أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أكرم شلغين - القافلة














المزيد.....

القافلة


أكرم شلغين

الحوار المتمدن-العدد: 7107 - 2021 / 12 / 15 - 01:05
المحور: الادب والفن
    


من؟ لماذا؟ كيف؟ لا أدري؟
أعارني مرة أحد الأصدقاء شريطاً عليه موسيقا لم أسمعها من قبل ولم أعرف مؤلفها وكذلك لم يعرف هو أكثر مما زعمه بأنها موسيقا قديمة وجدت على رقم فخارية اكتشفت في إحدى الممالك القديمة. عندما سمعت الموسيقا للمرة الأولى تداخل في رأسي كل شيء ولا أدري كيف أصف بدقة ما سمعته..! فحينا شعرتها انفعالات عفوية وحينا آخر كانت تلك الانفعالات مقصودة! هل هي تعبير انفعالي لإنسان بدائي لا يعرف من هو بالضبط ويسأل من أنا؟ أين أنا؟ من أين جئت؟ وماذا أفعل هنا؟ ماذا يوجد خارج هنا؟ وإلى متى سأبقى هنا؟ وحين أذهب فهل سيكون مستقري في حفرة أصبح فيها طعاما للدود أم أن هناك حقا روح ستكون في مكان آخر؟ وشعرت أيضا أن مؤلف تلك الموسيقا يدور في دوامة أسئلة لا تحصى، أسئلة تبدو بسيطة لكنها ليست كذلك ويعرف أنه لن يعثر لها على أجوبة، ولأنه لا يجد لها أجوبة يخرجها على شكل انفعالات يرتبها موسيقيا إلا أنها تظل بعيدة عن التناسق أو هكذا تلقفتها بمقاييس روحي النهمة لتجد الأجوبة لتساؤلاتها، موسيقى قارعة تارة ومحبطة طوراً وترتخي لتحزن مرة ثم تحتد بشك انفعال من جديد...سمعت تلك الموسيقا طيلة الليل في صومعتي وأنا أعيش بعالمي الخاص وبزادي الخاص وبضوء قنديل استخدمته طواعية كي لا يفسد نور الكهرباء أجوائي و ذهني لا ينفك عن التساؤل تماماً مثلما تتساءل تلك الموسيقا، أو بالحقيقة وللدقة ربما حملت تلك الموسيقا بما يدق في رأسي.

في الليلة التالية، رحت أستمع لتلك الموسيقا ثانية ولكنني انشغلت عن الأسئلة حيث كان تفاعلي مع الموسيقا يختلف عن قبل.. لقد شعرت أنها موسيقا الرحيل. أصوات أجراس متراتبة متلاحقة كأجراس قافلة تسير وتسير إلى ما لانهاية...وتلك الليلة أيضا أشعلت قنديل الكاز المعلق على حائط صومعتي وبدأت أدخن وأسكر فامتزجت روائح كاز الفانوس مع دخان الحمراء الطويلة مع يانسون العرق وبقيت أسكر طيلة الليل؛ أسكر وأسكر وأسكر..مسافر مع القافلة المسافرة. لحسن حظي أن الرحلة طويلة جدياً والقافلة تسير وتسير وتسير إلى ما لانهاية ولو توقفت فجأة لجننت لأنني حتماً سأتيه في المكان والزمان الذي ستتوقف فيه القافلة غريباً في أمكنة غريبة وأزمنة غريبة مثل الليلة السابقة وستعترضني الأسئلة كما من قبل وبدلا من أن أعرف شيئاً ستزداد حيرتي وأكرر في داخلي لا أدري ولا أعرف وستتعقد الأمور أكثر. رحت أغازل فكرة السفر... ما أجمل السفر! إنه الدواء الناجع؛ إنه يريحك من الأسئلة، من ألم ما لا ترضى عنه، من كآبة الغبن، من رتابة الحياة المفروضة عليك. ولكن سفري اليوم هروب. هروب من الأسئلة، هروب من المواجهة، هروب من كل شيء. وفوق كل شيء، لا أجوبة لأسئلتي ولا أدري أين سيحط بي الهروب! أو متى سأصل ذلك المكان المجهول! وماذا هناك!؟ فجأة يتسلل ضوء القمر الذي يسطع بدراً، يدخل من النافذة الشرقية. لا أستطيع وصف تلك اللحظة التي رأيت القمر بها، ولا أدري ماذا أقول! أهو الحب الحقيقي؟ أهو الجواب؟ أهو اللا جواب؟ أهو المستقر أم هو المزيد من الضياع في متاهات الأسئلة!؟ أنظر إلى القمر وأنظر وأنظر وأنظر ولا أرتوي...بدأت أبكي دون أن أدري لماذا ! وفجأة سمعت نباح كلب من بعيد...لماذا بدأ الكلب ينبح!؟ أتراه رأى القمر وبدأ يبحث به عن صور الخراف كما تقول الأساطير!؟ أتراه يتساءل!؟ أتراه يريد الرحيل!؟ أم تراه بدأ يبكي مثلي!؟
ثم عاودني عما إذا كانت تلك الموسيقأ التي أسمعها تعبر فعلا عن تساؤلات وقافة تسر أم أنني أسمعها وأنسج منها وحولها ما يحلو لي !؟ عند الفجر نمت وكأنه لن يعقب النوم استيقاظ.



#أكرم_شلغين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغرب لم يسرق أخلاقك
- غياب
- قد يكون الحب
- أنت موجود وغيرك موجود
- فرح وصدمة
- غش عابر للامتحانات
- -رخيصة-
- زواج
- عميل
- هبلة
- خيبات
- حقيبة
- كارل ولغز الورقة
- غيرة آدم
- ولكتبي الضائعة حكايات
- رشيد
- نسوية، ونسوية خاصة
- عشق القيود!
- هناك تأتيه الأفكار!
- بر الأمان


المزيد.....




- اغنية دبدوبة التخينة على تردد تردد قناة بطوط كيدز الجديد 202 ...
- الشعر في أفغانستان.. ما تريده طالبان
- أكثر من 300 لوحة.. ليس معرضا بل شهادة على فنانين من غزة رحلو ...
- RT العربية توقع اتفاقات تعاون مع وكالتي -بترا- و-عمون- في ال ...
- جامع دجينغاربير.. تحفة تمبكتو ذات السبعة قرون
- حملة ترامب تطالب بوقف عرض فيلم -ذي أبرنتيس- وتتهم صانعيه بال ...
- ذكريات يسرا في مهرجان كان السينمائي
- فنانو مسرح ماريوبول يتلقون دورات تدريبية في موسكو
- محاكمة ترامب.. -الجلسة سرية- في قضية شراء صمت الممثلة الإباح ...
- دائرة الثقافة والإعلام الحزبي تعقد ندوة سياسية في ذكرى النكب ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أكرم شلغين - القافلة