أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدبولى - ومن الذى يعتذر للدكتور جمال حمدان؟














المزيد.....

ومن الذى يعتذر للدكتور جمال حمدان؟


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 7037 - 2021 / 10 / 4 - 09:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


البعض يقدسون الأشخاص ويستميتون فى الدفاع عنهم بالباطل و لي الحقائق ، لدرجة تجعلك تترك أولوياتك لترد على ترهاتهم ، وعلى محاولاتهم المستميتة لتزييف وعى الجماهير ( وفقا لخطاب الستينيات) ، وفى سياق ذلك تذكرت العالم والعبقرى الرائع الدكتور جمال حمدان بما يمثله من قيمة وعظمة ، وما تمثله مأساته من صورة مؤلمة للواقع العلمى والأكاديمى فى فترة الستينيات التى يتغنى بها البعض ليل نهار ويرفض اى نقد لها وكأن رجالها كانوا ملائكة منزهين ؟

فهذا الباحث الموسوعى الدكتور جمال حمدان كان شخصا غير إعتيادى، نابغا قلما يجود الزمان بأمثاله، إمتلك عقلا إستراتيجيا له قدرة ثاقبة على استشراف المستقبل ، فوضع عشرات الكتب والمراجع والدراسات التى عكست عبقريته وتفرده ، فمثلا فى فترة الستينات وبينما كان الاتحاد السوفيتي في أوج مجده،أدرك جمال حمدان ببصيرته الثاقبة أن تفكك الكتلة الشرقية واقع لا محالة، وأعلن ذلك في عام 1968م، وهو ما حدث بالفعل عام 1991،،
وفى أحد كتبه كان له فضل السبق في فضح أكذوبة أن اليهود الحاليين هم أحفاد بني إسرائيل الذين خرجوا من فلسطين خلال حقبة ما قبل الميلاد، حيث أثبت في كتابه "اليهود أنثروبولوجيا" الصادر في عام 1967 أن اليهود المعاصرين الذين يدعون أنهم ينتمون إلى فلسطين، ليسوا هم أحفاد اليهود الذين خرجوا من فلسطين قبل الميلاد، وإنما هؤلاء ينتمون إلى إمبراطورية "الخزر التترية" التي قامت بين "بحر قزوين" و"البحر الأسود"، واعتنقت اليهودية في القرن الثامن الميلادي ،
وقد جسد حبه وانتمائه لمصر فعليا فى كتابه الشهير بعنوان "شخصية مصر " الصادر عام 1967 والذى ينبغى على كل مصرى أن يقرأه،كما أكد كذلك إهتمامه بالعالم العربى فى أكثر من كتاب ودراسة ، وهو أيضا لم يغفل الإسلام ولا العالم الإسلامى وله كتاب بعنوان العالم الإسلامى المعاصر تم نشره عام 1971م،
لكن الدكتور جمال حمدان رغم كل ذلك اختار أن يعيش فى عزلة عن الناس بشقة متواضعة بالدور الأول بمنطقة الدقى تتكون من غرفتين إحداهما للنوم والأخرى للاستقبال تضم مائدة تتكدس فوقها الكتب وعددا من الكراسى المتهالكة !!

فما الذى صدم الإنسان جمال حمدان وجعله ينزوى ويبتعد عن العالم الخارجى ؟

ببساطة شديدة لإن الدكتور جمال حمدان وعقب إنهاء دراسته وحصوله على درجة الدكتوراة من إحدى جامعات إنجلترا عام 1953 ، رفض البقاء هناك بناءا على عروض كثيرة قدمت له ، من بينها كان عرضا عاطفيا من إحدى الفتيات التى عرض عليها الزواج بشرط العيش بالقاهرة، فلما رفضت وألحت عليه بالبقاء،فضل العودة إلى وطنه( على عكس الكثيرين ممن لا يعودون إلا بعد انتهاء صلاحيتهم فى دول المهجر )
وانضم الدكتور جمال حمدان فور عودته لوطنه إلى هيئة التدريس بكلية الآداب جامعة القاهرة مستبشرا بعصر جديد عصر ثورة يوليو ، فإذا به يفجع من حجم الفساد والمجاملات الصارخة فى ساحة العلم التى ظنها مقدسة كمثيلاتها فى الدول المتحضرة ، ففوجئ مثلا بزميل له تخرج بدرجة ( مقبول )وارتضى أن يعمل رسامًا للخرائط فى قسم الجغرافيا بالجامعة، وكذلك مساعدًا للأساتذة فى أبحاثهم مقابل أجر زهيد، لكنه بعد سنوات قليلة تحول بقدرة قادر ليصبح زميلا له فى هيئة التدريس، وحاصلا على درجة الدكتوراه بمجاملات فجة، رغم أن مستواه العلمى كان لا يؤهله للتدريس ولا للقب مدرس ؟

