عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي
الحوار المتمدن-العدد: 7100 - 2021 / 12 / 8 - 02:47
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يعلق البعض آمالا على استجابة الأزهر أو حوزتي النجف وقم وغيرها من المؤسسات الدينية، لدعوات تطوير الخطاب الديني. في المقابل، يشكك بعض آخر، لا بل ينفي إمكانية حدوث ذلك.
والحقيقة ان عملية تجديد الخطاب ـ أي خطاب ـ سواء كان دينيا أو ثقافيا اوسياسيا، لا تأتي استجابة لمناشدة من هنا أو هناك، ولا حتى لأمر صادر من هذه الجهة الرسمية أو تلك. بل هي غالبا ما تأتي إستجابة وتفاعلا مع تغير الوعي الجمعي في المجتمع، أو لدى الفئات ذات العلاقة بالخطاب المعني.
أي ان عملية تطوير الخطاب - أي خطاب ـ بما فيها الخطاب القائم على "المقدس" - هي حصيلة تفاعل إرادي أو لا أرادي مع الواقع ومع الجديد من الأفكار.
ولا يمكن ان تخرج أفكار جديدة، دون وجود أوسع مجال لحرية التفكير والتعبير، ودون وجود قوانين ضامنة لها، وأحكام قانونية تحمي أصحاب الرأي من الملاحقة والتكفير والتصفية. ولن يتحقق ذلك دون إلغاء كل مادة دستورية أو قانونية تشكل قيدا على حرية الفكر والتعبير، وفي مقدمتها مواد مثل إزدراء الأديان، والمس بالذات الإلهية، أو المقام النبوي، وإهانة الصحابة وأمهات المؤمنين.
ويتعين ان يضمن القانون منع التحريض على العنف ضد أصحاب الرأي، ومعاقبة المحرضين على جرائم العنف ومنفذيها.
في أجواء حرية الفكر والتعبير، وعبر تفاعل الأفكار يمكن تحقيق نقلات في الوعي العام، تخلق لدى رجال الدين، ومؤسساتهم، حاجة الى مراجعة ما يصبح غير مقبول في خطابهم، من قبل الجمهور.
لقد جربت أوربا هذا الطريق، ولم يكن بإمكانها الوصول الى ما وصلت اليه، دون كسر التابوهات الدينية على الأفكار. فلا يمكن مجادلة رجل الدين وحمله على تعديل خطابه، وتحرير وعي جمهوره، بأفواه تكممها محظورات قانونية، وتحت خطر التعرض للعنف والتصفية الجسدية.
#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