مأساة الدمية أمل السورية!!

حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 7011 - 2021 / 9 / 6 - 20:04
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

" أمل " هى دمية أو تمثال عملاق متحرك طوله ثلاثة أمتار ونصف المتر، يجسد صورة فتاة سورية صغيرة عمرها تسع سنوات،تمثل الشخصية الرئيسية والوحيدة لعرض مسرحي يطلق عليه اسم "المسيرة " وهو عبارة عن رحلة لجوء رمزية من سورية إلى أوروبا تقطع فيه تلك الفتاة الدمية مسافة طولها أكثر من ثمانية( 8 ) آلاف كيلومتر من خلال الحدود التركية-السورية حتى تصل إلى مدينة مانشستر البريطانية،
حيث تقوم أمل خلال تلك الرحلة الطويلة بالبحث عن والدتها ( الإفتراضية) التي إختفت عقب خروجها بحثا عن الطعام والدواء وتركتها وحيدة ؟
وترمي منظمة مسرح "جود تشانس" البريطانية التى تنظم هذا العمل وتموله ، إلى جذب الانتباه تجاه ضحايا الحرب من الأطفال الذين انفصلوا عن عائلاتهم ، في الوقت الذي طغت فيه جائحة كورونا وتغافل العالم عن الإجرام الروسى وغير الروسى ضدهم ، مما فاقم من معاناتهم وعذاباتهم ، ويظهر هذا الهدف جليا من شعار تلك الرحلة "لا تنسونا"
وقد رحبت غالبية الدول الاوربية بالدمية أمل خاصة فى إنجلترا التى ستختتم الرحلة فوق أراضيها، و كذلك ألمانيا التى ستصل أمل إليها بعد عبورها مدن أوربية هى أزمير وروما ومارسيليا وجنيف وستراسبورغ، حيث من المقرر أن تزور أمل ثلاث مدن ألمانية هي شتوتغارت وكولونيا وريكلينغهاوزن من الأول إلى الثالث من أكتوبر القادم،
وخلال تلك "المسيرة" ستقوم الدمية الألمانية الشهيرة "داندو" (Dundu) البالغ ارتفاعها 5 أمتار بمقابلة أمل والتضامن معها ،
لكن رغم نبل الفكرة ، وإتساقها مع القيم الإنسانية والترحيب الواسع بها ، فإنها
تحولت إلى هدف لليمين اليونانى وبعض المتطرفين هناك، حيث صوت المجلس المحلي في بلدة ميتيورا وسط اليونان، على منع الدمية من السير في مدينتهم التي تضم موقعا للتراث العالمي تابع لليونسكو ومعروف بوجود مجموعة من الأديرة الأرثوذكسية التاريخيةالمبنية على تشكيلات صخرية شاهقة هناك ،
وقد برر أعضاء المجلس، ورئيس المدينة ، ومعهم الأسقف المحلي هذا الموقف بالقول بأنه لا ينبغي السماح للدمية التي تمثل وتجسد لاجئة مسلمة بالمرور من منطقة لها أهمية للمؤمنين الروم الأرثوذكس فى العالم ؟
كما إقترحت بعض الجمعيات الحقوقية فى اليونان بأن يتم السماح للدمية " أمل " بعبور الأراضى اليونانية والمرور إلى بقية الدول الأوربية الأخرى وهى "معبأة " فى صندوق وليس مرورا على قدميها وبدون إحتفالات ؟

#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات