أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - شجراتُ الصنوبر تُضيءُ جنباتِ مصر














المزيد.....

شجراتُ الصنوبر تُضيءُ جنباتِ مصر


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 7117 - 2021 / 12 / 25 - 23:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



“صناعةُ الفرح" فنٌّ صعبٌ وحتميُّ التعلُّم. جميعُ البشر في حاجة إلى "الفرح" لأنه أداةٌ للمقاومة والاستمرار والبناء. مستحيلٌ أن تبني وطنًا إلا وأنت في حالة "فرح" بالوطن. ونحن الآن في حالة فرح بوطنٍ نراه كلَّ يومٍ أجملَ من سابقه. فرحون بوطننا لأنَّ اللهَ قد منَّ علينا برئيسٍ عرف كيف يُحبُّ أبناءَ الوطن جميعَهم دون تمييز، فأحبَّه أبناءُ الوطن جميعُهم، وانخرطوا معه في رحلة بناء الوطن بحبٍّ وفرح. الرئيس العظيم "عبد الفتاح السيسي" قائدٌ ذكيٌّ يعرفُ "كود الأوطان" الصحيح. كود: "لمّ الشمل والتضامّ". القائدُ الناجح لا يفرِّقُ بين أبناء وطنه وفق المعتقد أو أي متغيِّر آخر. ندركُ هذا جيدًّا لأننا ذُقنا مرارَ التفرقة والتمييز قبل سنواتٍ قليلة مضت، حين استهلَّ إخوانيٌّ حكمَه للوطن بقوله: “أهلي وعشيرتي”، فراح كلُّ مصريّ ينظرُ إلى نفسه ليرى إن كان من المحظيين أم المغضوب عليهم! وسرعان ما أسقطَه شعبٌ ذكيٌّ متحدٌ وجيشٌ وطنيٌّ قويٌّ، ليكافئنا اللهُ برئيس وطنيّ خاطبَ المصريين كافّة وأحبَّ المصريين كافة وعدَلَ بين المصريين كافة. كانتِ المقارنةُ سافرةً بين إخواني رسمَ خريطة التمييز والفُرقة وتقسيم الشعب، ورئيس نبيل رسم خريطة "الجمهورية الجديدة" لشعب واحد متماسك قويّ لا يعرفُ الشتات. وتقولُ الأدبياتُ العربية "بضدِّها تتميّزُ الأشياء"، لهذا ندركُ الفارقَ الهائلَ بين ما مضى، وما حلَّ. مَنَّ اللهُ علينا بقائد زار أشقاءنا المسيحيين في الكاتدرائية ليهنئهم بأول عيد لهم بعد توليه الحكم، وصار طقسًا سنويًّا طيبًا لم ينقطع. شيّد كنائسَهم مثلما شيّد مساجدنا. أخذ بيد المرضى لينقذهم من الأمراض المستوطنة، وأخرج البسطاءَ من عتمة العشوائيات ليسكنوا مساكنَ صحية مشمسة أنيقة مؤثثة. أخذ بيد ذوي الإعاقة وأطلق عليهم اسمًا راقيًّا: “ذوي الهمم" ليضعهم في المكانة الرفيعة التي يستحقونها. أخذ بيد المرأة فجعلّها قُرّةَ عين هذا الوطن وسيدةَ قلبه. قضى على الإرهاب الذي كان يُعشِّش كالخلايا السرطانية في جسد مصر، وأنقذ التعليمَ من سقوط امتدّ عقودًا أفرزت لنا أنصافَ متعلمين وأميّين بشهادات وهمية، وغدًا قريبًا بإذن الله نغدو من أرقى نظم التعليم في العالم. واليومَ يواجه السيسي التطرفَ الفكري بأقوال جسورة لم نحلم يومًا أن يقولَها رئيسٌ يعالج العِلّة بمبضع جراحٍ دون أن يعبأ بحناجرَ متشنجةٍ بالصراخ الطائفي الذي يمّزق الوطن. الرئيس السيسي يفهمُ "الكود المصري" الذي يعشقُ الشيخ رفعت والمنشاوي وعبد الباسط، مثلما يعشقُ أم كلثوم والأبنودي وبليغ. شعبُ يحبُّ الباليه مثلما يشعر بالطمأنينة حين يسمع صوت النقشبندي يشدو "مولاي إني ببابك". شعبٌ يشعرُ بالأمان حين يسمعُ الأذان وبالفرح حين يسمع جرسَ الكنيسة يعلن عن بداية عام جديد. شعبٌ يعلّقُ فيه "جرجس" فانوسَ رمضان، مثلما تزيّنُ فيه "فاطمة" شجرةَ الميلاد. شعبٌ أنجب "أحمد زويل"، و"مجدي يعقوب" ليشيّدا معًا وطنًا جميلاً اسمُه "مصر”.
لهذا تتزيّنُ اليوم الفنادقُ والبيوتُ وشوارعُ مصرَ بأشجار "الصنوبر" احتفالا بعيد الميلاد المجيد لتقول لكل الدنيا: "ميري كريسماس". وهناك العديد من الروايات حول علاقة شجرة الصنوبر برأس السنة وميلاد السيد المسيح، عليه السلام. منها أن قبيلة وثنية ألمانية كانت تعبدُ "إله الغابات" في القرون الوسطى؛ ويعلّقون قربانًا بشريًّا على شجرة ثم يذبحونه! وفي يوم مرَّ بهم راهبٌ مسيحي وهم يعلقون طفلاً كقربان! نهرهم وأنقذ الضحية وعلّمهم أن السيد المسيح جاء للسلام، لا للقتل. ومن يومها صارت الشجرةُ رمزًا للحياة والميلاد والتجدد. وتقول موسوعة "بريتينيكا" إن المصريين القَدامى أوّلُ من اعتبروا الشجرة الدائمة الخضرة رمزًا للميلاد والخلود. وحسب المرويات القروسطية، كانوا يعتبرون الشجرة الخضراء رمزًا لشجرة الفردوس. لهذا زينوها بالتفاح الأحمر (رمزًا للخطيئة الأولى)، وبالنجوم المضيئة وقطع الحلوى (رمزًا للغفران). وتشير روايةٌ أخرى إلى زيارة العائلة المقدسة أرضَ مصر هربًا من السفاح "هيرودس" قاتل الأطفال في فلسطين. وحين لاحقها جنودُه ليقبضوا على السيدة العذراء وطفلها المسيح عليهما السلام، لجأت الأسرةُ إلى إحدى الشجرات؛ فمدّت الشجرةُ أغصانها لتُخبئها وتحميها؛ فكافأها اللهُ بأن جعلها دائمة الخضرة، فأضحت رمزًا للخلاص والميلاد الجديد.
وأيًّا ما كانت الرواياتُ حول شجرة الكريسماس، إلا أنها تظلُّ رمزًا للفرح والميلاد الجديد للأوطان التي تريدُ أن تنهضَ وتنمو وتتفوّق. وها هي مصرُ اليومَ تفرحُ بميلاد "الجمهورية الجديدة" التي يعرفُ شعبُها كيف يتّحدُ ويتضامُّ وينبذُ كلَّ يدٍ خبيثة ترومُ الهدمَ والشتات. كلُّ عامٍ ومصرُ شجرةٌ وارفةٌ دائمةُ الاخضرار تظلّلُ بأغصانِها على جميع بنيها دون تمييز. “ميري كريسماس"، وعامٌ مقبل ملؤه الفرح، وميلادٌ مجيدٌ سعيد. “الدينُ لله، والوطنُ لأبناء الوطن".
***



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميري كريسماس بالمصري... أيها العالم!
- شحاذون
- “إحنا- … ضدّ التحرّش!
- كيف تنمو الموهبة؟
- -النظارةُ البيضاء- … تفضحُ دنيا النفاق
- هل أنت عُكازٌ … أم مِرآة؟
- ڤان ليو … قنّاصُ الجميلات
- مجدي يعقوب… له خفقةٌ في كلِّ قلب
- ماذا قالت -مايا آنجلو- في السبعين؟
- لعنَ اللهُ من أيقظها!
- الرجلُ الشريرُ الذي أفسدَ الكوكب
- مكافحةُ الغلاء … بالاستغناءِ وعدم الهدر
- مبادرة لمكافحة الإدمان والبلطجة
- المبادرة الرئاسية لمكافحة الإدمان والبلطجة
- أبصرتْ العمياءُ فجأةً … ولم تجد كتابًا!
- توم الخزين … يا توم
- ريش ... دميانة نصار
- لماذا تكرهون هذا الرجل؟
- حتى لا يظلَّ التنويريون بين أنياب الظلاميين!
- المحتسبون … ولعبةُ الخروجِ من الكوكب


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - شجراتُ الصنوبر تُضيءُ جنباتِ مصر