أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اتريس سعيد - على قدر حلمك تتسع الأرض















المزيد.....


على قدر حلمك تتسع الأرض


اتريس سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 7119 - 2021 / 12 / 27 - 13:38
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


1/ الكون يريدك أن تعرف أنه من يتطاول على أطراف أصابعه، لا يقف طويلا، من يوسع خطاه لا يمضي بعيدا من يظهر نفسه لا يبدو للعيان، من يعتبر نفسه دوما على حق لن ينال الرضى، من يتفاخر لا يحوز المكانة من يتبجح لا ينال الإعتراف. الكون يريدك أن تعرف أنه، في قلة الكلام تناغم مع الطبيعة، الطبيعة لا تعبر عن نفسها بالكلمات، الريح القوية لا تهب طول الصباح، الأمطار الغزيرة لا تهطل على مدار النهار، من يقف وراء ذلك؟ السماء والأرض! ولكن السماء و الأرض لا تقيمان الأمور إلى الأبد وأقل منهما الإنسان، لذا ثبت قلبك على المصدر (الله) الكون يريدك أن تعرف أنه، إذا إنطويت، تستقيم، إذا إنحنيت، تغلب، إذا فرغت، تمتلئ، إذا بدوت باليا تتجدد، بالقليل تكسب! بالكثير تتبعثر! لذا فإن الحكيم يجعل من نفسه أمثولة، لا يظهر نفسه، ولذا يبدو للنظر، لا يعتبر نفسه على حق، ولذا يبرز، لا يتفاخر، لذا يحوز على المكانة، لا يتبجح، لذا ينال الإعتراف، لا يباري أحدا، لذا لا منافس له.
2/ إننا نبدوا تافهون تماما بالمقارنة مع الكون و طبيعته اللامتناهية و أبعادها المجهولة، نبدوا مجرد أطياف بلا ظلال حينما نحاول الخوض في إكتشاف تجربة الإنسان عبر التاريخ، بعد ذلك ندرك أن كل شيء سيستمر على حاله بعد موتنا، وكأننا لم نوجد على الإطلاق.
3/ الأفكار تؤدي لظهور كل شئ، كن مسؤول عن كل ما تفكر به. لأنك أنت من تنشئ عالمك بعقلك. الحالة الذهنية هي من تقود لتكوين عالمك، أنت من تظهر كل الأسباب السلبية الإيجابية، إن غرست الفكرة ثم أضفت العاطفة ستتجسد.
4/ اللقاء كان بيني وبينك في الظاهر و بينه وبينه في الباطن.
5/ لا ترضى بدور المشاهد على مسرح الحياة، تعلم كيف تدافع عن نفسك؟ كيف تتجاهل من يحبطك؟ تعلم كيف تكتفي بآراء الإيجابيين؟ أصنع لنفسك وسطا يشعرك بالراحة، يشعرك بالأمان، و بقيمتك حيث لا يتم تحقيرك، ولا إلغاء رأيك، ولا زرع الأفكار السلبية في عقلك الباطني، تعلم أن لا تتأثر إلا بمن هم أفضل منك.
6/ نحن نتعلّق بالأشخاص لأنّنا واهمون؟ فالأشخاض دائماً متغيّرون وفانون ! وحقيقةُ الأمر أنّنا نتعلّق بالشّعور الذي يوقظونه بداخلنا ويذكّرنا بطبيعتِنا الأصيلة التي فُطِرنا عليها "الحبّ" فالعطر هو ما يبقى عالقاً بالرّوح عندما يذبل الورد! التعلق يأتي من التشويش وعدم الرؤية الواضحة. يأتي من الذاكرة ويرتبط بالصور المخزنة والمعلومات المتراكمة فيها.التعلق مرتبط إرتباطا وثيقا بعامل الزمن، ويتغذّى على الماضي، والماضي ميّت ومنته؟ عندما نفهم آليّة عمل الفكر، وننظر بشكل فعلي وآني للعلاقة وللشّخص، وللرّابط، بإستقلاليّة. بدون إتّكاليّة وبلا تكهّنات أو آمال، ندرك أنّنا لسنا بحاجة لأحد ليكمّلنا لأننا مكتملين بذاتنا، وندرك أن التّعلّق مرضي، يبقينا منفصلين عن حقيقتنا وعن الواقع، يبقينا مغيّبين بالصّور، ومقيّدين بالمشاعر، التّعلق نقيض الحب.التعلّق يقفص الروح، يملي عليها الشروط ويكبّلها بلا رحمة. فكرة الأنا ومنطقه التّملك وحقيقته الإحتياج ! بينما الحب هو الفطرة والبساطة والحريّة، الحب عطاء بلا إنتظار لأيّ ثمن عطاء يفوح بالنّقاء وغايته هي ذاته! الحبّ لا زمن فيه ولا إرتباطات، إنّه العطر الأبدي للحياة، يفوح هنا!
