أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدبولى - النكبة !!














المزيد.....

النكبة !!


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 6999 - 2021 / 8 / 25 - 15:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نحن حاليا نواجه نكبة حقيقية ونكسة جديدة قد لا يمكن التعافي من آثارها الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية أبدا ؟
فالمجتمع بأكمله بات أسيرا للانقسامات الحادة والتناقضات المروعة، كما سيطرت على الكثيرين من أبنائه رؤى إقصائية وفاشية وحالات إستقطاب غير مسبوقة وصلت إلى إستحلال إستباحة حرمات بعض المختلفين في الرأي أو العقيدة بلا تردد أو ندم ؟
ويتوازى مع كل ذلك ما نراه من حرب ضد الهوية العربية والإسلامية التى تنتمى لها الغالبية العظمى من المصريين ، إمتدت إلى التشكيك فى المعتقدات والثوابت ؟
وهى حرب ستتسبب في ظهور أجيال مشوهة الفكر لا تأبه بأية مقدسات أو ثوابت روحية أو وطنية أو قومية ؟
فى الوقت نفسه زادت الحملات المسعورة القامعة والمقيدة والمسيئة للرموز الإسلامية وعلماء الأزهر والتراث الإسلامي، بحجة التنوير ومحاربة الفكر الظلامى التكفيرى، بل وبدون حجة فى أحيان كثيرة ؟
كذلك تم تفتيت الترابط الاجتماعي والتراحم والتماسك الوطنى و إعلاء القيم المادية وحدها بإعتبارها المقياس الأوحد لمكانة الفرد وتميزه وترقيه إجتماعيا ورفعته ونفوذه ، وحوصرت الطبقة الوسطى (حافظة القيم والمبادئ النبيلة) بكافة الوسائل ، مما أدى إلى تفريغها وتدميرها لحساب قلة مارقة من المنافقين الإنتهازيين عديمى الضمير والنخوة والإنتماء ؟
هذا فى الوقت الذى إنسحبت فيه الدولة من دورها الاجتماعي والثقافى والعلمى والإقتصادى ،مما خلق تباينا رهيبا بين غالبية أبناء الشعب المصرى ،بينما تم إغراق البلاد إقتصاديا بإتباع سياسات تعتمد على الإستدانة المستمرة وهو ما سيثقل كاهل الأجيال القادمة بأعباء إقتصادية كارثية ومروعة ،
وتكامل كل ذلك مع ما نراه من تجريف للتعليم بكافة مراحله، وهو تجريف يبدو متعمدا و سينتج عنه تدميرا علميا حتميا لأجيال عديدة قادمة ،
ومما زاد من نكبة الأحوال وفجيعتها ،هو هذا التهاون والتقاعس والتدليس المتعمد تجاه جريمة إقامة سد النهضة على مجرى نهر النيل ، وما وازى تلك الجريمة من مخططات تآمرية صادمة، وصمت مخزى مشين على ما ينتظرنا فى المستقبل من نتائج وخيمة جراء إستمرار البناء بنفس الشروط والمعايير الأثيوبية الخطيرة ؟
بينما فى الوقت نفسه هيمنت وسيطرت التفاهات والإهتمامات بالأمور السطحية المبالغ فيها على عقول الناس،فأستخدمت كرة القدم وغيرها للتخدير والإلهاء وإبعاد الشباب عن الإهتمام بالقضايا الأخطر، مما عمق من كارثة تسطيح وتتفيه العقول، فأضحى مايشبه اليقين لدى عدد كبير جدا من المصريين أن فقدانهم أو فوزهم ببطولة الدورى العام لكرة القدم ،أو تناول الخمور والرقص الأهطل فى حفلة ماجنة بالساحل الشمالى وغيره ،أهم وأقرب للنفس مليون مرة من الإهتمام بضياع مياه النيل وإندثارها ؟

إن ما يحدث أمامنا هو جريمة تاريخية لا يمكن أن يقبلها أو يغفرها كل من لديه ذرة من ضمير فى هذا البلد،كما لن تتسامح فيها الأجيال القادمة أبدا،
ولن تفلح المبانى الشاهقة أوالمشروعات العملاقة فى تعويض الخسائر الفادحة التى ستخلف ورائها قطاعا عريضا من الفارغين المخوخين داخليا،وفاقدى الأهلية والإنتماء
ومزعزعى الفكر و العقيدة وأسرى المصالح الماديةمن الذين سيكونون بذورا صالحة
( للتعاون ) والبيع و (الخيانة)
تلك الخيانة التى باتت تتحول تدريجيا من وجهة نظر إلى (معتقد ثابت ) ؟



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تهميشات الحوار المتمدن ؟
- الإستقطاب الكارثى ؟
- الفاشيون الجدد !!
- الدور المشبوه لقناة الجزيرة ؟
- المتعاونون العرب !!
- قتل أطفال أفغانستان ؟
- التشهلق والحزن المرير ؟
- لا تغافل عن سد النهضة!!
- كرةاليد المصرية، بين تزييف الواقع وسرقة التاريخ ؟
- حصاد العرب فى طوكيو 2020
- عرة البعثات الرياضية فى طوكيو 2020 ؟
- الديموقراطية هى الحل!!
- رغيف الخبز وشهادات الصلاحية !!
- الطريق إلى العنف؟
- ألعاب الطفولة فى مصر !!
- الألعاب الشعبية فى مصر !!
- لا ينبغى التغافل عن السد ولو بعد مائة عام ؟
- قيس بن سعيد ؟
- التدليس النخبوى فى أحداث تونس!!
- كيفية مواجهة ما حدث فى تونس؟


المزيد.....




- الناس يرتدون قمصان النوم في كل مكان ما عدا السرير!
- ترامب عن ملفات جيفري إبستين: لا أريد إصابة أشخاص غير مذنبين ...
- أنقاض رومانية اعتُقد أنّها لكنيسة قديمة.. لكنّ الأدلّة تروي ...
- فيديو لمطاردة جنونية لرجل يقود شاحنة قمامة في شوارع مدينة أم ...
- ترامب يقيل مفوضة مكتب إحصاءات العمل بعد تراجع توقعات نمو الو ...
- مأساة في الساحل الشرقي للولايات المتحدة: فيضانات مفاجئة تودي ...
- ما هي اتفاقية خور عبد الله التي تلقي بظلالها على العلاقات ال ...
- من يقف وراء التخريب في شبكة السكك الحديدية الألمانية؟
- كابوس يلاحق المسلمين في بريطانيا.. ما الذي يجري؟
- حاكم إقليم دارفور يحذر من خطر تقسيم السودان


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدبولى - النكبة !!