أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مظهر محمد صالح - اليسار واليمين : تأملات في رؤى عراقية معاصرة.














المزيد.....

اليسار واليمين : تأملات في رؤى عراقية معاصرة.


مظهر محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 7071 - 2021 / 11 / 8 - 17:55
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


اليسار واليمين : تأملات في رؤى عراقية معاصرة.
د. مظهر محمد صالح

قادتني الصدفة الموضوعية بان اقرأ في غضون يوم واحد كتابات متقاربة لعملاقين فكريين عراقيين طرحا مسالة اليسار واليمين في نزعة حداثوية تحليلية تستحق الوقوف عندها وعبر تاريخ شائك افرزته كماليات عصر النهضة الاوروبية ونهاياته ،وتقدم الفكر السياسي الاوروبي وولوج الثورة الصناعية الاولى ودخولها مراحل نضجها السوسيولوجي وتقدم مؤسساتها الاقتصادية وتنظيماتها الطبقية ، فالاول هو ما كتبه الدكتور فارس كمال نظمي تحت عنوان : اليمين واليسار في العراق .. قراءة مغايرة لثنائية قديمة....
والثانية ماكتبه الاستاذ ابراهيم العبادي تحت عنوان اليسار الاسلامي العراقي . اذ جسدت كتابات العبادي (بانوراما ) نادرة في التصدي لواحدة من اعقد الموضوعات على مسار التاريخ الاسلامي بمدارسه وايديولوجيته ولونت امبراطورياته الكبيرة على مدار ١٤٠٠ عام. وما يمكن قوله من رؤى موضوعية ، يؤكد الى حد بعيد انه لم تفلح كثير من كتابات المجددين في الفكر الاسلامي في تغيير الخطاب الديني عبر كينونة الصراع في محاور طبقية امثال حسن حنفي او احمد عباس صالح وغيرهم ، فنطاق الخطاب بقى متلبسا بالقضايا الخلافية التي رسخها التاريخ العربي الذي كتب بمهارة كما يقال في عهد الدولة الاموية والعهود التي تلتها وان المحاولات التي بذلت لدفع التيار الذي قاده اليسار الاسلامي في مصر تحديدا اصطدمت بضعف تجسيد حجتها وخطابها في التغيير ، اذ كان الخطاب كثيراً ما يصطدم بمسالك اعتقادية لم تحقق الاقتناع به من جمهور المسلمين بسبب نصوص قديمة وضعت بمهارة لخدمة المؤسسة السياسية الاموية لتصبح لها قدسية مطلقه لايسمح لاحد الخوض فيها. لذلك ما اثاره الاستاذ ابراهيم العبادي من ان الفكرة التحليلية لليسار الاسلامي قد سلطت الضوء على محور مهم لم يخرج من مقاربات الصراع الطبقي في حقوق الملكية وربما اقرنت النضال الاسلامي بشي يظل اقرب الى الجدلية التاريخية( لهيغل )او المادية التاريخية (لكارل ماركس )في تحليل التحولات الاجتماعية والتي جاءت كي تجد لنفسها منهجا يحظى بقبول جمهرة المسلمين (بكونها اديولوجيا اجتماعية تقاوم طغيان الملكية والاستغلال تحت يافطة الشرعية الدينية). فما طرحه احمد عباس صالح في كتابه اليسار واليمين في الاسلام على سبيل المثال ظل اكثر تصادما مع الحرس الايديولوجي القديم الذي تمثله مؤسسة الازهر الشريف في موضوع اليسار واليمين في الاسلام مقارنة بكتابات طه حسين في تناول موضوع الفتنة الكبرى او محمود العقاد في تصديه لشخصية ابا ذر الغفاري ونزعته اليسارية او الكاتب على الشرقاوي في مؤلفه الشهير :علي امام المتقين .
شخصيا وجدت فيما كتبه الدكتور فارس كمال نظمي في موضوع اليسار واليمين في العراق اطلالة مهمة في تحليل تاريخ الصراع السوسيوسياسي وبانسيابية عالية ليس من اليسير تصنيفها الى معسكرين واضحين في مثل هذا المزيج التاريخي والموقفي والمعتقدي الشائك وباطواره التاريخية يمينا وشمالاً.اذ تكتشف حقاً وانت تتفحص ذلك البحث التحليلي في طرح ثنائية اليمين واليسار ان ثمة تفسيرا (كلياً Macro )في قصدية اليسار واليمين يظل ملتبساً .