7/ الحنين لا يعرف آداب الزيارة والغياب لا يملك حسن التصرف والشوق مدلل لا يستطيع إحتمال شيء، مشاعرنا تحتاج لتربية من جديد!
8/ داخلك الذي يسكنك الآن هو الذي يحدد كيف ستكون كل حياتك ! إذا عشت بخوف من نفسك ومن أن تكون أنت وبخوف من التمرد على كل الأقنعة المزيفة التي ترتديها سوف تبقى بقية حياتك تعيش خلف الأقنعة، ما تعيشه وتؤمن به الآن أنه أقوى منك وأنك أضعف من أن تغيره هو الذي يخلق كل هذا الوجود السام حولك، خوفك من أن تكون حقيقيا سيبقى هو الذي يفرز لك هذه السموم حولك سواء كانوا أشخاصا أو ظروفا مادية أو واقعا هزيلا، عليك أن تؤمن بالإلهي الذي فيك، إستيقظ فأنت روح الله، هذه النفخة الإلهية التي فيك أو بالأحرى الذي أنت فيها تحتاج منك فقط أن تشعر بها وتؤمن بها، كيف تدعي أنك تثق بالله وبأن كل شيء سيكون على ما يرام وأنت لا تثق في نفسك وفي قدرتك على التغيير والصراخ في وجه أقنعتك ؟ كن أنت فما أنت إلا تلك الروح الإلهية فيك، ثقتك فيها هي عين ثقتك بنفسك، ثق بنفسك وتمرد على كل ما لا يناسبك، فمن يزرع القمح حتما لن يجني شعيرا ! لا تتوقع أن تزرع كل يوم خوفا وترددا وزيفا وتنتظر في موسم الحصاد أن تجني شيئا غير الخوف، ما أنت عليه الآن هو ما ستكونه غدا ببساطة، أدري أن ذلك صعب وشاق ويحتاج تضحيات لكن أنت تستحق أن تضحي لأجلك، لأجل حقيقتك، لأجل ما تستحق، فالإستحقاق من الحقيقة، كلما حققت حقيقتك كنت حقيقا بها و إستحقتك ! وحين تضحي بشيء أعلم أنك تضحي بكل ما لا ليس منك ولا يناسب روحك الطاهرة التي فيك، فقط آمن، آمن بنفسك، آمن بالله الذي فيك، وأمشي خطوتك بشجاعة نحو حقيقتك، وأترك لله الذي فيك أن يريك كيف يصنع الإيمان وكيف يعوضك عن كل شيء. كل جزء منك يبتعد عن الروح الإلهية التي فيك حتما سيغذي شيطانك، فشيطانك هو الوهم والزيف فيك، هل رأيت شيطانا من غير قناع ؟ هو يزخرف لك نفسه وكل شيء يتعلق به، يزين لك أمانا زائفا، يخفض ترددك لتبقى خائفا، فسلطانه عليك هو الخوف و الحزن، كل الترددات المنخفضة هي التي يحكمك من خلالها (ذلكم الشيطان "يخوف" أولياءه) هذه ولاية الشيطان وهو الوالي عليك، وليته على نفسك بالخوف وحين تخلع أثواب الخوف والحزن ستكون ولي الله بدل أن تكون ولي الشيطان (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) كن خائفا حزينا تكن من أولياء الشيطان (الوهم) وكن عكس ذلك تكن من أولياء الله (الحق) إخلع زيفك (الوهم) تكن أنت (الحق).
9/ متى يموت الزمن لتنطفئ تلك النار السوداء التي حدثتني عنها ياصديقتي؟ حيث تفقد الاشياء أناها المتعددة لتحل محلها الأنا الواحدة وحيث يصبح كل موجودٍ واحداً مع المكان.
