أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدبولى - أم الكوارث














المزيد.....

أم الكوارث


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 7066 - 2021 / 11 / 3 - 09:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نحن حاليا نواجه نكبة حقيقية ونكسة جديدة قد لا يمكن التعافي من آثارها الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية أبدا ؟
فالمجتمع بأكمله بات أسيرا للتناقضات الحادة والإنقسامات المروعة، كما سيطرت على الكثيرين من أبنائه رؤى إقصائية وفاشية وحالات إستقطاب غير مسبوقة وصلت إلى حد إستحلال إستباحة حرمات بعض المختلفين في الرأي أو العقيدة بلا تردد أو ندم ؟
ويتوازى مع كل ذلك ما نراه من حرب ضد الهوية العربية والإسلامية التى تنتمى لها الغالبية العظمى من المصريين ، والتى إمتدت إلى التشكيك فى المعتقدات والثوابت ؟
وهى حرب ستتسبب في ظهور أجيال مشوهة الفكر لا تأبه بأية مقدسات أو قيم روحية أو وطنية أو قومية أو أخلاقية ؟
فى الوقت نفسه زادت الحملات المسعورة القامعة والمقيدة والمسيئة للرموز الإسلامية وعلماء الأزهر والتراث الإسلامي، بحجة التنوير ومحاربة الفكر الظلامى التكفيرى، بل وبدون حجة فى أحيان كثيرة ؟
كذلك تم تفتيت الترابط الاجتماعي والتراحم والتماسك الوطنى و إعلاء القيم المادية وحدها بإعتبارها المقياس الأوحد لمكانة الفرد وتميزه وترقيه إجتماعيا ورفعته ونفوذه ، وحوصرت الطبقة الوسطى (حافظة القيم والمبادئ النبيلة) بكافة الوسائل ، مما أدى إلى تفريغها وتدميرها لحساب قلة مارقة من المنافقين الإنتهازيين عديمى الضمير والنخوة والإنتماء ؟
هذا فى الوقت الذى إنسحبت فيه الدولة من دورها الاجتماعي والثقافى والعلمى والإقتصادى ،مما خلق تباينا رهيبا بين غالبية أبناء الشعب المصرى ،بينما تم إغراق البلاد إقتصاديا وإتباع سياسات تعتمد على الإستدانة المستمرة تلو الإستدانة ، حتى وصلت الأمور إلى بيع الدين المحلى للأجانب بمايعنى إمكانية الحجز على أصول الدولة سدادا لتلك الديون ؟ وهو ما سيثقل كاهل الأجيال القادمة بأعباء وأحمال كارثية ومروعة ،،
وتكامل كل ذلك مع ما نراه من تجريف للتعليم بكافة مراحله، وهو تجريف يبدو متعمدا و سينتج عنه تدميرا علميا حتميا لأجيال عديدة قادمة ،
ومما زاد من نكبة الأحوال وفجيعتها ،هو هذا التهاون والتقاعس والتدليس المتعمد تجاه جريمة إقامة سد النهضة على مجرى نهر النيل ، وما وازى تلك الجريمة من مخططات تآمرية صادمة، وصمت مخزى مشين على ما ينتظرنا فى المستقبل من نتائج وخيمة جراء إستمرار البناء بنفس الشروط والمعايير الأثيوبية الخطيرة ، وإتمام الملء الثانى والإستعداد للملء الثالث بكل سلاسة ودون مقاومة ؟
بينما فى الوقت نفسه هيمنت وسيطرت التفاهات والإهتمامات بالأمور السطحية المبالغ فيها على عقول الناس،فأستخدمت كرة القدم وغيرها للتخدير والإلهاء وإبعاد الشباب عن الإهتمام بالقضايا الأخطر والأكثر تأثيرا ، مما عمق من كارثة تسطيح وتتفيه العقول، فأضحى مايشبه اليقين لدى عدد كبير جدا من المصريين أن فقدانهم أو فوزهم لبطولة فى كرة القدم و الوصول إلى كأس العالم ،أو تناول الخمور والرقص الأهطل فى حفلات ماجنة بالساحل الشمالى و متابعة مهرجانات العرى بالجونة ،أهم وأقرب للنفس مليون مرة من الإهتمام بضياع مياه النيل وإندثارها ، أو التجريف الثقافى والتصحر الفكرى والعلمى ؟

إن ما يحدث أمامنا هو جريمة تاريخية لا يمكن أن يقبلها أو يغفرها كل من لديه ذرة من ضمير فى هذا البلد،كما لن تتسامح فيها الأجيال القادمة أبدا،
ولن تفلح المبانى الشاهقة أوالمشروعات العملاقة فى تعويض الخسائر الفادحة التى ستخلف ورائها قطيعا لا يحصى من الفارغين المخوخين داخليا،وفاقدى الأهلية والإنتماء
ومزعزعى الفكر و العقيدة وأسرى المصالح الماديةمن الذين سيكونون بذورا صالحة للخيانة التى باتت تتحول تدريجيا من وجهة نظر إلى معتقدات ثابتة ؟



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسار الإسلامى
- مرور سريع على أربعة أحداث هامة
- تحيا جمهورية زفتى العربية !!
- السودان والعسكر والرفاق ؟
- ديموقراطية على الذواق ؟
- نخبة عنتر ولبلب !!
- ريش بعد المداولة !
- فيلم ريش
- الدفاع عن الفقراءمن فوق -حجر - المليارديرات
- مذبحة الثالث من إكتوبر 1993-موسكو
- مذبحة السابع عشر من إكتوبر ،،
- بهاراتيا جاناتا ، وطالبان ، وجهان لعملة واحدة !
- شبق الوصول إلى كأس العالم !
- مع أمريكا ذلك أفضل جدا ،،
- مع أمريكا ومارك، أفضل جدا ،،
- من أبطال نصر إكتوبر، الشهيد إبراهيم عبد التواب
- حرب عولمية ؟
- ومن الذى يعتذر للدكتور جمال حمدان؟
- عبد الناصر مدين لوالداى بإعتذار !
- رجال المرحلة !!


المزيد.....




- ترامب يتوعد روسيا بعواقب وخيمة إذا لم يوافق بوتين على إنهاء ...
- محمد صلاح أو -الملك المصري-: كيف تحول صبي صغير إلى -رمز وطني ...
- دعما لغزة.. مناوشات وقنابل الغاز في فولوس خلال احتجاجات على ...
- حرائق غابات مستعرة في اليونان وسط انتشار سريع للنيران بسبب ا ...
- وفاة بشلل الأطفال في غزة تعيد القلق إلى سكان القطاع بعد عام ...
- بارقة أمل للعائلات المكتظة بالخيام.. شاحنة مياه تصل غزة وسط ...
- جوزاف عون يبلغ لاريجاني رفض لبنان أي تدخل خارجي في شؤونه
- على غرار -هند رجب-.. ناشطون يدعون المحامين العرب لملاحقة إسر ...
- بدرية طلبة تنفي اتهامات القتل وتجارة الأعضاء وتؤكد نيتها الل ...
- ضمن مجموعة -النساء الملهمات-.. دمية باربي جديدة لفينوس وليام ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدبولى - أم الكوارث