أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اتريس سعيد - المعراج إلى عالم الأنوار














المزيد.....

المعراج إلى عالم الأنوار


اتريس سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 7123 - 2021 / 12 / 31 - 13:32
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كل سائر في طريق النور عليه أن يكون متمكنا من أدوات النور التي توصله إلى وعي أعلى، علينا نفهم تمهيدا ما هو الوعي و الوعي الأعلى أو ما يسمى بالوعي الفائق، الوعي هو كل ما هو مدرك و يمكن التواصل معه فيما يقع في محيطك الخارجي وأدواته هي الحواس الخمس وقد أضاف إليها البعض مؤخرا الخيال والأحلام. وبما أن أدوات الحس محدودة بما يقع ضمن نطاق قدرتها فهي قاصرة عن إدراك حقائق الأشياء فالبصر مثلا يدرك نطاقا من الرؤية يقع بين تردد الأشعة تحت الحمراء وفوق البنفسجية و السمع كذلك له نطاق محدود من الترددات الصوتية لا يسمع ما هو أقل منها ولا ما هو اعلى منها وكذلك بقية الحواس أيضا، هذا القصور الذاتي في أدوات الوعي يستلزم بالضرورة قصورا في الوعي أي قصورا ونقصا في الإدراك! وهذا يعني أيضا عجزا في إدراك الحقيقة وبالتالي حكما ناقصا على كل الوجود من حوله يؤثر في كل حياته والقيم والمبادىء التي يستهدي بها! وعلى حين أن الإنسان تحديدا يمارس كل نشاطاته وملذاته وسعيه وإداركه لما حوله بوعي معين صفته القصور حتى و إن كان هذا الوعي أعلى من وعي كل الموجودات الحية حوله فالحيوانات مثلا تمارس رغبتها من غير وعي منها فهي تمارسها بشكل غريزي تماما و وظيفي لذلك ذكر اللفظ القرآني لذة الحيوان بلفظة ( يتمتعون ) بينما ذكرت للإنسان بلفظة الشهوات، فالشهوات هي ممارسة صنوف الملذات بوعي
هذه القبضة مورس عليها الإعتام ( الظلمانية ) وهي صفة الطين ( معتم ) وهي التي تمتلك أدوات الوعي الحسي، والتي يهيمن عليها ويفسرها العقل الذي يتصرف فقط في نطاق السبب و النتيجة وطغيان العقل هو العتمة التي تزاحم النور المتمركز في الروح الإلهية التي هي أصل البشر وحقيقتهم وسبب سيادتهم لهذا الوجود، فالعقل يتعلم الكذب منذ اللحظة الأولى لإدراكه و يتزين بزخرف الوهم وهو لا يعرف الشعور و يحاول أن يسيطر على دوافع الشعور فهو يقاوم الحب و يستسلم للحزن وقد يقود الجسد إلى الهاوية إذا إحتدم صراعه و مقاومته لتدفق وعي الروح الأعلى الذي هو مصدر الحب ومصدر الحقيقة، فالحقيقة بالنسبة للعقل هي كل ما تدركه حواسه فقط! وهو غير معني بما وراء العقل ( الماورئيات) والتي تزيد هيمنة وجودها يوما تلو يوم مع تغير طاقة الأرض والكون خصوصا في سنوات البشرية الأخيرة التي نشهدها، إذن فنفخة الروح فينا هي التي تملك الحقيقة الحق والتي لا يمكن للعقل وعيها إطلاقا ويرفض الإذعان لها و يستمر في صراع محتدم معها، إذن فحقيقة الوجود تستلزم وعيا أعلى من وعي المحسوسات، وعيا يفوق وعي العقل، وعيا مصدره الروح الإلهية المقدسة فينا وهي مكمن النور على عكس الطين ( العقل) الذي فيه مكمن العتمة والظلاميات وهذا ما يسمى الوعي الفائق وهو درجات، والعقل يتعامل بـ ( الظاهر ) والروح تتعامل بـ ( الباطن) ولسبر أغوار هذا الباطن و الوصول له لا بد له من أدوات كلما صرنا أكثر مهارة بإستخدامها كلما تكشف لنا نور ننظر به الباطن ( وهو الأول والآخر والظاهر والباطن) ! وكذلك يمكننا به رؤية الأول ( منشأ الوجود ) والآخر ( مآلات الوجود ) ! فإذا كان العقل وهو المدرك لما حوله ولنفسه طاغيا على القلب (بوابة الروح) فهذا يعني أن أكثر شيء يجهل العقل حقيقته هو نفسه! لأن