فالمدرسة الهيغلية الجدلية في التطور التاريخي بالاركان الثلاثة لها ربما كانت تعمل على سبيل المثال بكفتي اليمين واليسار دون ذكرهما كاساس في تفسير اليسار واداة ومادة للتطور والتغيير .كذلك مافعلته الماركسية في تحليل المادية التاريخية من توصيف التطور داخل مراحل التاريخ الاجتماعي وعدته تطورا كميا تدريجياً في الصراع بين القوى المستغِلة والقوى المستغَلةevolution لبلوغ الانعطاف الحاد في التطور وهي الثورات revolutions والانتقال الى مرحلة جديدة في الصراع على الملكية مُفسرة ضمناً ظاهرتي اليسار واليمين . فبعد ان تجد في استمرارية الصراع الطبقي اوالصراع على الملكية (تفصيلا ذاتياً او تلقائيا) يغلف طرفي اليسار واليمين كقوى اجتماعية دون فرز الصراع على انه يمينيا او يسارياً لتنتهي الغلبة بحكم التطور التاريخي الى كفة أصحاب القضية في التحول والثروة وهم قوى اليسار الطبقي .
فالمساهمة الفكرية الفذة للدكتور فارس نظمي هي في تناول فكرتي اليسار واليمين من منظور جزئي Micro aspect حقا... وهو جوهر التفسير الدقيق لقضية تعويق حركة التاريخ والتحولات الاجتماعية وديناميكيتها والاخلال بمساراتها او التباطوء في توقيتات انقلاباتها الزمنية حين نضوجها . فلا ادري كم كان (تروتسكي ) يساريا ازاء طغيان الاستالينية اليمينية وكلاهما من مدرسة التطور التاريخي سواء في طرح موضوع الثورة الدائمة او الاشتراكية في بلد واحد عبر حرق المراحل او غيرها من التفسيرات في بلوغ التحول نحو الاشتراكية في روسيا ... !!!! ؟؟ وبالرغم مما تقدم ،ستبقى الفروق صارخة بين مصطلحي (اليسار واليمين ) تجسد صراعات (جزئية ) في مسارات التغيير ( الكلية) ، وستبقى حركة التاريخ محور الصراع الاجتماعي الكامن بين اليسار واليمين ضمناً عند بلوغ نقطة الاتقاد الجمعي وهي الثورة revolution .
ختاماً، ستظل الاختلافات والانقسامات الجزئية ببن اليسار واليمين هي نتاج التطور الكمي في صيرورات التغير ومقدماتها الكمية evolution ضمن محاور التغيير والصراع التاريخي الشامل او الكلي عبر التاريخ الانساني.
(( انتهى))



#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنسان رواية
- وعاء الخوص السومري
- هموم العقل العراقي.
- الواقعية في الفكر العراقي المعاصر: شجون وتأملات .
- ومضات في محراب سيد الاحرار.
- الطرق الناعم على جدران العصر الرقمي.
- عندما تفر الجند ببطونها ....!
- خرائط اعالي الشرق السياسية
- الفرهود في الفلوجة سنة 1941
- الذكرى الخمسون في معتقل شرق المتوسط: قصر النهاية.
- اليَقَظَة والغفلة : مَرارات الاضداد وصراعاتها
- المسيرة الديمقراطية على مفترق طرق: العراق انموذجاً
- العقل الشرقي المعتقل : أكذوبة حرب الكويت
- الكراسي الموسيقية
- رئيسان صينيان في دفاتر ذاكرتي الشخصية.
- أشياء لا تموت!
- #الكلمة_شرف
- السيولة العامة ومشكلات الائتمان في العراق
- باتيل صانعة الجوارب: الحب الدامي
- قسمة ضيزى:


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مظهر محمد صالح - اليسار واليمين : تأملات في رؤى عراقية معاصرة.