أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شوقية عروق منصور - أنا عالقة في المرآة














المزيد.....

أنا عالقة في المرآة


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 7100 - 2021 / 12 / 8 - 19:54
المحور: الادب والفن
    


قصة قصيرة
نظرت خلفي .. المنظر اليومي ذاته للمقبرة التي أزورها يومياً ، طقس من طقوس الارتياح حين أزور قبر زوجي ، الهدوء الصامت يكاد يمزق حفيف أوراق الأشجار التي تحاول مغازلة الرخام النائم فوق الأجساد الهاربة من الحياة .
تأملت انانية الأحياء ، بعض المقابر عليها الورود اليانعة التي تدل على اهتمام أقارب الميت، وهناك القبور العارية التي تعاني من برودة الصمت، وهناك القبور التي تحتضن الأزهار التي أصابها اليباس من شدة النسيان.
وقبل الاستمرار في تأمل عصير الحياة الذي يجف في هذا المكان، خرجت من البوابة الحديدية الصدئة، وقد تركت المقبرة خلفي مع تساؤلاتها التي لا تجد الإجابات .
استقبلني الرصيف الذي تكسر بلاطه وخرج التراب من الحفر التي تحولت إلى مستنقعات للمياه بعد أن هطل المطر البارحة.
وقبل أن أستقل سيارتي المركونة إلى جانب الرصف نظرت إلى الرصيف المقابل وإذ بطفلة صغيرة لا تتجاوز الخمس سنوات واقفة تبكي ، سألتها عن اسمها لم تجب ، سألت عن أهلها ؟ اسم امها أو أسم والدها ؟ لم تجب ، احترت بالأمر .. سألتها اذا كانت تعرف بيتها.. أجابت بايماءة من رأسها - أي نعم .- .
أغلقت باب السيارة.. وأمسكت بيدها، سمعت صوتها .. قالت لي البيت قريب !! أشارت إلى الشارع المقابل للمقبرة .. دخلت إلى الشارع ، أنا أعرف هذا الشارع !!همست بيني وبين نفسي !! ودخلت الفتاة في شارع آخر .. تركت يدي مشت لوحدها .. أمشي وراءها.. !! كنت أسير كأن أحدهم قام بتنويمي مغنطيسياً .. حاولت الرجوع لأنني شعرت أن هذه الطفلة تجرني إلى مكان لا أعرفه ..!! لكن بقيت أمشي وراءها.
طالت الطريق والأزقة، والبيوت أصبحت متشابهة ، الغريب أن لا أحد في هذه البيوت ، إنها فارغة لا صوت .. لا صدى .. لا وجوه تطل من الشبابيك ، وفجأة وقفت الطفلة أمام بيت متهالك .. قلت في سري أعرف هذا البيت !! فتحت الطفلة الباب ودخلت .. دخلت وراءها .. لكن اختفت ..!!
نظرت حولي أعرف هذه الغرفة الكبيرة .. أعرف الجدار .. !! هناك صورة قديمة إطارها الذهبي قد تكسر والصورة على وشك السقوط على الأرض .. حملقت.. في الصورة أبي وإلى جانبه أمي ترتدي ثوب الزفاف الأبيض، إنها صورة لزفافهما ، لم أر هذه الصورة مطلقاً ، كانت أمي تؤكد إنها لا تملك صورة ليوم عرسها.
إلى جانب الصورة مرآة كبيرة، وقفت أمام المرآة ، وإذ بالطفلة داخلها وسرعان ما أخذت تكبر وتكبر .. ثم أصبحت الطفلة أنا .. !!
حاولت الهروب من الطفلة ومن البيت ، لكن وجدت البيت دون أبواب ودون نوافذ .. وما زلت عالقة في المرآة والطفلة تشدني كي أبقى إلى جانبها .



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرد في أعماقنا يلعب في نشارة خشب
- ماذا يعني أن يموت زوج الكاتبة
- بين شلهفيت اليهودية وعائشة الفلسطينية
- حكايتي مع الدموع السياسية
- نصري حجاج الفلسطيني الذي لم يعرف مقبرته
- مرور ست سنوات على موت سواق الأتوبيس
- حين تم طرد النساء اليهوديات
- وداع بالحبر السري
- ويعود حزيران
- المذاق الذي أصبح رخيصاً
- اغتصاب الرحم ومخالب المستوطنين
- العشماوي وجارتنا أم اسحاق
- امرأة شهر آذار
- ابن الحارة الذي اصبح مخرجا سينمائيا في هوليود
- في شهر المرأة .. شهر آذار أنحني تقديساً لأم أحمد جرار
- في شهر آذار من يتذكر يارا وأطوار
- البن والجرح العميق -
- عزت العلايلي في الطريق ايلات
- نبض المكان وحرير الذكريات
- لماذا لاتوجد صبية فلسطينية تكتب مذكراتها مثل آنا فرانك


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شوقية عروق منصور - أنا عالقة في المرآة