روني علي
الحوار المتمدن-العدد: 7080 - 2021 / 11 / 17 - 13:30
المحور:
الادب والفن
اشتريت تفاحتين من الحانوتي
إحداها كانت الشمس تحت ابط الابليس
والأخرى كانت قنبلة
انفجرت لحظة تراشق الخطابات
على منصة سوريا
وكانت الثورة
وكان الموت
.......
تلقفت قبلة من مبسم الشمال
حين كان الجنوب يتكأ على عكازة الكعبة
في الطريق إلى مسبحة الرهان
كانت القشعريرة مخاض الحرب
فكان الكورونا
وكان الموت
.......
تسلقت مرجوحة الأطفال
في الهزيع الأخير من شعلة الفانوس
قبل أن تنزلق مفاتن كوباني تحت الركام
فكانت السقطة إلى گولا كانيه
وكانت صفارة ضربة الجزاء
عند مرمى الامتحان
......
تمرغت في ذوؤابة النواح
ولم يبرح المشط خزانة التنهيدات
مذ اقتلعت أسنانه في فناء دارنا
حين جالت القذيفة في رحم كوباني
لينهار بابنا المطرز بأغنية البقاء
منذئذ ..
ويدفع بي الساقي إلى كف الفجر
فأدندن من طنين الصبا .. أنشودة
نسيت قوافي الصخب في متنها
..........
حملت بين عيني خيال ..
يحبو في خطواته المترملة
بين زقاق وآخر
يلوك جواربه الناجية من تقاسيم البلور
في شرفته المنكوبة
يتأمل السكارى من عين الشارع
ويتسول من حقيبته الهاربة منه
بقايا من قهقهات كوباني
.......
أطلقت عصفورا في سماء مشحون بتجاعيد النابلم
هرعت الصبية إلى طائراتهم الورقية
احتفاء بولادة الريش فوق مدينتهم الثكلى
على بعد زفرات الشمس
كان القناص يشم رائحة الطفولة
وكان موسم الحصاد
سقط العصفور
سقطت الطائرات من خيطانها
تناثرت أشلاء الصبية
ترنحت المدينة في بهاء الربيع
وكنت أنا .. وكانت كوباني
١٠/١١/٢٠٢١
#روني_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