ثم كانت الطعنة التى قتلته قبل إغتياله الفعلى ،وهى إكتشافه تغليب العوامل السياسية على التقاليد الجامعية، وعلى مستويات الكفاءة وعلى الخبرات والإسهامات العملية ، وعلى مبادئ تكافوء الفرص داخل أروقة الجامعات، مما جعل الأساتذة يتركون الإجتهاد العلمى ، و يتنافسون و يسعون إلى المناصب والعلاقات السياسية، ويوطدون صلاتهم بالجهات الأمنية وأصحاب القرار ويتسابقون على الإنضمام إلى التنظيمات (الإشتراكية )وكان من بين هؤلاء زميل للدكتور جمال حمدان فى قسم الجغرافيا ، استطاع بصلاته وعلاقاته السياسية أن يحصل على ترقية علمية كانت من حق الدكتور جمال حمدان عن جدارة علمية وقانونية وعن كفاءة وإنتاجا بحثيا فى عهد يرفع شعارات العلم و المساواة والعدل ؟
فمثلت تلك الواقعة صدمة قاسية عليه ، جعلته يفقد البقية الباقية من الصبر والثقة فى القدرة على إصلاح ذلك الواقع المزرى ، مما جعله يبادر بتقديم استقالته من جامعة القاهرة لكى يتفرغ لأبحاثه وكتبه بعيدًا عن صراعات لا يجيد أدواتها، و ذلك فى عام 1963 ؟

الغريب هنا أن من تولى رئاسة قسم الجغرافيا بالجامعة بدلا من العبقرى جمال حمدان ، لم يوقفه أحد، أو حتى يقوم بالبحث عن أسباب غضب جمال حمدان وتقديمه لاستقالته، لكنهم وامعانا فى الكيد للدكتور جمال حمدان على مايبدو ، قاموا بعدها بتولية هذا الشخص عدة مناصب سياسية كان من بينها تعيينه وزيرا ناصريا عام 1968 ، بمعنى ان القيادة السياسية كانت (عارفة) وكان هذا هو منهجها ، وهؤلاء هم رجالها الذين تدعمهم وتستوزرهم ؟

المخزى لنا جميعا ان ذلك الرجل العظيم والعلامة الرائع الدكتور جمال حمدان تم إغتياله فى شقته المتواضعة بقلب القاهرة ظهر يوم السبت 17 إبريل 1993 ولم يعرف سببا مقنعا لما حدث له حتى الآن ؟



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد الناصر مدين لوالداى بإعتذار !
- رجال المرحلة !!
- الذكرى الحادية والخمسون ،
- المناضلة الفلسطينية خالدة جرار
- الإنشاءات العملاقة، والحرية
- المشير طنطاوى
- ماجور سد النهضة ؟
- الأمور المنطقية فى مسألة التمييز؟
- كوارث الثورة الإيرانية ؟
- الجماهيريةالعربية التونسية الشعبية الإشتراكيةالعظمى
- وفاة الدولة ؟
- كيف يتغلب حزب العدالة والتنميةعلى أزمته الكارثية
- مأساة المقاوم الحزين ؟
- فيوتشر وطن لكرة القدم !
- هزيمة مدوية !!
- كارثة إضطهاد اللاعب المصرى شيكابالا
- مأساة الدمية أمل السورية!!
- التاريخ المصرى للتعاون ؟
- الإيدز السياسى ؟
- أسباب الخنوع للإستبداد من وجهة نظر لابواسيه والكواكبى


المزيد.....




- بطلّة ملكية ساحرة.. الملكة رانيا تتألّق في حفل زفاف بيزوس وس ...
- المعارضة التركية تطلب من ألمانيا دعمها في مواجهة أردوغان
- تفاعل الأوساط السياسية والإعلامية داخل إسرائيل مع تصريحات تر ...
- إيران تشيّع قادة عسكريين وعلماء نوويين قتلوا في الحرب مع إسر ...
- مقتل 16 جنديا في هجوم بباكستان
- -تكتيكات أمنية- إسرائيلية جديدة خلال اقتحام الضفة الغربية
- -مصائد الموت-.. أبرز مجازر إسرائيل بحق المجوّعين بغزة
- روسيا تحشد 110 آلاف جندي قرب مدينة أوكرانية استراتيجية وفقا ...
- رأي.. عمر حرقوص يكتب: لبنان المتحارب بين -أهلَين-.. صواريخ - ...
- بي بي سي داخل مبنى التلفزيون الحكومي الإيراني الذي تعرض لقصف ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدبولى - ومن الذى يعتذر للدكتور جمال حمدان؟