أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد جاسم - أَحلام وكوابيس عن أُمي وصبيحة














المزيد.....

أَحلام وكوابيس عن أُمي وصبيحة


سعد جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 7122 - 2021 / 12 / 30 - 18:49
المحور: الادب والفن
    


لاأَدري...
هَلْ كانَ حُلماً
أَمْ كانَ كابوساً أَسود
حيثُ رأَيتُ : قلبي الحزين
يَسقطُ من جسدي المُنْهَكِ
من قسوةِ الخوفِ والتعبِ والقلقِ
وهواجسِ الكورونا الحمقاء
وكذلكَ رأَيتُ رأَسي
هوَ الآخرَ يتهاوى مُشتعلاً
مثلَ كُرةٍ من نارٍ
وشرارٍ ولهبٍ مجنونْ
ثمَّ رأَيتُ رأسي
يسقطُ متوهَّجاً
وكانتْ تبدو عليهِ
بقايا ابتسامةٍ مُرَّةٍ وساخرة
مثلَ رأْسِ الحسين
ورأْسِ الحلاج
ورأْسِ المتنبي
ورأْسِ السهروردي
ورأْس علي بن أَبي طالب
المملوءِ بالحكمة
والاسرارِ والنورِ العلوي
المتوهِّجِ الى أبدِ الآبدينْ

وعندما صحوتُ من حُلمي الخادع
أَو من كابوسي الفاجع
تحسستُ رأسي فوجدتُهُ
يتصببُ عرقاً ورحيقاً
وماءً عذْباً فراتْ
ثُمَّ تحسستُ قلبي الحزين
فوجدتُه خائفاً ومرتبكاً
ولكنَّهُ مازالَ ينبضُ
بحبِّ إمرأةٍ سومرية
لمْ تغادرْ طفولتَها وبراءتَها
وخَجلَها الجنوبي
وبيتَها الطيني
الذي كانتْ ولازالتْ تسكنُهُ
برغمِ غيابِها الأَبدي
وهي أُمي المدعوة :
" بدرية مزهر"
لها الرحمةُ والطُمأنينة
وعلى روحِها السلامْ
وكذلكَ كانَ قلبي
يتوهَّجُ بحب صَبيَّةْ
من " الديوانيةْ "
وكانَ إسمُها الملائكي
مثل قلبِها العاشقِ
والباذخِ والنوراني
وكانَ إسْمَها : " صبيحة "
صبيحةُ التي كانَ
" كزار حنتوش "
الشاعر الكوني الفقير
كُلَّما رآني مَعَها ...
يقولُ مازحاً وفاضحاً
في حضرتِها الهاشمية
المتلألئةِ بنور ملائكي
يُشبهُ أَنوارَ المُطلقِ الازلي :
" عمّي إنتِ مَرَهْ
لو كارثة ربانيّة ؟ "
وكذلك كانَ الحنتوش
يتغزَّلُ فيها قُدّامي ويترنَّمُ :
: { صبيحهْ ...ياصبيحهْ
إنتِ غزالهْ معَطَّرهْ
وْهَمْ إنتِ شيشة ريحهْ
وإنتِ شمس خجولهْ
تمشي على أَرضْ اللهْ
وحارْ اللهْ حيلْ بطينكْ
وحارْ النبي ومسيحهْ }
فكُنّا نضحكُ ضَحِكاً
عراقياً يتعالى عطراً وندى
وريشَ حمامٍ وبلابلَ حبٍّ
ثُمَّ يتصاعدُ نحو سماواتِ
الحُبِّ وأَعالي العشقِ
وإشراقاتهِ وتجلياتهِ وغواياتهِ
وفاكهتهِ السحرية
وجنوناتهِ الصوفيةِ التي تُشبهُ
أَجنحةِ حمامِ الحُريةِ وهوائها
ولذتِها ومعناها اللذيذ

ولكنَّ المؤسفَ والموجعَ
في كابوسِنا الحُلُمي
وفي حُلْمِنا الكابوسي
أَنَّ أَخاها الشاعرَ الحداثوي
والمُتَدَيِّنَ السلفي
والديوثَ العائلي
قدْ أَطفأَ روحَها الكونيةَ الوهّاجَة
وأَستباحَ قلبَها الفراتيَّ العاشق
حينَ حَكَمَ على حبِّها الطفولي
بالإعدامِ عشقاً وشوقاً
وموتاً بطيئاً ... بطيئاً
حتى الغيابِ الرهيبِ
في جحيمِ الوجودِ
ومتاهاتِ الأَبدية

الآنَ وبعد سنواتٍ قاحلةٍ
على هذا النزيفْ
وعلى هذا الشجنِ الرهيفْ
مازلتُ اسألُ نفسي بذاتِ الخوفِ
والقلقِ والشجنِ والشغفِ
والخساراتِ والفقدان :
هَلْ كانَ ذلكَ حُلْماً
أَمْ كانَ :
كابوساً أَسود ؟
------------------
كندا 1-12-2021



#سعد_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امرأَة الشهقة الأَخيرة
- اضاءات حول حداثة السياب
- هايكو برائحة الشاي العراقي
- هايكو عراقي : مشروعي الشعري المسروق بلا اي خجل او ضمير ثقا - ...
- سيلفي مع قمر وشجرة وغزالة
- حال الناصرية
- غزالة الأَبدية
- خضراء أَنتِ خضراء
- تفاحة زرقاء مسمومة اسمها : أَرض الله
- حصّتُنا من النفط
- البكاءُ على إلهٍ مقتول
- الله والشاعر والنساء
- إِزدهارات سلمان داود محمد
- سعدائيــل البابلي أو رأَيْتُ كُلَّ شيء
- عراق الله والامهات
- مرايا الحب والرغبات
- لسْتُ أُحبُّكِ فقط
- الكوميديا الصينية
- لماذا يشْتمونَ سعدي يوسف ؟
- قريباً من السماء الأُولى


المزيد.....




- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد جاسم - أَحلام وكوابيس عن أُمي وصبيحة