنها كانت تقوم بتغطية فضائية قريبة من النظام السوري ورئيسها بشار الأسد و تناسوا أنها امرأة !!
لقد ذكرنا مقتل" يارا عباس" بالصحفية العراقية " اطوار بهجت " التي قتلت أيضاً اثناء تغطيتها احداث في مدينة السمراء ، وقد بين الشريط المصور على هاتف جوال حصلت عليه " الصاندي تايمز" كيف تم ذبحها من الوريد الى الوريد ، والمؤسف لم نسمع أي عبارات استنكار لمقتلها بهذه الطريقة البشعة كأننا أصبحنا نحن وحد السكين في حالة صداقة حميمية ، وخسرنا أيضاً أطوار بهجت كصحفية عراقية عربية .
ذات يوم هاجمت رئيسة وزراء اسرائيل غولدا مائير لبنان فرفض رئيس الوزراء اللبناني يومئذ الرد عليها لا احتقارا للعدو ولكن احتقارا لأنها امرأة وقال يومئذ كلمته الشهيرة ( ما بحط عقلي بعقل امرأة ) هكذا ينظرون الى المرأة حتى لو كانت رئيسة وزراء ، ويارا وأطوار صورة كاملة متكاملة لنساء عربيات يحاولن الخروج الى عالم التفرد والتميز وترك حرير الانوثة وارتداء بزة القتال ، ونقل الصورة والحدث من وراء البنادق والدبابات والقنابل والطائرات .
نعترف في الحروب القذرة يسقط كل شيء من القيم إلى الانسانية ،وسابقاً سقط كل شيء في العراق وفي سوريا واليمن وفلسطين وغيرها من الدول العربية ، ومع السقوط سقطت المرأة العربية تحت عجلات التهميش والوجع والتشرد واللجوء والذبح وفي كل مكان هي احدى ضحايا الدمار المطلق ، فالمرأة في الحروب تكون في طليعة القهر والقمع فكيف اذا كانت المرأة العربية في مجتمعات رجولية طاحنة !! قد يقع على عاتقها توفير الحياة وحماية الاسرة وايضاً الندب والنواح والصراخ ، وقد يضاف الى اعمالها توفير الانوثة في زمن الحرب للرجال الذين يشتهون المرأة بين الطلقة والطلقة ، لكن حين تكون المرأة صحفية يقع على عاتقها التفوق على كل المعايير لأن الرسالة تكون أكبر وأوسع تحمل التفاؤل او تحمل الاحباط ، والفضائيات اليوم تواجه الصدق و الشفافية والصراع بينهم ليس صراع الكلام العابر بل صراع الاقناع .
مقتلهن – يارا واطوار – يدخلهن في خانة الصحفيين الذين قتلوا دفاعاً عن الكلمة والموقف ، وقد يكون مقتلهن دفاعاً عن افكار وقضايا آمنوا بها وضحوا من اجلها ،
( يارا عباس ) من منا لا يخجل حين تبث الفضائيات ووسائل الاعلام العربية والغربية الصور والافلام المخيفة - كأنها مسروقة من افلام خيالية - عن الصراع السياسي الحربي الحيواني الذي يجرنا الى بوابات المسالخ حيث نرى جميع ادوات الذبح والطعن وطرق الموت المتعددة ونشعر ان هناك لذة خفية عند هؤلاء الذين يقومون بالذبح حين يرون انهار الدم ، وتتيقن بينك وبين نفسك ان الحقائق غائبة وان شريعة الغاب هي التي تحرك المصالح وان أكبر مصائبنا مصدرها من حكامنا اقزامنا ودبلوماسية العشب التي تحبو فوقها الانظمة العربية .
" لا يحارب البرابرة الا برابرة " عبارة قديمة لكن بربرة الدم العربي وصلت الى الركب، ووجه المرأة العربية يغطس في الدم ليتشكل الوجه الذي يتعرى يومياً امام المجتمعات المستباحة ، واذا كان كل شيء مباح فقل مرحباً للخراب .



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البن والجرح العميق -
- عزت العلايلي في الطريق ايلات
- نبض المكان وحرير الذكريات
- لماذا لاتوجد صبية فلسطينية تكتب مذكراتها مثل آنا فرانك
- البحر لنا والشاطىء لنا
- الأنوثة تباع بالكيلو في الأسواق العربية
- ام كلثوم غني لشوارع التطبيع
- الجماجم ليست للغفران
- زمن فهد الكورونا
- في زمن حسن شاكوش
- الوجه الآخر الذي عرفته وداعاً للنجمة نادية لطفي
- نعمة تعانق جثة القانون واسراء عانق جثة النسيان
- عندما يسرق الأسير الفلسطيني ابنه من وراء القضبان
- نرفع العلم فيموت الأسير
- لا تتزوجوا إلا الجميلات
- يا عنب الخليل كن سماً على المحتل
- القبلة الزجاجية
- استقالة ورقة التوت - قصة قصيرة
- الثيران الهائجة والعجول المذبوحة وبينهما ابن نتنياهو
- حين يسرق الموت صندوق الاسرار


المزيد.....




- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شوقية عروق منصور - في شهر آذار من يتذكر يارا وأطوار