10/ لكي تكون سعيدا بحق عليك أن تكون خارج عقلك، إذا أردت أن تطلق البهجة التي في قلبك، كن خارج عقلك، لا تنسى أن الإحتفال الحقيقي يكون بلا عقل، قلبك هو الممر بين روحك وعقلك، لابد للفرح الذي في روحك أن يتحرك عبر قلبك، وإلا فلن يدخل عقلك، المشاعر هي لغة الروح، وسوف تحبس هذه المشاعر في قلبك إذا كان لديك عقلا منغلق. لهذا السبب فنحن عندما نشعر بالحزن الشديد نقول قلوبنا تنكسر وعندما نشعر بسعادة بالغة نقول قلوبنا تنفجر. إفتح عقلك وإسمح بالتعبير عن مشاعرك، ودفعها بعيدا للخارج، وعندها لن ينكسر قلبك ولن ينفجر، ولكنه سيكون قناة تتدفق عبرها طاقة الحياة التي في روحك بحرية، الفرح هو الحياة معبراً عنه، إن التدفق الحر لطاقة الحياة عبر قلبك هو ما نسميه الفرح، جوهر الحياة هو الوحدة، الوحدة مع كل ماهو كائن، هذه هي الحياة، الوحدة والتعبير، الشعور بالإتحاد هو ذاك الشعور الذي نسميه الحب، لذا يقال أن جوهر الحياة هو الحب، الفرح إذن هو الحب معبراً عنه بحرية، كلما كان التعبير الحر واللامحدود عن الحياة والحب، أي تجربة الوحدة والإتحاد مع كل شئ موجود ومع كل كائن عاقل محظور وممنوع ومحرم ومقيد بأي شرط أو ظرف، فإن الروح والتي هي الفرح ذاته لا تعبر عن نفسها بشكل كامل، وهو الشعور الذي نسميه الحزن، مساء الفرح الذي يمر من أرواحكم عبر قلوبكم إلى عقولكم.
11/ لاشئ ينقصك فى هذا الوجود إلا أنت إذا عثرت عليك وجدت كل شئ.
12/ من جمال نفوسنا أن نرى جمال الناس ومن صفاء قلوبنا أن نحب حسن الظن بالناس و من الرغبة في الخير تتكون الصدقات الدائمة و روعة الأشياء لا تلمس باليد بل بالروح، مدخلها العين، محركها الفكر، ومستقرها الفكر، عش لحظاتك بعين تحب الجمال و فكر متفتح، تستطيع عندها أن ترى جمال الحياة مهما كانت المصاعب، ومهما إشتد الألم فإن الأمل ملجأ للروح.
13/ كنّ أنت! نعم أنت بشخصيتك وعفويتك، بثرثرتك وكَلماتك، لاداعي لإتعاب يدك بحمل قناعٍ لا يُشبهك إطلاقاً! لاتقتبس شَخصية أحد وتَكذب على ذاتك لإشعارها بأنها أنتَ الحقيقي! كُلنا بَشر، نعم وجميعُنا لديه ما يُقارب أربعونَ شبيهاً تقريباً، هذا لا يعني أنه لا يمكننا الإختلاف وإظهار ذاتنا الحقيقية أياً ما كُنت تواجهه وتُحاول إثباته لن يخرج إلا منك أنت بفسيولجيتك الحقيقية وعلاقتك وفهمك للحياة بالشَكل المناسب، لاتَستنسخ ذاتك إحذر أن تَكون نسخة أيّ شَخص كان، إياك والإقتراب لهذه الناحية من التَشابه سَترهقك وبشدة، ستنحدر بك لناحية الإكتئاب دونَ أن تشعر، وما ستشعر به حقاً هو طَريقة تقمص هذه الشَخصية بك أكثر للعُمق بسبب عدم وجود شَخصية حقيقية لَك، إصنعها أنتَ وحُب ما عليه ذاتك حتى إن لَم تكن مُعتاداً على هذا حاول! نعم حاول أن تُظهر داخلك بالشَكل المُناسب، فَعندها ستستطيع إيصال ماتريد قَوله بعينك دون أي تردد ستتغير حياتك بشكل رائع يُسعد قَلبك و يبهج مَبسمك فَتشعر بقيمة هذه الحياة أخيراً مع ذاتك أنت.
