أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اتريس سعيد - فلسفة الماتريكس! الرؤيا من خلف الظلال















المزيد.....

فلسفة الماتريكس! الرؤيا من خلف الظلال


اتريس سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 7113 - 2021 / 12 / 21 - 14:32
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ترددت هذه الكلمة كثيرا، في الفترة الأخيرة ولكنها تحمل فلسفة غامضة تحتاج إلى وعي في إدراكها وما تشير إليه, تعني الكلمة في الإنجليزية Matrix أي مصفوفة؟ تم إقتبسها من الترجمة اللاتينية (ميتوكونتا ريكس) والتي تعني الجوهر الباعث، والتي إشتق منها الرائع ماكس بلانك مصطلح الكوانتوم، في الفيزياء الحديثة أو الفيزياء الكمومية التي تبحث في لب و جوهر الأشياء، أما سؤال ما معنى مصفوفة؟ المصفوفة هي نظام رياضي وهي أحد فروع الجبر الخطي عادة ما تكون عبارة عن عدد من الرموز أو الأرقام تكتب في صورة صفوف و أعمدة بين قوسين و بتطبيق قانون معين، تعطينا عدد من الحلول والإحتمالات لتحول عدد صغير من الأرقام إلى نتائج وحلول لا نهائية، لذا تستخدم في جميع الفروع العلمية لتبسيط النتائج. السؤال هنا هو ما علاقتها بالفلسفة؟ وماذا تعني المصفوفة الذهنية؟ ولماذا تمثل خطر مبهم صار موضوع العصر؟ للإجابة على هذه الأسئلة يجب أن نعلم أصل الحكاية، منذ أن خلق الله الإنسان وميزه عن سائر المخلوقات وصورة بنفخة من روحه وحباه بعقل ليصبح من الظاهر محدود ومن الداخل غير محدود فاني و يحمل الأبدية بأعماقه، لذا أعطاه الله سلطان على الأرض والطبيعة وسلطة على كل دابات الأرض و أصبح له السيادة الأولى وحينما أدرك الإنسان تميزه بدأ بالتفلسف وقال (أنا افكر إذن أنا موجود) أشهر عبارة لديكارت الفيلسوف الفرنسي التي لقت ترحيب من كل الفلاسفة لأن الفكر هو بوابة الحواس والمشاعر وهو نبضة الفعل كي أكون ويصبح لذاتي هدف ومضمون تتحقق من خلاله، و إصطدم الفكر الديكارتي بفلاسفة الوجود اللذين قالو بل إن الوجود يسبق الماهية يجب أن أوجد أولا وبعدها أفكر، أحب، أعمل، إلخ وبدئت فلسفة جديدة تبحث في علة الوجود و الهدف منه وظهر أفلاطون في حوارته ليكشف سر الوجود والماهية في أروع حورات الفلسفة الأفلاطونية حول عالم الأشكال، إن علة الوجود تحتاج إلى كشف ومجاهدة. لأن بين الظلال والنور تكمن الحقائق، إن حقيقة هذه الدنيا تختفي وسط الظلال، كل ما نراه هو ظل لنور تكمن فيه المعرفة والهدف من هذه الحياة، ومن يكشف النور يحترق ليولد من جديد ويدرك علة الوجود؟ ويصيح في تلاميذه، أنصتو إلى صوت الحكمة، الدنيا نفقة ننفقها كي نجد حياة أفضل منها. وشرع الإنسان في صراع لتبديد هذه النفقة وهو حائر بين دونية النفس وسمو الروح! الطفو فوق الغرائز والطلب والضرورة وسباق العقل مع الطبيعة والعبث وتحليل ماهية الظلال أو السقوط في بئر الأعماق والتسليم الكامل إلى الله ليغمره النور و الخلاص من سعي خاسر وعبث بين الظلال، وبدأت المصفوفة الذهنية لتعدد الإحتمالات والحلول، أدرك الإنسان مواجهة وحشية الطبيعة وقسوتها وهو لايملك سوى مصفوفة من ستة عناصر (عقل وخمس حواس) وبدأ بهم الصراع! نظر إلى قدرات الطيور و لكنه لم ينتظر إلى أن يطور له جناحان ليطير، فصنع الطائرات والصواريخ والمركبات الفضائية ليفوق الطيور قدرة ويشق عنان السماء ويسبح بين المجرات والعناقيد النجمية، أو أن يطور له زعانف ليطوف البحار فصنع السفن والغوصات وعلم أسرار البحار وتغلب على قوة الأفيال وصنع المركبات الثقيلة لينقب الأرض ويساوي الجبال ويقتحم الطبيعة وطاقتها التي قسمها إلى صوت وضوء وحرارة ومغناطيسية وكهرباء، إكتشف أنه القوى العظمى التي تسود كل الأرض وحينما قرر أن يغوص في جوف المادة وجد أن المصفوفة تحتاج إمكانيات أكبر و أسرع من عقله لتعطي نتائج تكشف له أسرار الكون فصنع مصفوفة معقدة من الذكاء الصناعي ليتفوق على جمود وخبايا المادة ويتحدى قوة طاقتها ويسخرها لطوعه وقال إذا كان الضوء يحتاج أن يعبر سمك شعرة من رأسه 300 ألف كيلومتر في ثانية، إذن تقصير الزمن سوف يكشف أسرار المسافات. و إبتكر كاميرا الفيمتو التي تقوم بأسرع تقطيع زمني والتي تبلغ جزء من مليون بليون بليون جزء من الثانية وإستطاع أن يساوي الثانية ب 32 مليون سنة، ربما أزعجك هذا الرقم لكنه الحقيقة، إستطاع الإنسان أن يبحر ملايين السنين داخل الثانية بتكنولوچيا الفيمتو والنانو ويصنع كاميرا في حجم حبة الملح لتغوص داخل أسرار المادة وإستكشاف الذرات أثناء تكوينها للجزيئات بل وإقتحمت غرفة الخلية لتفضح الفيروس الذي يعد أصغر الكائنات على وجه الأرض وتراه وهو يقتل الخلية وتتعقب حركته وإكتشف أن جرام واحد من اليورانيوم تصدر عنه طاقة تساوي طاقه 2.5 طن متقد من الفحم. وأن حفنة جرامات من هذا اليورانيوم والراديوم المشع عند تخصيبها نواويا يمكن أن يفني بها العالم في 8 ثواني، وإلتفت الإنسان لأخيه الإنسان ورجعت شريعة الغاب في ثوب جديد "البقاء للأقوى"! ولكن في زي مصفوفة يغلفها الذكاء الصناعي، اللعبة إتخذت شكل جديد والمصفوفة التي كانت تبحث وراء المادة أشبعت رغبتها، وفي ظل الإمكانيات يمكن السيطرة على الإنسانية والتحكم في مصائر الآخرين، يمكن برمجة العقول ببث عدد من الترددات تغير من نمط الفكر وتجعله مستعد لتلقي معلومات معينة، يمكن العبث بالحروب البيولوچية و إطلاق وزراعة الأمراض والأوبئة ولا يستحق العيش سوى الأقوياء، صار هناك من يملك السم والترياق بل ويكتشف أن جرام واحد من الDNA يمكن أن يصبح ذاكرة تخزين معلومات تساوي 455/إكسابيت وأنه يستطيع الكتابة على أشرطة DNA وتحويلها إلى مصفوفة ثنائية من 0..1 مثل الحاسبات ليتحكم الذكاء الصناعي في كل البشر ويمكن أن تحركهم خيوط خفية للإنسياق إلى مفاهيم معينة! إتخذ قالب الماتريكس فكر ملوث يحمل السيادة والسيطرة. فقد العقل بكارثة الأولى التي بدأ بها البحث في الفلسفة، الحب، الخير، الجمال، الحق، أصبحت الظلال كثيفة والنور أبعد من بعيد! لا سبيل إلا الهروب من العقول الزاائفة وتحري سبل الفكر وظلال، العولمة الخبيثة، لا سبيل إلا بالعودة من جديد والسقوط بالأعماق. حيث النور والروح والحذر من عالم الظلال و قراصنة الفكر! لاسبيل إلى النجاة إلا إذا إنتحر العقل على مذبح الإيمان ليولد من جديد لمواجهة المصفوفة MATRIX والهروب من كهف الوهم و إدراك النور ببصيرة من فاحص النوايا والقلوب، لا سبيل إلا إذا إنتصر الحب و زالت الكراهية والطرق على بوابة الأبدية لتختفي الظلال ويغمر النور الإلهي النفس البسيطة، الضعيفة ليحميها من شر العقول الخبيثة وجنود الظلمة التي تطعن في الظلام بمصفوفة تهدد العالم إنطلقت ولن تتوقف.

