أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مجدى عبد الحميد السيد - عولمة الثقافة والفن من أغانى المهرجانات إلى المثلية الجنسية














المزيد.....

عولمة الثقافة والفن من أغانى المهرجانات إلى المثلية الجنسية


مجدى عبد الحميد السيد
كاتب متخصص فى شئون العولمة والتكنولوجيا

(Magdy Abdel Hamid Elsayed)


الحوار المتمدن-العدد: 7096 - 2021 / 12 / 4 - 02:19
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


مع بدء انتشار الانترنت عام 1993 أخذت أشكال فن الغناء تتغير لتجعل معظم الفنانين قصار العمر الفنى ليتم تداول الأغانى لعدة أشهر أو سنوات قليلة منذ صدور أغنية مكارينا منتصف عام 1993 التى تبناها الشباب فاحتلت المقدمة لفترة وهبطت لتعلو بعدها غيرها وهكذا إلى الآن. وقد تكررت نفس الطريقة من الغموض والقلاقل الفنية أثناء وبعد الحربين العالميتين الأولى والثانية وكانت قفزتها الكبرى مطلع السبعينيات بانتشار ثقافة التحرر الفنى والعرى فى الدول الغربية، ولكنها مع نهاية التسعينيات انتحت منحى آخر حيث بدأت قوة العولمة والإعلام فى التأثير على الفنون الغربية فأخذت تروج للمثليين (الشواذ من الرجال والنساء) فى الأفلام والمسلسلات العادية وليس للأفلام الاباحية فقط بل وفى الأغانى والروايات والأدب والشعر ، وامتدت تلك الأفكار من فرنسا إلى الولايات المتحدة والدول الغربية حتى ترسخت الفكرة تماما فى المجتمعات الغربية منذ حوالى عشر سنوات مع صدور قوانين تساند زواج المثليين فى عدة دول غربية كنتيجة لنشر الثقافة الغربية العالمية الجديدة فى العديد من الدول.
وبالطبع توجد دول كثيرة لا تؤيد الفكر الغربى والثقافة الغربية معظمها فى آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط ، فهى دول ما تزال تحتفظ بعادات وتقاليد لا تتفق مع الثقافة الغربية التى أخذت تسود عالميا ، على اعتبار أن العادات والتقاليد والأخلاقيات الفنية والرياضة والموضة وحتى المفاهيم الدينية هى نوع من الثقافة حسب التعريف الواسع للثقافة ، مما يعنى أن الغرب يحاول عن طريق العولمة فرض الثقافة الغربية على كل العالم ليدعم الأدب والفن والفكر غير المقيدين بأى قيود ويفرض الحرية غير المحدودة بأى حدود أخلاقية على العالم . ومع انتشار العولمة الثقافية تغيرت مفاهيم ثقافية كثيرة فى بعض دول شرق آسيا مثل اليابان وكوريا الجنوبية وتايلاند وهونج كونج لتخلط الفكر الشرقى بالغربى ، ولكن الصين حاولت جاهدة مقاومة العولمة الثقافية الغربية بإعادة إحياء الفن الصينى والثقافة الصينية باستخدام نفس أدوات العولمة الجديدة مثل الانترنت والفضائيات ونتج عن ذلك ظهور مواقع ترفيهية صينية سبقت حتى المواقع الأمريكية فى تقديم أفكار فنية ترفيهية لا تعتمد كثيرا على الإثارة الجنسية بل تعتمد على الفن والمواقف الكوميدية والأغانى والاستعراضات والإبداعات مثل موقع "بيلى بيلى Billibilli" الذى أنشئ عام 2009 وسبق فى تطوره وتفاعله بين المتلقى والعارض موقع يوتيوب العالمى الأمريكى.
أما سكان غرب آسيا وسكان أفريقيا فما يزالون محافظين على ثقافتهم التى ترتبط كثيرا بالدين والمعتقدات من الهند إلى المغرب وبالتالى فمعظم تلك المجتمعات لم تقبل بوجود أخلاقيات تنافى تقاليد تلك المجتمعات مثل الدعارة أو المثلية الجنسية أو شواطئ العراة أو إنتاج أفلام جنسية أو حرية التعليم الجنسى أو حتى الموافقة على علاقات خارج إطار الزواج . ولكن هناك أيضا شعوب حاولت استغلال أدوات العولمة فى الفن مثلما فعلت الهند بإنشاء مدينة بوليود لتكون عاصمة الفن الشرقى الفنية وتبعتها كوريا الجنوبية واليابان والصين بالتركيز على الفن المحلى وتصعيده للعالمية عن طريق الرسوم المتحركة أو العروض المسرحية والفنية والرقصات المحلية أو حتى الرياضات المحلية مثل السومو والكونغ فو والكاراتيه والمصارعة اليابانية.
إن العولمة الثقافية أثرت كثيرا فى تغيير ثقافة معظم سكان العالم وما تزال تؤثر فى المجتمعات المختلفة لإن العالم أصبح مترابطا بالفعل وما يحدث فى دولة ينتقل لدولة أخرى خاصة عبر الشباب الذى يصعد بالعولمة متحديا الأجيال السابقة التى كان التغيير فيها بطيئا يأخذ عشرات السنوات وليس عدة أشهر أو عدة أيام كما يحدث الآن بين الشباب بصفة خاصة.
نحن الآن أمام فترة انتقالية فى العديد من الدول العربية – والشرقية والافريقية بصفة عامة - ما بين المحافظة على التقاليد العريقة وبين ميل الشباب للجديد للتغيير الذى يساير به ما يحدث فى العالم ، وقد ظهر ذلك حديثا بوضوح فى مصر متمثلا فى أغانى المهرجانات التى حازت على مليارات المشاهدات على مواقع التواصل الاجتماعى متخطية كبار المطربين الذين لا يعرفهم معظم الشباب أصلا - ليس فى العالم العربى فقط بل حول العالم أيضا - حيث أن معظم حفلات المطربين القدامى لا يحضرها إلا كبار السن غالبا ومعظمهم لا يعرف نقيب الموسيقيين نفسه من هو ولا من هى كوكب الشرق أو من هو العندليب الأسمر. ومع تلك المرحلة الانتقالية يصعب التنبؤ بما سيحدث خلال الفترة الحالية لإن التيار الغربى بزعامة الولايات المتحدة وفرنسا يميل إلى الحرية التامة بينما التيار الشرقى بزعامة الصين والهند يميل إلى المحافظة على التراث الشرقى وعدم إهانة المقدسات والتراث باستخدام نفس أدوات العولمة والتكنولوجيا ، أما التيار العربى فهو حائر بين الجبهتين لعدم القدرة على نشر التراث العربى ليأخذ مكانته على الخريطة التكنولوجية العالمية وبالتالى ستحدث القلاقل الثقافية والمجتمعية فى الدول العربية ما بين الكبار والشباب بلا أى وضوح لانتصار أى منهما فى تغيير ثقافة المجتمعات العربية التى تعتمد بصورة أساسية على أسس عقائدية دينية قبل أن تعتمد على القوة السياسية .