14/ إياك والإنتصارات الزائفة! لأنها لا تزيدك إلا خذلاناً فالنصر على فلان أو فلانة أو تسديد ضربة لفلان في موقف ما أو أن تكون أو تكوني أجمل فيغتاض فلان أو فلانة! أو أن تكون الأكثر أناقة فتغيض من يراك، أو أنك تركب ما لم يستطع أن يركبه فلان، أو أن يعلو صوتك على أصواتهم،
فكل هذا لا يعكس سوى ما نعانيه من خواء! و الخواء يزداد مداه بكل خطوة خاطئة! لأنها مكلفة! فلا تدعي الكمال بما تملك، وإلتفت إلى ما لا تملك لسد ثغرات ذاتك، فالحكمة هي ضالة المؤمن، والفكر هو ردائك الذي يستحق الفخر، ونفسك هي أول من تحتاج أن تحسم معاركك معها قبل أن تتصالح!
فلا يغرنك كلام فلان ومديح فلان، فالحكيم هو من يتضايق من المديح لما ليس فيه، كما تضايقه إساءات الغير على ما ليس فيه، فلا تدعي أنك إبن الحكمة، فالحكيم هو من صنعته أخطاءه بقدر ما صنعته نجاحاته! وأياك والشماتة فلا تعلم ما يخبئه لك الغد!
15/ إذا ذهبت إلى مكان بعقلك فسوف تكون هناك بجسمك هكذا سيظن العقل الباطن.
16/ لا تطلب شيئا من الناس بل أطلبه من الله بقوة عقلك الباطن أولا.
17/ أحسن لنفسك ولغيرك وآمن بإستحقاقك تصبح في النعيم.
18/ إتبع الإلهام الذي سيدلك على تحقيق مرادك.
19/ إعاقة تحقيق ما تريد أو حصول ما لا تريد كل ذلك بسبب المشاعر السلبية وإختلافها مع إرادتك.
20/ ليحصل كل ما ترغب يجب أن تجعل كل أفكارك و مشاعرك و تخيلاتك إيجابية وتتوافق مع إرادتك.
21/ أسرع وسيلة مختصرة للجذب هي أن تكون سعيدا وأن تشعر بالسعادة ذلك سيجلب كل شيئ بسهولة.
22/ لا تحارب مستوى إيمانك إذا كان قليلا أو إذا شككت آمن مرة واحدة فقط ولا تفكر كثيرا و دع الأمر لعقلك الباطن.
23/ الفكرة التي تأخذها الآن عن الشيئ تظهر به والفكرة التي تأخذها عن علاقة البشر بك هي التي تظهر لك.
24/ لا تضحي لأجل أحد، أفكار التضحية بالنفس ملئية بالنقص والسلبية وتعني إعطاء ما تحتاج ولكن كن محسن و معطاء هذه تعني إعطاء ما يزيد عن الكفاية.
25/ إنتبه من أن تشعر إتجاه نفسك بمشاعر سلبية، سيبقى يظهر لك بتلك الفكرة، ️الأداة السحرية لتغيير أي شيئ هي تغيير فكرتك عنه ونظرتك له، ️لا تفكر في سلبيات الأشخاص أو الأشياء لأنها ستبقى تظهر لك، فكر في إيجابياتهم وسترى منهم الإيجابيات.
26/ ️لا تفكر في سلبيات الأشخاص أو الأشياء لأنها ستبقى تظهر لك، فكر في إيجابياتهم وسترى منهم الإيجابيات.
27/ أعط أهمية لنفسك وأحسن إليها و إهتم براحتك وسعادتك والمودة لنفسك كن سعيدا مع ذاتك ليكن الجميع سعيدا معك ️وكن محبا لنفسك ليكن الجميع محبا لك.
28/ الأداة السحرية لتغيير أي شيئ هي تغيير فكرتك عنه ونظرتك له.
29/ إنتبه من أن تشعر إتجاه نفسك بمشاعر سلبية، ستبقى تظهر لك بتلك الفكرة.
30/ إفتقاد الحميميّة مع الكون و مع الوجود، و الإنفصال المشاعري سببه عدم الحضور في الآن، فأنت مثل طبق هوائي للتّلفاز متّجه إلى الفضاء، لكن العدسة لا تعمل، المستقبل غير موجود، و بالتّالي المرسل يبعث إشارات و المستقبل غائب. و من هنا يأتي إفتقاد الحميميّة، لأنّك غير حاضر لإستقبال البث، أنت غير حاضر في اللّحظة، غير حاضر في الآن.