_____الماستر الأكبر سعيد اتريس_____

_____25 ديسمبر 2021_____



#اتريس_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مواعظ الحكمة من أقوال أبي مرة
- ثرثرة مع صديقي العجوز
- إستمع إلى قلبك الذي سيرشدك إلى ما تريد
- إيحاء الضمير الحر
- السحر الأسود من وجهة نظر العلم
- تأملات في علم طاقة و الوعي الروحي
- أصناف العلوم الروحانية وفق التراث العربي إسلامي
- ما الحاسة السادسة
- تكوين الإنسان الروحي
- معالم على طريق الإستنارة
- ماذا ستقول لو سكت العالم دقيقة ليسمعك؟
- ما مفهوم الطاقة السلبية
- أحلم بإمرأة هندوسية الفخذين
- أيها الإنسان أنت ظِلٌّ لاشيء؟
- نصف الحلم يسرد نصفه آخر
- في منتصف الطريق إلى القمر
- من أين للمسطرة القدرة على فرض هاته الإستقامة
- لا شيء يعجبني على الإطلاق
- لا أحب الأشياء المتاحة للجميع
- إنتفض لروحك و أنهي هذه المهزلة


المزيد.....




- مصدر لـCNN: مدير CIA يصل القاهرة لإجراء مزيد من المحادثات بش ...
- -من المهم أن تفهم أن آخر شيء أريد فعله هو وضعك في السجن-
- بيلاروس تجري اختبارا مفاجئا لحاملات الأسلحة النووية التكتيكي ...
- زاخاروفا: روسيا قد تضرب أهدافا عسكرية بريطانية في أوكرانيا و ...
- بوتين يؤدي اليمين لولاية دستورية جديدة
- تقارير إعلامية تتحدث عن آخر النقاط الخلافية في مفاوضات غزة
- بوتين يتوقف أثناء مراسم تنصيبه ليصافح ضيفا بين الحضور.. فمن ...
- ضابط بريطاني: الأسلحة الروسية مصممة لإسقاط مقاتلات مثل -إف-1 ...
- وزير الدفاع المصري يبحث مع قائد القيادة المركزية الأمريكية ا ...
- وسائل إعلام: الزعماء الأوروبيون يشعرون بالرعب من التصعيد في ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اتريس سعيد - فلسفة الماتريكس! الرؤيا من خلف الظلال