أدوات إدراكه هي المحسوسات فهو لا يعرف عن نفسه سوى صورته الطينية ( المادية )! لأنها هي التي يمكن إدراكها بالوعي العقلي المحسوس! إذن فبداية طريقه لا بد أن تكون أن يدرك حقيقة نفسه و وجوده التي تتجاوز هذا الوعي المتعلق بعالم الصور ! ولا يمكن هذا إلا بتسليم قيادة العقل للروح. والتسليم هذا هو أول أدوات الوعي الفائق، الوعي الروحاني، الوعي النوراني، الوعي الكامل، وتسليم العقل ليس بالأمر الهين أبدا ! فالعقل عنيد و متمرد ويقاوم بضراوة وشراسة فهذا سلطانه وسيادته! فلا بد إذن من مواجهة لهذه المقاومة وهذه الشراسة حتى يُذعن و يستسلم و يسلم قيادته و يعترف بقصوره والمواجهة هي ثاني أدوات هذا الوعي الفائق ! والمواجهة (ثاني أدوات النور ) تستلزم أداة أخرى مساندة وهي الصدق مع الذات! ثالث أدوات هذا الوعي النوراني والصدق مع الذات ليس هينا أيضا فالإنسان عنده صور كثيرة عن نفسه إعتاد عليها وأحس معها بالأمان فكم منا أوهم نفسه بالكثير مما ليس فيه خوفا من صورته أمام الناس وحتى صورته أمام ما يعتقده بطلانا أنه حق ! فلا يمكن له أن يهزم هذه الصور الكثيرة و المرايا الزائفة والزخارف التي تملأ ذاته لتزين له نفسه وتجملها وتوهمه بأنها منيرة بينما هي غارقة في عتمة هذا الطين الصلد ! ولكي يهزم هذا كله بصدق لا يمكن له إلا بالأداة الأخيرة من أدوات النور وهي الأداة المهيمنة على كل هذه الأدوات والتي لها الحظوة والسيادة والبهاء والجمال، ألا وهي ( الحــب ) ! نعم الحب، فكيف لك أن تهزم خوفك من صورتك أمام الناس أو أمام نفسك أو فهمك الخاطيء لمبادئك ألا بأن تحب نفسك بلا شروط وبلا حدود فإذا وقع لك حب الذات بالكامل فستحب كل ما فيك حتى الظلام نفسه! وستنسجم معه وتتناغم حتى يتحول الظلام فيك بسطوة وبهاء الحب إلى نور، فـبالحب إبتداء وإنتهاء وخلالا ستتفتح لك شيئا فشيئا المدركات للحقيقة من حولك، ستنظر بقوة أكثر من قوة البصر لترى حقائق الأشياء من حولك، وستستمع إلى صوت الوجود الحقيقي بغير أذنيك ! وستتحرر نحوك كل الحقائق والأنوار لتضيء لك هذه الروح التي فيك حقيقة الوجود كله وحقيقة نفسك و حقيقة كليتك وكمالك وكلما قاومت تدفق هذا الإلحاح فيك من جانب النور كلما عانيت آلام العتمة وأوجاع تزداد قسوة حتى تسلم وعيك الحسي لوعيك الاعلى إذعانا أو تخرج من هذه الحياة وتفتح أمامك كل النور مباشرة حين تفقد كل ادوات الوعي الحسي لحظة موتك فتحترق بالنور المتدفق والوعي الأعلى الذي سيهاجمك (عذاب الحريق) ! لأن له فيك تلك الروح التي يجب أن تعود لتتصل بمصدرها من جديد. فكن أنت، إسمح للنور أن يتدفق فيك قبل أن يفرض عليك.

͜ ✍ﮩ₰ الماستر الأكبر سعيد اتريس

___31 ديسمبر 2021___



#اتريس_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألف غاية و غاية
- الطبيعة الكونية
- من وحي الذات العليا
- على قدر حلمك تتسع الأرض
- إشراقات من أقداس الملكوت
- كيف يتأثر الإنسان بالسحر
- ما الطاقة الكونية
- الموت الطقسي
- الترددات بين المؤثر و الطبيعي
- فلسفة الماتريكس! الرؤيا من خلف الظلال
- مواعظ الحكمة من أقوال أبي مرة
- ثرثرة مع صديقي العجوز
- إستمع إلى قلبك الذي سيرشدك إلى ما تريد
- إيحاء الضمير الحر
- السحر الأسود من وجهة نظر العلم
- تأملات في علم طاقة و الوعي الروحي
- أصناف العلوم الروحانية وفق التراث العربي إسلامي
- ما الحاسة السادسة
- تكوين الإنسان الروحي
- معالم على طريق الإستنارة


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اتريس سعيد - المعراج إلى عالم الأنوار