31/ مفتاح الرّجوع للحميميّة الكونيّة و الشّعور بالإحتواء و بإحتضان الكون و بإحتضان الرّوح هو الحضور في الآن.
32/ الجميع يتكلّم عن الحضور في الآن و لكن كيف نفهمه؟مفتاح الحضور في الآن هو الشّعور التّام بالواقع المحيط في وقته، أيّا ما تكون هذه المشاعر. و لكن هذا الشّعور أين أشعر به؟ تخيّل معي سينما، هناك بروجيكتور في الخلف يرسل المشاهد، و هو الّذي يجسّدها على الشّاشة، المشكلة أنّنا عندما نتكلّم عن الحضور في الآن، هناك من يعتقد أنه يجب عليه الحضور في الفيلم داخل الشّاشة و يتفاعل مع الأشخاص و المحيط، و لكن الحضور في الآن هو الحضور من لحظة بداية خروج الإشارة أو النّبضة من البروجكتور العاكس على الشّاشة، أي تحضر المسار من بدايته إلى نهايته و تشعر كلّ المشاعر على حقيقتها.
33/ الحضور في الآن هو سرّ التّجلّي. و لكن غيابك و ضياعك داخل المشهد و داخل الشّاشة بحيث تصبح جزءً من العرض، هو الّذي يجعلك غائبا في الزّمن، غير حاضر، فأنت فقط جزء من فيلم ميّت و غير موجود شعوريّا، فالموجود شعوريّا، هو من يكون حاضرا عند النّبضة عند الشّعور. هذا الشّعور هو الّذي يكون موجود داخلك من روحك، هو مصدر التّجسيد الّذي يظهر على الشّاشة. و بالتّالي الحضور في الدّاخل شعوريّا و كذلك حضور مشاهدة الواقع دون التّأثّر، فأنت فقط تراقب الواقع دون التّأثّر به لأنّك أنت كنت أساسا عند المصدر، فأنت تعرف أحداث الفيلم الّتي تتجسّد. و المشاهد المتجسّدة على الشّاشة، أنت تعرفها و بالتّالي هي لا تحرّك مشاعرك. عندما تريد تحريك مشاعرك و أنت داخل العرض و داخل الفيلم، فهذا ليس حضور في الآن لأنّه متأخّر. فالحضور في الآن يكون في اللّحظة الّتي كانت تتدفّق فيها المشاعر داخلك أيّا ما تكون هذه المشاعر، بغضّ النّظر عن رد فعل الشّاشة أو الواقع أو الحياة، فأيّا ما تكون الشّاشة، فأنت حاضر داخلك في ذاتك مع روحك، و ليس في الشّاشة الّتي لا تقدّم أي جديد.
34/ مثلا عندما تشاهد فيلم رعب، و تكتم مشاعر الخوف و تخرج في مكانها مشاعر فرح مثلا، هنا السّماح لمشاعر الرّعب بالظّهور هو الحضور في الآن، لأنّك حاضر فيه، حاضر داخل الرّوح المشاعريّة، و بالتّالي السّماح بتدفّق المشاعر، لأنّك تكون متوازن و متوافق مع المشاعر الكونيّة، ففي هذه اللّحظة السّرمديّة الّتي لا تُقاس بالزّمن، هذه الإنسيابيّة، و هذا التّوافق بينك و بين اللّحظة السّرمديّة، هو الحضور في الآن.
35/ السّماح بتدفّق المشاعر في كلّ لحظة كما حضرت في أثناء تدفّق المشاعر بتلقائيّة و إنسيابيّة و عفويّة هو الحضور في الآن، فمشاعرك متزامنة و متوافقة. لا يوجد كبت أو حجر في طريق إحساسك بمشاعرك. لا يوجد مقاومة من أي نوع لسريان هذه المشاعر داخلك بمنتهى البساطة و السّلاسة، و بالتّالي هذه المشاعر متدفّقة من المصدر اللّه سبحانه و تعالى و أنت تسمح لها بالمرور بكلّ إنسيابيّة، و عفويّة و تلقائيّة.