#مجدى_عبد_الحميد_السيد (هاشتاغ)       Magdy_Abdel_Hamid_Elsayed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلاقة بين الكيمياء والسياسة ومرض السكرى
- بين العلم والبيزنيس
- هل الملابس ثقافة ؟
- هل نحن مغيبون ؟
- هل يعتمد التفاعل مع التكنولوجيا والعولمة على السن ؟
- هل ستطلب طالبان محاكمة الولايات المتحدة مستعينة بالصين وروسي ...
- حروب الفضاء القادمة ليست عسكرية فقط ولكنها صراعات علم وطاقة ...
- جانب آخر مهمل لأحداث 11 سبتمبر 2001
- الصراعات الدولية من منظور عولمة المواد الخام والعناصر النادر ...
- هل ستغير العولمة مفهوم النخبة ؟
- الواقع بين الماضى والمستقبل فى عصر العولمة
- هل الافكار الاسلامية القادمة ستكون ذات صبغة شرق آسيوية ؟
- إتساع النظرة الإنسانية خارج إطار الدين هل غير العالم ؟
- أخيرا يتحقق حلم الون ماسك وحلم الجيل فى سياحة الفضاء
- التاريخ بين الملوك والعامة فى هجوم هيرودوت على مصر
- هل تقلد الولايات المتحدة وغيرها الصين ؟
- هل ستعيد العولمة إحياء الاشتراكية والشيوعية
- الحرب الباردة الثانية Cold War II هل هى تكنولوجية ؟
- صدام الحضارات بين الكراهية للإسلام والكراهية للصين
- العالم الثالث بين ديموقراطية رجال الأعمال وديكتاتورية الصين


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مجدى عبد الحميد السيد - عولمة الثقافة والفن من أغانى المهرجانات إلى المثلية الجنسية