36/ عندما أشاهد هذه المشاعر متجسّدة في الواقع، فأنا ليس لديّ أيّ مشكلة في السّماح بتدفّق هذه المشاعر، و لكن تنشأ المشاكل عندما أنبذ هذه المشاعر، و أقاوم تلقائيتها و إنسيابها و عفويّتها و مرونتها و أمنع ظهورها و مرورها البسيط، و لذلك تتراكم هذه المشاعر و تصبح سدود و تصنع إنسدادات في مجاري الجسد المشاعري، فأعاني من مشاكل نفسيّة كالأرق و الإكتئاب و الكبت و حتّى أمراض جسديّة و تجلّطات، فكلّ إسقاطات المنظومة المشاعريّة أكيد ستنصبّ على منظومتنا الجسديّة.
37/ مفتاح الحميميّة الكونيّة، هو السّماح بتدفّق المشاعر بنسبة %100. مهما كانت الأحداث فأنت غير متفاعل معها، بل متزامن مع مشاعرك، و تسمح لها بالتّدفّق. و بما أنّ الكون حميمي و إحتوائي و يحتضننا، فإنّ هذا التّزامن و هذا السّماح للمشاعر بالتّدفّق، سيشعرك بالحميميّة و الإحتواء و الحب و ستتدفّق في أركان روحك المشاعر النّورانيّة و الإلهيّة وتتفتّح زهرة الرّوح، لانّ كلّ جزء منها، أصبح مغذّى من المصدر، من اللّه سبحانه و تعالى.
38/ بمجرّد حضور هذه الحالة و هذا الإتّحاد مشاعريّا مع المشاعر المتدفّقة من المصدر، سيتمّ تلقائيّا توحيد ما بين المشاعر الكونيّة العليا و المشاعر الشّخصيّة الفرديّة، و ردود فعل المرآة.
39/ أنت لديك أجساد أخري غير مرئية، جسدك الأثيري أو الطاقي يتغذى كما يتغذى جسدك المادي لكنه يتغذى بالطاقة الغير مرئية، هناك مداخل ومخارج وبوابات لتلك الطاقة في جسدك الطاقي ومعروف أماكنها بالتحديد في جسدك المادي، لن أتكلم عن البوابات لكن سأتكلم عن المداخل والمخارج الأخرى للطاقة المتمثلة في ( الحواس ) عيناك مدخل و مخرج، فمك مدخل ومخرج، أذنك مدخل للطاقة وهناك مداخل أخرى، ثلاثة مداخل مهمة جدا، إنتبه عندما يستقبلوا الطاقات من حولهم، إنتبه لعيناك أن ترى كل جميل وتخرج مباركات ونور للآخرين، إنتبه لفمك أن يقول قولا طيبا ويدخل له غذاءا جيدا لأن الطعام المادي له تأثير علي طاقة الجسد، إنتبه لأذنيك أن تسمع كلمات طيبة وتدخل لها طاقة نظيفة بعيدة عن أخبار الناس وخصوصياتهم. كل ذلك مؤثر جدا علي الجسد المادي، وكما يصوم الجسد المادي عن الطعام ويعود ذلك بالنفع عليه والصحة فكذلك الحواس، ما أود أن أقوله لك، أن هناك صوما من نوع آخر لم نألفه جميعا أن تصوم عن الكلام وعن السمع والنظر، تلك أنواع للصوم يفضل كل فترة تجربتها حتى ننظف الداخل ونتخلص من التخمة الطاقية للكثير مما إستقبلناه، جرب أن تجلس بوعي بمكان مظلم وأغمض عيناك بنية الصيام وأعد برمجة حاسة النظر لديك بنية داخلية منك، جرب أن تضع سدادات لأذنك وتجلس بصمت و أعد برمجة حاسة السمع لديك، وتأكد أن بعد ذلك ستصبح إنسانا إنتقائيا جدا لما تراه وتسمعه وتقوله.
40/ لكل حاسة من الحواس الجسمانية حاسة مماثلة تقابلها في عالم الأثير وهي تمتاز عن مثيلتها الجسمانية من حيث الحساسية. أي أن العين الأثيرية ترى على مسافات بعيدة جدا، لا يحجبها حائط. كذلك الإذن الأثيرية تسمع من مسافات بعيدة. وهكذا بقية الحواس تعمل على مسافات أو حدود أبعد من حدود الحواس. وهكذا يكون الشخص القوي الحواس الأرضية مازال محتفظا بجزء من قوة حواسه الأثيرية لأنها هي الأصل والحواس الأرضية الفرع.
41/ سمي العقل اللاواعي بهذا الإسم، لأن الوعي هو البصيرة فغياب الوعي يعني العمي لذلك فهو عقل لا واعي يعني أعمى والأفضل أن نسميه العقل الأعمى ولأن الوعي هو النور فغياب الوعي يعني الظلام لذلك من الأفضل أن نسميه العقل المظلم ولأن الوعي هو الإنتباه واليقظة فغياب الوعي هو النوم لذلك من الأفضل أن نسميه العقل النائم ( الناس نيام فإذا ماتوا إنتبهوا ) المستنيرون في حالة يقظة وإنتباه وفي حالة حضور دائم في اللحظة ذلك لأن عقلهم اللاواعي تحول بشكل كامل إلى وعي مبصر ومستنير، أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها "
42/ إعتياد الأشياء يفقدنا روح الحياة لأنه قتل للنفس وتشبه بالجماد فالتعود يخدر المشاعر ويعطل الأفكار ويلغي إنسانيتنا وتنطمث معالم الشخصية ونصبح الآت بشرية,علينا أن نعيش حياتنا بتفاصيلها ولا نعتاد على ما يسلبها منا، فالتعود على الألم والإهمال والدموع و قبول الخسارة و التعود عليها تحت مسمى التضحيات يلغي دورنا الحقيقي في الحياة.
43/ لقد كفى بعض آنساتنا أن يقصصن شعورهن وأن يضعن على أعينهن نظارات ملونة ليكونوا جميلات حتى يقتنعن فورا بأن هذه النظارات الملونة تهب لهن آراء شخصية و إعتقادات خاصة وإعجابات مزيفة عابرة.
44/ الإنسان العادي، العابر، المحدود الذكاء، المحدود التفكير والعقل، هو من يستطيع بسهولة أن يظن أنه مميز وأنه جميل وأنه عظيم و يتباهى بقطع قماش يلبسها أو سيارة يركبها أو كتاب سنوي يقرأه و يظن نفسه مثقف و يمكن أن يطمئن إلى هذا الظن و يسعد به طويلأ حتى ينصدم و يدخل في طريق الوعي والفكر والتجارب.
45/ يا صديقي أحيانا يجب أن لا تحترم نفسك أو تقدرها حتى تعمل على صقلها وتعليمها وتدريسها أسلوب وسلوك الحياة وتتناصف معها المعاناة والرويات والكتب والفكر والوعي.
46/ يا صديقي ليس عيباً أن تبكي أو تفشل، فالبكاء يعلمك القوة، و الفشل يعلمك النجاح، لا شيء يأتي ضدك إلا لمصلحتك، كل كسر في قلبك هو مدخل للنور، السعادة ليست حلم، ولا وھم، ولا بِأمر مُحال، ھي تفاؤل، و حُسن ظن، وثِقةٌ بِالله. بل هي قرار ينبع من أول ولادة لحظات في يومك، سابق الشمس، إياك أن تستيقظ وهي في منتصف السماء. هي تريدك ان تقوم وتستقبلها و كأنك على عتبات المطار تستقبل غائب.
47/ تذكر أن من علامات محبة الله لك أن يمنحك الرضا، يمنحك الشغف الذي لا يقف كنار تشتغل كل ما إقتربت منها و أعطيتها بعض الحطب لتبقى مشتعلة إلى آخر يوم في الحياة، الرضا عن كل شيء، عن وجودك، عن وضعك، عن أولادك، عن أهلك، عن دخلك، وعن كل شيء مسخر لك، و من منح الرضا فقد أسعده الله. "و والله لو شققنا عن قلب المؤمن الراضي لوجدنا فيه سعادة لو وزعت على أهل اﻷرض لكفتهم"
48/ انا هنا لا أقول أني مثالي، أنا و أمثالي، بل نسعى بكل شغف ونقع وننهض من جديد بترياق سحري للحياة، نحن لسنا مثاليين، لا أحد بيننا مثالي، لكننا أكثر جمالا من المثالية،
نخطئ ونتصرف بغباء ثم نتعلم، ننكسر ونتهشم ثم نرمم أنفسنا من جديد، نتطور بشكل مستمر كل فترة، تطحننا الحياة، لكن ما زلنا متمسكين بالأمل، نصاحب أحلامنا كل يوم ونتعايش معها بكل حب، صدقوني نحن أجمل من المثالية بكثير، نحن هنا لنخطئ، لنتعلم، لنمارس العلوم. لنصقل مهاراتنا، لنكتشف هدايانا، إذا ماسعينا وكسرنا كل القيود والشفرات المجتمعية والبرمجات القديمة سنكون تحت نور الشمس الأبدية.
49/ و كفى ذاك الشخص من الناس أن يكتشف في قلبه ذرة عاطفة إنسانية و طيبة أو كما يتصور له حتى يتأكد فورا من أنه لا أحد يشعر بمثل هذه العاطفة و أنه من رواد التقدم الإنساني وأهل المنظمات الانسانية و كفى فلان الآخر أن يتمثل فكرة سمعها من أحد الناس أو قرأها في أحد الكتب العابرة دون أن تكون لها بداية أو نهاية حتى يتخيل أن هذه الفكرة خاصة به نابعة منه، قد نبتت في فكره و خرجت من رأسه هذه حالة مدهشة يمكن أن نصفها بأنها السذاجة بعينها إن صح التعبير.
50/ فلتقف لنا الحياة إحتراماً نحن الذين غضضنا بصرنا حين كسرتنا الظروف، نحن الذين إبتسمنا في وجه من خذلنا وقال فينا ما ليس فينا، إبتسمنا في وجه الحياة مهما كانت صعبة فهناك ألف نعمة وأمل نعيش لأجلها، نحن من خيطنا الأمل كمعطف لنلبسه كل ليلة باردة، قاوم، قاوم، صدقني ستصل، أحلك اللحظات سواد هي التي قبل بزوغ الفجر، إغتسل بالماء المقدس وأسجد، و إرفع كلمة الله أكبر، لا ترضى بالنوم الطويل، حتمآ سننام ولن نقوم إلا على صبيحة يوم القيامة، لا ترضى أن تكون في منطقة الراحة، منطقة القلق والخوف والإكتئاب، غامر وإلا مافائدة أنفاسك، ستجد الله في كل زوايا الجمال والرحمة.



#اتريس_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشراقات من أقداس الملكوت
- كيف يتأثر الإنسان بالسحر
- ما الطاقة الكونية
- الموت الطقسي
- الترددات بين المؤثر و الطبيعي
- فلسفة الماتريكس! الرؤيا من خلف الظلال
- مواعظ الحكمة من أقوال أبي مرة
- ثرثرة مع صديقي العجوز
- إستمع إلى قلبك الذي سيرشدك إلى ما تريد
- إيحاء الضمير الحر
- السحر الأسود من وجهة نظر العلم
- تأملات في علم طاقة و الوعي الروحي
- أصناف العلوم الروحانية وفق التراث العربي إسلامي
- ما الحاسة السادسة
- تكوين الإنسان الروحي
- معالم على طريق الإستنارة
- ماذا ستقول لو سكت العالم دقيقة ليسمعك؟
- ما مفهوم الطاقة السلبية
- أحلم بإمرأة هندوسية الفخذين
- أيها الإنسان أنت ظِلٌّ لاشيء؟


المزيد.....




- قدمت نصائح وإرشادات للمسافرين.. -فلاي دبي-: إلغاء وتأخير بعض ...
- -شرطة الموضة-.. من يضع القواعد بشأن ما يُسمح بإرتدائه على مت ...
- رئيسي لبوتين: إيران لا تسعى للتصعيد في الشرق الأوسط
- إسرائيل.. إصابات جراء سقوط مسيّرتين أطلقتا من لبنان (فيديو + ...
- إسرائيل تغلق الطريق رقم 10 على الحدود المصرية
- 4 أسباب تستدعي تحذير الرجال من تناول الفياغرا دون الحاجة إلي ...
- لواء روسي: الحرب الإلكترونية الروسية تعتمد الذكاء الاصطناعي ...
- -سنتكوم-: تفجير مطار كابل عام 2021 استحال تفاديه
- الأمن الروسي يعتقل مشبوها خطط بتوجيه من كييف لأعمال تخريبية ...
- أوكرانيا تتسبب بنقص أنظمة الدفاع الجوي في الغرب


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اتريس سعيد - على قدر حلمك تتسع الأرض